مع حسن بن فرحان المالكي
السبت 24 إبريل-نيسان 2021 الساعة 01 صباحاً / متابعات - موقع لا الإخباري :
 
حسن فرحان المالكي / لا ميديا -
فلسطين بقدسها وأقصاها وساحلها وقراها لا يتذكرها اليوم إلا القليل. فلسطين والأقصى هما بوصلة السياسة لمن أضاعها. كل مرة يقنعوننا بأنه بعد هذه الحرب سنتجه لفلسطين. حرب اليمن، حرب أفغانستان، حرب العراق مع إيران، حرب الكويت، حرب العراق، حرب ليبيا، حرب سورية... كل هذه الحروب كأن الهدف منها تأجيل فلسطين ونسيانها مع الزمن. لو حررت فلسطين لما كانت كل هذه الحروب على الراجح، لماذا التعامي عن هذه الحقيقة؟!
مأساة أهل فلسطين لا تعادلها مأساة. خانها العرب بهذه الحروب العبثية. وهذا النسيان، بل التآمر، لم يعد يخفى إلا على من لا يريد أن يعلم ولا يفهم. تصوروا شعبا كاملا يهجّر ويقتل ويتلقى المجازر ويتفرق في الشتات منذ أكثر من 70 سنة! الكلام كثير وأشعر بأنني لن أستطيع أن أقول ما تجهلون. فلسطين مأساة متكاملة من حيث المدة الزمنية والمذابح والتشريد والإهمال الإعلامي والخيانات السياسية وعمق الذكريات وانتهاك الحقوق... الخ.
هذه المأساة المتكاملة يجب أن تبقى حية في الضمائر والعقول. أنت تستطيع أن تسهم بشيء من ذلك ولو بالتثقف عن فلسطين وأهلها؛ فهذا أقل النصرة. رأيت مرة عجوزاً فلسطينياً على إحدى القنوات من اللاجئين في الأردن يقوم كل صباح من سبعين عاماً فوق تل ليرى بلدته المحتلة داخل "إسرائيل"! تخيلت لو أنني ذلك الرجل وأرى قريتي أمامي كل صباح ولا أستطيع دخولها ولا يتحدث معي أحد في ذلك ولا يعطيني بصيصاً من الأمل، كيف سأتحمل ذلك؟!
ليتصور أحدكم أن ذلك الرجل يتم تهجيره وهو صبي من بلدته التي تنفس هواءها وثنى أغصان أشجارها ولعب في روابيها ورعى مواشيها ويراها يوميا!
كل فلسطيني هو تاريخ كامل. كل مدينة وقرية وحي وزقاق، كل طريق للأرجل الحافية، كل شجرة زيتون، كل ميناء وبحيرة... كل هذه تواريخ ناطقة بصمتها الحزين. الفلسطيني ممتلئ الحنان والحنين والعاطفة والوفاء والصمود. لا أظن أن أحداً له قدرة هذا الفلسطيني على التحمل والوفاء والصبر والعاطفة.
اعذروا الفلسطيني إن أساء قليلاً، فذلك القليل هو من كثرة ذنوبنا في حقه. بل الفلسطيني معجزة، إذ كيف يحتفظ بكل هذا التسامح مع العرب والمسلمين؟!
كل موضوع أتحدث فيه أشعر بقلته وحاجتي لجمع مادته، إلا فلسطين وأهل فلسطين، أنت تحتار ماذا تكتب وماذا تدع وعن أي شيء تكتب، وبأي لغة ومن أي باب!
أعذرونا يا أهلنا بفلسطين، أعذرني يا أبي الفلسطيني، يا جدي، يا أمي، يا أخي وأختي... أنتم أهلنا وكفى، ولا يستطيع أمثالي نصرتكم إلا بالكلام.
وهذا الكلام (مجرد كلام) ليس معنا غيره. حتى الكلام نخشى أنا فججناه، نحن نروضه حتى يخرج بلا معنى. حتى الكلام لا نحسنه. أبكمنا الخزي. لا أنسى دعوة أخت فلسطينية من فلسطينيي 48 لزيارة القدس، فتحججت بأني لن أزور القدس إلا محررة، فصعقتني: لماذا لا تزوروننا؟! هنا أهلكم والرباط!". شعرت كم نحن مجرمون حتى في فتاوانا بعدم زيارة الداخل الفلسطيني (أراضي 48).
لعنت تلك الفتاوى وهذه النرجسية. هم أهلنا وهم يحبون من هاجر إليهم.
فلسطينيو 48 لهم حقوق إضافية. هم يشعرون بالغربة في أوطانهم، مع قمع الاحتلال وإذلاله منذ 70 عاماً. ونحن نتنرجس في الرذيلة. نحن نضيف احتلالاً. احتلالنا معنوي وفكري بالفتاوى والهجران والنسيان! احتلالنا لعله أقسى عليهم من احتلال بني صهيون! اتقوا الله في فلسطين وأهلها، لا تؤذوهم أكثر!
من تولى وأعرض فالله يغني عنه. هذا الشعب لن يُقهر، هذا الشعب الممتلئ بهذه الطاقات من الوفاء والصمود والحب والحنين لن يقهر، هو فخر البشرية.
تحية لفلسطين وأهلنا بفلسطين، وأجدادنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا... تحية لكم. دعواتنا وحبنا وقلوبنا معكم، ونشكو إلى الله ضعفنا وخزينا.
تحية لقدسها وأقصاها، لحيفاها وعكاها، لبحرها وسهلها، لمزارعها وشواطئها، لشيوخها وشبابها، لزيتونها وبلسها، لترابها وهوائها، لطيورها وأمطارها... تحية لمن له جهد مشكور لفلسطين وأهلها، تحية لعبد الناصر والخميني والملك فيصل وأحمد ياسين والسيد حسن نصر الله، وكل من خفي عليّ جهده لأجلها.
تحية لأبنائها المقاومين من فتح وحماس والجبهة الشعبية والجهاد وكل الفصائل التي عملت لأجل فلسطين.
اللهم فرج عن أهلنا في فلسطين وثبت أقدامهم واربط على قلوبهم وقوّ عزائمهم وألهمهم الوحدة على الهدف الأول (فلسطين حرة من البحر إلى النهر).

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
السيد القائد يعزي أسر شهداء رداع ويؤكد : حادثة مدينة رداع مؤسفة ومؤلمة لنا
مواضيع مرتبطة
«محاريب».. جامع المظفر
سلاح الجو المسير يستهدف للمرة الثانية في غضون ساعات قاعدة خميس مشيط جنوب السعودية
سلاح الجو المسير يهاجم أهدافا عسكرية وحيوية في العمق السعودي
رئيس لجنة الأسرى يتهم قوى العدوان بوضع العراقيل أمام تنفيذ اتفاقات التبادل
وزارة الداخلية تكشف عن نشاط تنظيم القاعدة في مأرب