على مقربة من بوابة الألف يوم للصمود اليماني في وجه العدوان السعودي الإماراتي الهمجي وحلفائه نمثل في حضرة المولد النبوي الشريف وحضور ذكرى العيد الذهبي لنوفمبر الاستقلال الوطني والجلاء لدنس الاحتلال بما لذلك كله من دلالات إيمانية ومعان وطنية جامعة تقودنا إلى استشعار عظمة النبي في قلوبنا وتوجيهاته في صمودنا وإلى إنجاز النصر واستحضار ماضينا القريب الذي دحرنا فيه الغزاة واجلينا المحتلين من كامل تراب اليمن الحبيب فكان الثلاثون من نوفمبر واحدا من أزهى محطات نضالنا اليمني وانتصارنا للحرية والوطن.

 إلا أن هنالك من سعى ليفرق مجددا أيادي سبأ، وتمنى أن يحرف بوصلة المواجهة فكان أن دخلت عاصمة الإباء اليمني في انحراف خطير وأحداث فتنة كادت لولا لطف الله أن تفضي إلى انصراف القوى اليمنية المواجهة للعدوان إلى مواجهات بينية تعد كما قلنا في بيان سابق خيانة علنية لدماء الشهداء ومولاة مكشوفة لقوى العدوان. 

ولكن رحمة الله ووطنية شرفاء اليمن كل اليمن حالت دون ذلك فانحصر الضرر رغم فداحة الثمن وتم إخماد فتنة اقتتال أريد له أن يكون منفذا للعدوان للانقضاض على اليمن كله كما هو حال غارات طيرانه الوحشية التي لا تفرق بين اليمنيين، في أي بقعة من اليمن، فنحن جميعا هدفها صغارا وكبارا، في بيوتنا أو في صالات المآتم أو في الأعراس أو في المصانع أو الطرقات أو ..أو..

ولم تخل الأحداث على قسوتها وفداحة ثمنها من إيجابية تمثلت في إبراز القوى اليمنية الحية المواجهة للعدوان يدا واحدة وقلبا واحدا مؤمنا بأنه لا يمكن الدعوة لمصافحة العدو بيد وقتل الأخ بالأخرى وأن شرف مواجهة العدوان يتنافس عليه اليمنيون ولا يتنازلون عنه تحت أي لافتة، وأنه ليس منا من يبيع دماء الشهداء وليس منا من فرقا كما قال الفضول وترنم أيوب.

في غمرة كل تلك المعاني والوقائع استكمل كتاب النصر إنجاز ورقة ناصعة فيه وهطلت إحدى بشارته متمثلة في صاروخ كروز الذي أعلنت القوة الصاروخية في الثالث من ديسمبر إطلاقة الى أبوظبي فكان عيدا ثالثا في ركاب عيدين عيد المولد وعيد الاستقلال!

إننا في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان نشدد على التالي:

-إن مواجهة العدوان أولوية يمنية جامعة لا يمكن القبول بالتفريط بها حتى يتحقق النصر والسلام العادل الذي يحفظ الثوابت الوطنية وعلى رأسها السيادة على الأرض وفي القرار. كما نلفت انه لا يمكن القبول بممارسات فساد تحت ذريعة العدوان وعلى الجميع ان يعي ذلك تماما.

-إن إخماد الفتنة كان بفضل حماية اليمنيين كلهم لمبدأ: مواجهة العدوان أولا، وأن الشكر واجب في هذا المقام لكل من اعتصم باليمن وعصم نفسه من إراقة الدم أو المشاركة في القتل وقطع الطرق بما يلبي حلم العدو في انكشاف ظهور رجالنا في الجبهات لينقض على الجميع محققا ولو بعض نصر حلم به طيلة ما يقارب ثلاث سنوات من عدوانه.

-إن التعايش والتسامح وروح الإخاء هي القيم التي دحر بها العدو ولا بد من إفشائها ومعاقبة كل من تسول له نفسه المساس بها ونبذه.

-إن من أبرز معاني مثولنا في حضرة النبي أن نقتدي بهديه ونجمع الكلمة وندفع بالتي هي احسن ونواجه العدو بشرف ولا نفجر في الخصومة.

-إن من أبسط واجبات الوفاء لشهداء الثورة اليمنية، ولشهداء اليمن في موجهة العدوان والانتماء لمعاني الثلاثين من نوفمبر ومعاني الثبات والصمود لما يقارب ثلاث سنوات أن نسعى لوحدة الصف وجمع الكلمة واستمرار النضال حتى إركاع العدو واستحقاق النصر والسلام المشرف.

-في الجبهة الاقتصادية التي فتحها العدوان نطالب بانتصارات توازي انتصارات الجبهة العسكرية وبمعاقبة كل من يساند العدو في هذه الجبهة وهو ما سيحل المشاكل التي يرزح تحت نيرانها الموطن/ة الصابر/ة على راسها مشكلة انقطاع الرواتب وارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانهيار العملة وسواها مما يعد تعزيزا لرجال الرجال في جبهات المواجهة العسكرية وتأمينا للجبهة الداخلية التي هي ضمان عدم اختراق العدو.

-معالجة الملفات الحقوقية بما يحفظ الحقوق والحريات ويحترم القانون وسلامة إجراءاته بما يبشر بيمن افضل يتسع للجميع وينهض على التنوع والشراكة.

ونحن نزجي التهاني لليمن بما تحقق من عودة للأمن وهزيمة ماحقة لمخططات العدو نذكر الجميع بقيم النبي ونحن في حضرته وكلها قيم محبة ونبل وإنسانية، وهنا لا ننسى أن نرسل التعازي لكل من فقد شهيدا في هذه الأيام الدامية وأن نطوي الألم متطلعين لتحقيق آمال جميع اليمنيين في دولة مدنية قوية وعادلة.

حفظ الله اليمن وأهله، الخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والنصر لليمن والخزي والهزيمة للعدوان، تحيا الجمهورية اليمنية.

صادر عن الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان

صنعاء 5 ديسمبر 2017