فما أسوأ الإنسان أن يكون في واقعه ممن يقدم إلهه عبارة عن عامل لدى الآخرين، ويكون الملوك هم الآخرون الذين لا نفترض أن يكون لملكهم شرعية من قبل الله سبحانه وتعالى، بل هم لا يفرضون أن لأنفسهم شرعية من قبل الله سبحانه وتعالى، وإنما شرعية نظامية وفق قانون الديمقراطية، أو وفق قانون الوراثة في التعاقب على السلطة في البلد هذا أو ذاك، فيصبح هو من له الحق أن يحكم، ولتصبح أنت من عليك الحق أن تسمع وتطيع، الخطورة عليهم أشد، والإساءة من جانبهم أكثر عندما يحكموا رقاب الناس دون أن يستندوا على شرعية إلهية.
بل قُدِّمَ هذا المنطق بأنه منطق مرفوض، هو ما يسمى بالحكم [الثيوقراطي] ما يقابل [الديمقراطية] [الثيوقراطية] أي الحكم الإلهي، الله لا دخل له في العالم، ومن ينادون بأن يكون الله هو من يحكم عباده، وأن لا نقبل إلا من له شرعية من الله أن يحكم في أرضه، قالوا: ربْطُ الحكم بالله، ربْطُ السلطة بالله، هذا هو نظام [ثيوقراطي] هو نظام مرفوض! بديل عنه النظام الديمقراطي الذي يجعل السلطة ملكاً للشعب، هذا هو النظام التقدمي والنظام الأفضل، هكذا يقولون.
مع أن النظام الديمقراطي أو هذه العناوين هي من قبل الإسلام بفترة طويلة عند اليونانيين، وعند الإغريق، عند فلاسفتهم هم من تفلسفوا وحللوا ما يتعلق بالأنظمة فقدموا عناوين وقسموها إلى تقسيمات معينة، لكن الإسلام أصبح تخلفاً، والديمقراطية هي ماذا؟ هي تقدم، وهي من عمرها قد يكون ربما نحو ألفين سنة أو أكثر من أيام الإغريق، ثم يأتي الإسلام دين للعالمين، ورسوله رحمة للعالمين ثم لا يكون لديه أي نظام، لا يكون لديه أي نظام، يكون امتداداً لسلطان الله في أرضه، إذا كان تدبيره في ما يتعلق بالإنزال للهداية إلى خلقه لا بد أن يرتبط بشخص {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} (الحج: من الآية75) فولاية شأن عباده في هذا الجانب لا بد أيضاً أن تكون مرتبطة بأحد من عباده، وهو هو من له الحق أن يصطفي ويختار ويعيِّن ويحدد هو سبحانه وتعالى
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
معرفة الله – عظمة الله – الدرس السادس
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 23/1/2002م
اليمن – صعدة
*نقلا عن : موقع أنصار الله