من أجل اليمن واليمنيين
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس


المرحلة الراهنة بكل تعقيداتها وصعوباتها والتحديات التي تواجهها ،والأخطار والخطوب التي تحيطها ، تستوجب على القوى الوطنية المناهضة للعدوان وأخص هنا أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام أن يكونوا عند مستوى المسؤولية ، وأن يعملوا على ترميم العلاقات الثنائية بين الطرفين وتغليب المصلحة الوطنية على ما دونها من المصالح ، والترفع عن الصغائر وتقديم التنازلات من أجل اليمن واليمنيين ، والتنافس على إلجام الأفواه والأقلام المحسوبة على الطرفين والتي تنفخ في بوق الفتنة وتسعى جاهدة لدق إسفين بينهما وتهويل التباينات والمواقف السطحية والانشغال بالمناكفات والتلاسنات والتراشقات وإغفال الدور الرئيسي المفترض عليهم القيام به في مواجهة العدوان وفضح جرائمه وكشف المؤامرات التي تحاك ضد الوطن ، فكل الشواهد تؤكد على أن تناولات وكتابات ومنشورات بعض الإعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي من المحسوبين على المؤتمر والأنصار هي وقود الفتن والخلافات والمناكفات التي يشهدها الصف الوطني والتي تواجهها الجبهة الداخلية من حين لآخر ، ولا أعلم ما الذي يستفيده هؤلاء من وراء هذه الهرطقات ؟! ولحساب من يعملون ؟! وهل هي مواقف فردية شخصية مردودة على أصحابها ؟! أم هي موجهة من قبل تيارات وأجنحة داخل المكونين الوطنيين الأكثر شعبية في الساحة المحلية ؟!

وبغض النظر عن الإجابة على التساؤلات السالفة الذكر ،ولكي لا نخوض في تفاصيل وجزئيات قد تفضي إلى خلق حالة من التوتر والانقسام بين الطرفين فإنني أكتفي بمخاطبة الطرفين من باب النصح ، حرصا على وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية لأنني وكل اليمنيين على ثقة مطلقة بأن نجاح المؤتمر وأنصار الله في الحفاظ على وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية هو بمثابة انتصار في حد ذاته على قوى العدوان ومرتزقتهم ، كونهم يعولون كثيرا على شق الصف الوطني وانفراط عقد تحالف أنصار الله والمؤتمر ، ومن أجل ذلك نجحوا في شراء بعض المأجورين والموتورين للقيام بهذا الدور المشين تحت مبررات واهية وكاذبة وللأسف الشديد نجد من يتماهى مع ما يطرحوه وينساقون خلفه ويتجاهلون عواقب ذلك وتداعياته .

المهم من أجل اليمن يجب أن يصمد تحالف أنصار الله والمؤتمر ، ويجب أن يمنح المجلس السياسي الأعلى الدور الفعال في ذلك ،ويعمل الجميع من أجل اليمن واليمنيين ،لامن أجل المناصب والوظائف والمكاسب فكلها زائلة ولا قيمة لها إذا ما تمكن الأعداء من التقدم والتوغل داخل أراضينا ونجحوا في تحقيق الانتصارات ، يجب أن تسود العلاقة بين الطرفين الشفافية والمصداقية والثقة المتبادلة ، وتأجيل البحث عن المغانم والمكاسب والاستقطابات إلى ما بعد تجاوز العدوان ، وليكونوا على ثقة بأنهما في مقدمة المستهدفين من قوى العدوان ،وأن مغازلة قوى العدوان لهذا الطرف أو ذاك عبارة عن مصيدة وفخ يهدف إلى شق الصف الوطني وتفكيك تماسك الجبهة الداخلية وهذا حلمهم الكبير الذي لن يتحقق بإذن الله .

بالمختصر المفيد، وفي هذه المرحلة على وجه التحديد أقول وبالله التوفيق ، لن يكون المؤتمر إلا بأنصار الله ، ولن يكون أنصار الله إلا بالمؤتمر ، وأقصد هنا كجبهة داخلية ، ومن يفكر منهما بتشويه صورة الآخر ، أو التخلي عنه أو الخلاص منه فإنه سيحصد الفشل ، ولا بديل لهما غير التوافق ، ومعالجة كافة التباينات بحكمة وعقلانية في إطار الحرص الوطني على الحفاظ على تماسك الصف الوطني والجبهة الداخلية ، صمدنا 900يوم أذهلنا خلالها العالم ، فلا نفسد كل هذا الصمود بسبب رعونة البعض ، وتطفلاتهم وخزعبلاتهم التي تفوح منها روائح نتنة وعفنة ، إلى هنا ويكفي ، ولنعمل سويا من أجل المستقبل ونطوي ما مضى من صفحات سوداء دفع الوطن والشعب ثمنها غاليا .

في الخميس 14 سبتمبر-أيلول 2017 10:21:27 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=647