الإصلاحيون بين حصار قطر والعدوان على اليمن
عبدالملك الفهيدي
عبدالملك الفهيدي
حوصرت قطر فتنادى نشطاء وإعلاميو الاخوان في اليمن (الاصلاحيون) للتباكي والدفاع عن الشعب القطري.

وحوصرت اليمن وشعبها فتنادى نشطاء وإعلاميو الاخوان في اليمن (الاصلاحيون) للدفاع عن الحصار ومن يفرضونه واعتباره معركة مقدسة يجب المضي فيها حتى النصر .

قال امير قطر انه يرفض المساس بسيادة بلاده واستقلال قرارها الوطني ،فهلل نشطاء الاصلاح (الاخوان) واعتبروا ذلك دفاعا عن الكرامة والعزة ودليلا على قوة وصمود قطر وقيادتها في وجه السعودية والإمارات والبحرين ومصر .

لكن الاصلاح بقضه وقضيضه سارع الى مباركة وتأييد عدوان التحالف بقيادة السعودية على الشعب اليمني والمشاركة فيه بل والدفاع عن انتهاك سيادة واستقلال اليمن والسعي لمصادرة قرارها الوطني من قبل قوى العدوان بما فيهم قطر التي يدافعون اليوم عن سيادتها واستقلالها .

سارعت ايران الى تقديم المساعدة لقطر وفتح اجوائها للطيران القطري وتزويد قطر بالمنتجات والسلع ،والوقوف الى جانب قطر سياسيا وإعلاميا ،فكان ذلك لدى اخوان اليمن عملا مشروعا وجائزا دينيا .

لكن مزاعم علاقة ايران المفترضة مع الحوثيين في نظر اخوان اليمن جريمة واحتلال فارسي بات بموجبه الشعب اليمني رافضي مجوسي ،وخطر يهدد الامن القومي العربي وصدرت فتاويهم باعتبار العدوان على الشعب اليمني جهادا مقدسا ،هدفه دحر الاحتلال الايراني الفارسي المجوسي من اليمن وإعادة اليمن الى محيطها العربي .

وقبل ذلك وللتذكير فقط :

في 2011م كانت السعودية في نظر الاصلاحيين دولة تحكمها النعوش ،وتحولت في نظرهم منذ شنت عدوانها على اليمن في مارس 2015م الى دولة الحزم والعزم .

ولم يكن بن دغر في 2011م في نظر الاصلاحيين سوى بلطجي يجب محاكمته ،لكنه بعد ان انضم الى العدوان وفصل من المؤتمر وأصبح رئيسا لوزراء حكومة الفار هادي تحول الى وطني من الدرجة الاولى .

وعموما فأزمة قطر لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة التي تكشف عورة اخوان اليمن وتعاملهم المتناقض مع مفهوم الوطن والسيادة والاستقلال،ونظرتهم للخصوم،فمنذ 2011م وهم يمارسون ذات الاسلوب في التناقض ،وكل يوم تجدهم يتخذون موقفا يؤكد ان الانتماء للجماعة هو الوطن والسيادة والاستقلال ،ولذلك فلم يكن غريبا عليهم ان زعموا انهم حزب يمني ولا ينتمون لجماعة الاخوان فيما تجدهم ينبرون للدفاع عن الاخوان وكل من يناصرهم في أي بقعة في العالم .

في الأحد 23 يوليو-تموز 2017 12:47:30 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=596