صعدة .. رمّانةٌ و روح
نبيل القانص
نبيل القانص



لِمَن سيزورُ المدينة 
أتركُ رمانةً 
و مخيلةً للمُحَلِّقِ قُربَ مواجدِها 
و سلاماً بكل اللغات التي احتَرَقَتْ..،

هيَ لمْ تشتكِ من شظايا السوادِ 
التي ثَقَبَتْ روحها الأبدية..
لم يَنكَسرْ نَفَسُ اللهِ فيها ..
و لم تختنقْ بغبارِ العواصِفِ ..،
ثمة طيرٌ يُقاسِمُها أنَّةً .. 
و يمدُّ لها غَزَلاً ناعماً 
مثل غيمٍ و ظِل .

لمن سيزورُ المدينةَ 
حزنٌ من الدَّمِ و الطينِ 
بعدَ الدَّوِيِّ المُحَرَّمِ ..،
قطعةُ أرضٍ سماويةٍ 
لحضورٍ يُطيلُ التأمُّلَ ..،
أطلالُ مزرعةٍ 
و مقابرُ تَعرِفُ زوارها من بعيدٍ 
و تعرِفُ أرملةً لشهيدٍ 
تَصُبُّ على قبرهِ دَمْعَها 
و تقولُ:
هنيئاً .. هنيئاً ..
لقد نِلْتَها مَرَّتين .

و كلُّ انتظارٍ .. عميقٌ كجُرحٍ 
و كلُّ انتظارٍ .. رجاءُ الهديلِ المُعَطَّرِ 
وجهُ الحنانِ الأمومي 
يخجَلُ مِنْ طِفلةٍ 
في الركامِ .. تُنَوِّمُ دُمْيَتَها بالأغاني ..
تُحَدِّثُ نَجْمَتَها :
سيعودُ أبي مِنْ وراءِ السِّياجِ 
لِيَحْضِنَني 
أو لأحضِنَهُ
و أزُفَّ لهُ آخِرَ الأُمنيات .




* 5يناير 2016م 

في الأربعاء 10 فبراير-شباط 2016 01:38:51 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=62