الأزمة الإنسانية في اليمن والمعركة الحاسمة في مأرب
الأربعاء 12 مايو 2021 الساعة 01 صباحاً / متابعات - الوقت التحليلي:

 

الأزمة الإنسانية في اليمن والمعركة الحاسمة في مأرب

 

 واجه اليمن أزمة غير مسبوقة منذ عام 2015 عندما شن تحالف العدوان السعودي هجومه على أبناء الشعب اليمني الأعزل ولقد عُرفت هذه الأزمة بأنها "أسوأ أزمة انسانية في العالم". ولقد وصفت الأمم المتحدة أزمة اليمن بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يعاني حوالي 13 مليون شخص من سوء التغذية والجوع، وفقًا لمركز الأمم المتحدة الإنساني. وفي الوقت الحالي، يحتاج حوالي 80٪ من سكان اليمن، أو أكثر من 23 مليون شخص، إلى مساعدات إنسانية، وقد تفاقمت التحديات التي تفرضها الحرب على الشعب اليمني بسبب تفشي فيروس "كورونا" في العديد من المحافظات اليمنية، والتحديات الاقتصادية، و هذه التحديات كان لها تأثير كبير وعميق على المواطنين اليمنيين. وحتى الآن، تم الإبلاغ عن أكثر من 6000 حالة إصابة فقط بفيروس "كورونا" في اليمن، لكن هذا يرجع إلى نقص التقارير بسبب نقص المعدات الصحية والتشخيصية.

وحول هذا السياق، حذرت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، خلال الفترة الماضية، من أن اليمن التي تتعرض لعدوان بربري منذ خمس سنوات ونيف معرضة لخطر المجاعة . وقالت المنظمتان الأمميتان في بيان مشترك: إن عدداً من الدول الإفريقية والآسيوية ومن بينها اليمن ستواجه "حالة طوارئ غذائية رئيسة أو سلسلة من حالات الطوارئ" خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة . وعزت الوكالتان حالات الطوارئ هذه إلى الصراع طويل الأمد ونقص وصول المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المحتاجة، والظواهر المناخية المتطرفة والتداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس "كورونا". وأكدت تلك المنظمتان أن تلك العوامل هي التي دفعت السكان في تلك البلدان ومن بينها اليمن للغرق بشكل أكبر في مرحلة الطوارئ لانعدام الأمن الغذائي. وأكد التقرير الذي صدر يوم أمس الجمعة أن خارطة العالم تُظهر أن معدلات انعدام الأمن الغذائي الحاد بلغت ذروات جديدة على مستوى العديد من دول العالم. وقال التقرير إنه من بين هذه البلدان فنزويلا وهايتي وإثيوبيا والصومال والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي والنيجر وسيراليون وجمهورية الكونغو الديموقراطية وموزمبيق وزيمبابوي والسودان ولبنان وسوريا واليمن وأفغانستان.

وعلى صعيد متصل أكدت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي بأنهما يأملان أن يشجع هذا التقرير العمل على الفور لمنع حدوث أزمة كبرى أو سلسلة من الأزمات بعد ثلاثة إلى ستة أشهر. ويؤكد معدو التقرير أن تطور الوضع في هذه البلدان مرهون بشكل خاص بالوصول إلى المساعدات الإنسانية والتمويل المستمر للمساعدات الإنسانية. وتشكو الوكالات الدولية، النقص الحاد في تمويل العملية الإنسانية في اليمن خلال الأشهر الماضية، إضافة إلى العراقيل والقيود التي تفرضها أطراف الصراع على وصول المساعدات للمناطق الأكثر تضرراً من الصراع في البلاد . وأيضًا، استنادًا إلى المستوى المنخفض لاختبارات الفيروس التاجي، فإن معدل الفحوصات الإيجابية الذي بلغت 22٪ تعتبر أمر مقلق للغاية.

وفي غضون ذلك ، نشرت مجلة "أكونوميست" تقريراً عن الحرب في اليمن. ووفقًا لمجلة الإيكونوميست، فإن القوات الموالية للرئيس اليمني المستقيل "عبد ربه منصور هادي" محاصرة الآن في محافظة مأرب؛ وهذه المدينة الكبيرة تعتبر هي آخر معقل لقوات "منصور هادي" وتحالف العدوان السعودي في شمال اليمن. وفي الوقت الحالي، وصلت تصل المسافة التي تفصل قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" عن محافظة مأرب إلى حوالي 4 كيلومترات، وكانت الضربات الجوية لتحالف العدوان السعودي هي التي أبطأت تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية إلى حد ما. وكانت تعتبر مدينة مأرب من أكثر المدن أمانًا في اليمن، وكان الناس في أجزاء أخرى من اليمن يلجأون إليها بسبب النزوح الذي تسببت فيه الحرب، والآن حولها السعوديون إلى قاعدة لعملياتهم العسكرية.

