"إل سالتو دياريو" الإسباني: بنوك أمريكية وأوروبية متورطة بقتل أبناء الشعب اليمني
الأحد 18 إبريل-نيسان 2021 الساعة 02 صباحاً / متابعات - الوقت التحليلي :

"إل سالتو دياريو" الإسباني: بنوك أمريكية وأوروبية متورطة بقتل أبناء الشعب اليمني

قبل نحو ست سنوات قامت السعودية بتشكيل تحالف دولي لشن حرب بربرية على أبناء الشعب اليمني بحجة أنها تريد إعادة الشرعية للرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" ولكن بعد مرور وقت قصير تكشفت نوايا الرياض الخبيثة، وخاصة أنها كانت تستخدم الكثير من الأسلحة المحرمة دولياً لقتل أبناء الشعب اليمني وأصبح لا يخفى على أحد الدور الخبيث والمشبوه التي قامت به بعض الدول الغربية ولا سيما واشنطن ولندن بمساندتهما لتحالف العدوان السعودي في عدوانه على أطفال اليمن خلال السنوات الست الماضية من خلال تقديم كل أشكال الدعم المالي والعسكري لها، في ظل التواطؤ الاممي والتعامي عن جرائم نظام "آل سعود" بحق اليمنيين الذين تنتشر بينهم اليوم العديد من الامراض والاوبئة القاتلة نتيجة استخدام السعودية الاسلحة المحرمة دولياً  .

وحول هذا السياق، اتهمت العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن باستخدام قنابل عنقودية صنعت في الولايات المتحدة وبريطانيا في مناطق مدنية في اليمن. وقالت تلك المنظمات إن استخدام هذه القنابل يخالف المعايير الدولية التي تمنع اللجوء إليها تحت أي ظرف. من ناحية أخرى لفتت تلك المنظمات إلى مقتل الآلاف من الاطفال والنساء في غارات استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية. وقالت تلك المنظمات، إن "تحالف العدوان السعودي يستخدم في اليمن الذخائر العنقودية الواردة من الولايات المتحدة وبريطانيا والمحظورة دوليا، رغم أدلة على خسائر في صفوف المدنيين ". وأضافت، "تستخدم الذخائر العنقودية المصنوعة في الولايات المتحدة وبريطانيا في مناطق مدنية رغم التحذيرات الدولية، وأيضا على نحو يبدو أنه غير متوافق مع معايير الضمانات المطلوبة لتصدير مثل هذه الذخائر ".

وعلى صعيد متصل، نشر موقع "إل سالتو دياريو" الإسباني تقريرا قبل عدة أيام، تحدث فيه عن تورط عدد من البنوك في تمويل جيشي السعودية والإمارات، بين عامي 2015 و2019 في حرب اليمن، بحسب تحقيق أجراه مركز "ديلاس" لدراسات السلام. وقال الموقع الإسباني، إن تحقيق مركز "ديلاس"، الذي حمل عنوان "تمويل أسلحة حرب اليمن"، كشف الضوء عن عدد من الشركات التي تمول الحرب التي تقودها السعودية والإمارات في اليمن. ووفقا لبيانات أممية، خلفت حرب اليمن ما يقرب من 4 ملايين نازح داخليا، وأكثر من سبعة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية. 

وبحسب التحقيق، خصصت مئات المؤسسات المالية ما مجموعه 607 مليارات دولار للشركات الرئيسة التي تزود جيشي السعودية والإمارات بالسلاح بين سنتي 2015 و2019، عندما نفذت عمليات عسكرية ضد السكان المدنيين اليمنيين. وفي هذا السياق، تقول الباحثة في مركز "ديلاس"، المشاركة في تأليف التحقيق، خيما أموروس: "تدخلت السعودية والإمارات عسكريا في النزاع المسلح خلال السنوات الخمس الأولى من بدايته، بدعم من الولايات المتحدة، وفي هذه الفترة لم تكن هناك إجراءات رقابة، رغم وجود أدلة على التورط في الحرب في اليمن". ومن بين الكيانات الخمسين التي ذكرها التحقيق، نجد بعض البنوك الأمريكية الكبرى مثل "بلاك روك" و"غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" و"سيتي غروب"، وبنوك أوروبية مثل "دويتشه بنك" و"باركليز" و"بي إن بي باريبا يونكريديتو"، وشركة التأمين الفرنسية "أكسا". وإجمالا، قامت هذه الكيانات بتحويلات مالية تقدر بحوالي 8.6 ملايين دولار لـ9 شركات قامت بتصنيع أسلحة تم تصديرها إلى السعودية والإمارات. ومن بين الشركات المستفيدة من التحويلات: "إيرباص" و"بوينغ" و"جنرال ديناميكس" و"ليوناردو" و"نافانتيا" وشركة "رايثون" للتكنولوجيا وشركة "رولز رويس" القابضة، ومجموعة "تاليس" وشركة "راينميتال". وتتمثل الأسلحة التي تم تصديرها إلى هذه الدول بالأساس في الطائرات 48.7 بالمئة والصواريخ 19.5بالمئة والمدرعات 14.6بالمئة وأنظمة الدفاع الجوي 7.6 بالمئة.

