«وعد الآخرة» وعيداً
فؤاد الجيلاني
فؤاد الجيلاني
العرض العسكري المهيب الذي شهدته محافظة الحديدة واهتزت له عروش المستكبرين في أرجاء الأرض، أوصل رسالة وعد وإنذار لكل العالم بأن يمن اليوم ليس يمن الأمس، يمن اليوم دولة قوية قادرة على الدفاع عن نفسها وردع كل من تسول له نفسه المساس بحريتها وكرامتها واستقلالها.
عرض عسكري سطره «فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى»، فتية اغترفوا من فيض التقى واقتبسوا من الهدى، فحملوا أمانة الدفاع عن هذا الوطن وصانوها، فانطلقوا بكل عزيمة ملبين نداء الداعي إلى الله واستشعار عظيم المسؤولية الملقاة على عاتقهم للدفاع عن أرضهم المغتصبة ووطنهم المحاصر والمحتل من دول الاستكبار العالمي.
هم حسبوا اليمانين كباقي شعوب العالم، مجرد «أعجاز نخل خاوية»، فخاضوا حربهم آمنين مطمئنين، فوجدوا أمامهم جلاميد صخور عاتية، ما صدتهم فقط بل سحقتهم ودفنت رقعة أحلامهم، فتجلت آيات الإعجاز الرباني وتأييده لعباده بالانتصارات المتتالية وإنجازات التصنيع العسكري الذي غير كل المعادلات واستبدل كل المفاهيم المتعارف عليها في أعراف دول العالم العربي التي تستعرض قواتها العسكرية بأسلحة تصنع في دول الغرب وما تباع هذه الأسلحة إلا وقد أوجدت الدول المصنعة سلاح ردع محدث مضاد لها؛ إلا يمن اليوم ومن خلال العرض العسكري العظيم الذي قدمه منتسبو المنطقة الخامسة وألوية النصر والقوات البحرية والقوات الجوية، الذي أشرق بنوره طافيا على أمواج وساحل الحديدة، فانبعث شعاع الأمل الذي كاد يخبو وينطفئ في الصدور فأعاد إلى القلوب الإيمان واليقين بصدق وعد الله ووعيده في الدنيا والآخرة.
قال السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) في كلمته أثناء العرض إن أطماع الأعداء في احتلال أرضنا والسيطرة على شعبنا ومصادرة حريته واستقلاله والدوس على كرامته قد تحولت بفعل الوقائع والحقائق الصادمة للأعداء إلى أوهام وسراب وخيبة أمل حقيقية، ووجد العدو نفسه في مأزق حقيقي وورطة كبيرة.
وقد أثبت العرض العسكري الذي تجلت فيه القوة البشرية الكبيرة والعتاد العسكري المصنع بأيادٍ محلية وبإمكانات بسيطة، تضاهي في قوتها وتأثيرها أقوى ما صنعته دول الغرب بأحدث نظم التكنولوجيا من طيران مسير وصواريخ قصيرة أو طويلة المدى... إلخ من المسميات التي انبهرت عقولهم وتهدلت ألسنتهم هبلا وعبطاً حين شاهدوا أن كل هذه المسميات تظهر أمامهم في شاشات التلفزة الفضائية وتستعرضها دولة كانت بالأمس تئن من نيران طيرانهم ولا تزال ترزح تحت حصار بوارجهم العسكرية المشؤوم.
أكاد أجزم بأن قلوبهم المتغطرسة قد ارتجفت وقالوا: إنا هالكون في حافرة عظيمة قد أعدت، فويل لنا ما صدقنا قول السابقين ولا اتعظنا مما هلك آباءنا الأولين، فاليمن حافرة الغازين ومهلكة الطامعين.
اليوم يجب على الجميع إدراك أن أرواح أبناء الشعب اليمني الثائرة لا تقبل الذل والانكسار، مهما عصفت بهم رياح الطغيان وهوت عليهم سياط الإجرام وطالت عليهم السنون؛ لأنهم صناع المعجزات العظام في وجه كل الصعوبات والتحديات؛ ولأنهم من خلال عرض اليوم وكل العروض العسكرية السابقة قدموا عهداً موثقاً بدم الشهداء أن هناك من آيات التأييد الإلهي والبأس اليماني ما يفتي السائل من الناس بأن نهاية المجرمين اقتربت وأن أهدافهم في اليمن تبخرت، وأن العاقبة للمتقين.
 

* نقلا عن : لا ميديا


في الإثنين 05 سبتمبر-أيلول 2022 07:16:40 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=5902