ولقد دفع التغيير في ميزان القوى في غرب مدينة مأرب، النظام السعودي إلى سحب المعدات العسكرية الثقيلة من المدينة قبل عدة أيام ونقلها إلى محافظة شبوة والبدء في بناء قاعدة عسكرية لهم في هذه المحافظة. وتتواصل العمليات العسكرية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في محور صرواح الشرقي (الضاحية الغربية لمدينة مأرب) وبحسب آخر الأخبار فقد اشتدت الاشتباكات في هذا المحور المهم والحساس منذ يوم الجمعة الماضي وحتى يومنا هذا. ويعد تطهير وتثبيت المواقع على عدة جبهات، بما في ذلك منطقة "المشجح"، أحد انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في الأيام الأخيرة، وخلال هذه العمليات تم تحرير مناطق ومرتفعات "السنجر، والسود، وحرمل، إلخ. " من قبضة تحالف العدوان السعودي، ولا تزال الاشتباكات تدور حالياً في منطقة "ذات الراء".

ولقد أشار مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في الضاحية الغربية لمدينة مأرب إلى تفاصيل تلك الاشتباكات وقال: "لقد حقق أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية انتصارات مهمة". وأضاف المصدر الميداني، إن " أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الأيام الماضية من تحرير جبل ذات الراء الاستراتيجي والسيطرة عليه بعد اشتباكات عنيفة ولقد شهدت جبهات القتال في محافظة مأرب اليمنية خلال الايام القليلة الماضية مواجهات مشرفة حقق من خلالها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" انتصارات تسجل بماء الذهب حيث لم يبق من هذه المحافظة المهمة والاستراتيجية سوى أقل من 30 في المئة بيد مرتزقة تحالف العدوان السعودي الاماراتي الامريكي الذي قام طيرانه خلال الاشتباكات الاخيرة بشن اكثر من ثلاثين غارة جوية لمحاولة صد تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، الا انها لم تمنعهم من التقدم وتحرير عدد كبير من المواقع الاستراتيجية.

وتُظهر معركة مأرب الوضع المتدهور للقوات الموالية للرئيس المستقيل "منصور هادي" وداعميه الذين قبلوا مؤخرا عرض السلام الذي قدمته الأمم المتحدة بعد تكبدهم العديد من الهزائم على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله". وتسيطر حالياً قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية على العديد من المناطق وتحاول دخول مأرب، وإذا حرروا هذه المدينة فسوف يصبح تحت سيطرتهم حقل النفط في شمال اليمن وبوابة حقول النفط في شرق وجنوب اليمن. وفقدان مأرب سوف يعّقد الوضع بالنسبة لقوات تحالف العدوان والمرتزقة الموالين للرئيس المستقيل "منصور هادي".

وإضافة إلى أن داعمي "منصور هادي" سوف يفقدون مصالحهم في هذه الحرب، فقد سحبت الإمارات بالفعل معظم قواتها من الحرب في عام 2019، وأعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بعد فترة وجيزة من توليه منصبه أنه سيعلق كل دعم للعمليات الهجومية السعودية في اليمن. إن التحالف السعودي، الذي يهاجم اليمن منذ عام 2015، غارق الآن في مستنقع عميق ولهذا فقد دعا ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" الشهر الماضي حكومة صنعاء وقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية للجلوس على طاولة المفاوضات. وفي الختام يمكن القول إن أبناء الشعب اليمني مضوا خلال الايام الماضية ينتصرون لإرادتهم الرافضة لكل أشكال الاستعمار والوصاية الخارجية، وها هم اليوم يؤكدون للعالم أجمع بان الإرادة اليمنية قوية وصلبة متماسكة البنيان يصعب هدمها، وأن المعركة التحررية الاستقلالية الشاملة تمضي في مساراتها بقوة وشموخ صوب تحقيق آمال وطموحات وتطلعات اليمنيين الأحرار على تراب وطنهم، ولسان حالهم يقول الشعب اليمني الحضاري العريق لا ينهزم، بل ينتصر لإرادته .


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
السيد القائد يعزي أسر شهداء رداع ويؤكد : حادثة مدينة رداع مؤسفة ومؤلمة لنا
مواضيع مرتبطة
فشل المصيدة الدبلوماسية السعودية الأمريكية في الإيقاع بأنصار الله
القدس أقرب بخطى أبي جبريل
الرئيس المشاط يعلن العفو عن 29 سجينا على خلفية أحداث كشر
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي: نقف بشكل تام مع الشعب الفلسطيني ومقاومته
العدوان يمعن في قتل اليمنيين في أواخر الشهر الكريم