وذكر بحث مركز "ديلاس"، أنه من بين الشركات التي زودت دول التحالف العربي في اليمن بالأسلحة، شركة الشحن الإسبانية "نافانتيا"، التي تلقت تمويلا من بنوك مثل "بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا" و"سانتاندر" و"بنكيا" و"بانكينتر"، وقد بدأت في 2018 بصناعة 5 فرقاطات أفانتي-2200 بتكليف من الحكومة السعودية، على أن يتم تسليمها في 2022. ويقول الباحث في مركز "ديلاس"، المؤلف المشارك في إعداد التقرير، "خوردي كالفو": "طلبت العديد من منظمات حقوق الإنسان بوقف تصدير هذه الطرادات إلى المملكة العربية السعودية؛ لأنها تنتهك القوانين الدولية". ويشير التحقيق أيضا إلى أن "بانكو بيلباو فيزكايا أرجنتاريا" وبنك "ساباديل وبنكيا" استثمرا في أسهم شركة "رايثون" للتكنولوجيا، وهي الشركة التي قامت بتصدير أكبر كمية من القنابل الموجهة إلى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة خلال الحرب في اليمن. ويشير "إدواردو أراغون"، الباحث في مركز "ديلاس" والمشارك في إعداد التقرير، إلى أن "قضية رايثون مثيرة للجدل بشكل خاص، لأن فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن وثق هجمات باستخدام قنابل جي بي يو-12، وهو نموذج صنعته هذه الشركة، ونعلم أنه تم تصديره إلى المملكة العربية السعودية منذ سنة 2011".

لقد أصبح لا يخفى على أحد الدور الخبيث والمشبوه التي قامت به ولا تزال تقوم به الدول الغربية ولا سيما واشنطن وبعض الدول الأوروبية بمساندتها لتحالف العدوان السعودي في عدوانه على أطفال اليمن خلال السنوات الماضية من خلال تقديم كل أشكال الدعم المالي والعسكري لها وبيعها قنابل محرمة، في ظل التواطؤ الاممي والتعامي عن جرائم تحالف العدوان السعودي الإماراتي بحق اليمنيين الذين تنتشر بينهم اليوم العديد من الامراض والاوبئة القاتلة نتيجة استخدام السعودية الاسلحة المحرمة دولياً  .ولقد أصبح واضحاً، كالشمس في كبد السماء أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية هي من تعتدي على الشعب اليمني وتقتلهم وترتكب ابشع المجازر الوحشية بحقهم وإن اختلفت الوسائل فيما مضى ، فهي كانت تقتلهم، وما زالت تقتلهم عبر اداتها التي صنعتها المسماة بالقاعدة وداعش وعملائها طوال المدة السابقة بعمليات انتحارية تارة، وعمليات اغتيالات تارة اخرى، ناهيك عن الجرائم التي ارتكبتها بطائراتها دون طيار، وهي الان تقتلهم مجدداً بعدوانها الغاشم الذي اعُلن من واشنطن ولكن بصورة أكثر اجراماً ومجازر أكثر وحشية وعلى مرأى ومسمع الجميع بلا استثناء غير مكترثة بالمواثيق الدولية وقوانين حقوق الانسان التي ضربت بها عرض الحائط . 

لقد كانت اليمن ضمن دائرة الاستهداف الأمريكي؛ لكونها تتمتعُ بمواصفات الموقع الاستراتيجي الذي يمنح واشنطن امتيازات السيطرة على أهم مفاصل طرق التجارة الدولية ونقل الطاقة، مضافاً إليها مخزون الثروات الهائلة فيها، فتضمن بذلك أوراق الضغط على تجارة الصين الذاهبة إلى القارة الإفريقية والأوروبية، كما تضمن بقاء دول أوروبا العظمى في دائرة التبعية لها، وبذلك تكون أمريكا صاحبة اليد العليا في التحكم بالمصير العالمي أمام أقوى الخصوم الدوليين. وفي الختام يمكن القول إن هذه الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية والعربية في اليمن لن تُمسح من سجل التاريخ سوف تظل وصمة عار في سجلها وإذا ارادت حقاً الإدارة الامريكية دعم أبناء الشعب اليمني، فالاجدر بها إنهاء هذه الحرب ورفع الحصار الجوي والبري والبحري المفروض على الموانئ اليمنية منذ أكثر من خمس سنوات.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
نهبٌ منظمٌ للثروة النفطية والغازية.. مأربُ عرش “الإخوان” الاقتصادي "1-2"
الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال.. أرقام كبيرة ومعاناة مستمرة في ظل كورونا
سلاح الجو المسير يشن هجوما على قاعد خالد الجوية في عسير
صنعاء: المبعوث الأممي يشرعن حصار اليمنيين
هيومن رايتس ووتش: السعودية تفتقد الى العادلة