يا سادةَ الكونِ إكراماً وإفضالا
قوموا ل "غزةَ" إعظاماً وإجلالا
ويا قصورَ الخوى منها امتلي شرفاً
وإن رأيتِ ركاماً ثم أطلالا
وحدثي يا لغاتِ الثائرين بما
تروي "فلسطينُ" تفصيلاً وإجمالا
تهجَّدَ العزمُ في محرابِ ثورتِها
فأسفرَ الصبحُ طوفاناً وزلزالا
وبَسمَلت عند مجرى فُلكِ صيحتِها
ترسو بجوديِّ نصرِ اللهِ إحلالا
من كلِّ زوجين لم تحمل وما حملت
إلا الرجاجيلَ أحراراً وأبطالا
هبوا سُراةً كأنَّ الأرضَ في غضبٍ
قد أخرجتْهم من الأجداثِ أثقالا
كتائباً وسرايا ليسَ تفرُقةً
وإنما ليظلَّ السيفُ قتَّالا
يسري بهم وَلَهٌ للحربِ هيَّجهم
جُندٌ لهاميمُ إقداماً وإقبالا
يرمون بالنارِ في مُحتلِّهم حِمَماً
وكان يعهدُ أحجاراً وأنبالا
زجلُ البنادقِ رجَّاجٌ إذا نطقت
تستكُّ آذانَ جيشِ العارِ بوَّالا
في الجوِّ طارت بهم رِدفاً ملائكةٌ
نعم المظلاتُ إقلاعاً وإنزالا
من وحي "لا تهنوا" خاضوا الوغى وثبوا
قتلاً وأسراً وإبسالاً وأنفالا
كأنَّ "حيدرَ" أهدى "ذا الفقارِ" لهم
لفتحِ "خيبرَ" أبواباً وأقفالا
وأُلقيَ الرُّعبُ في "صهيونَ" فانبثقت
ريحٌ لأعجازِ "إسرائيل" إسهالا
تسمَّرَ الجيشُ مبلوداً وقاتلُه
لم يدرِ جيشاً رمى أم كان تِمثالا
ضاق الجدارَ أطالوا خلفه اختبؤوا
وفوقهم كادَ أن ينقضَّ إخجالا
كلُّ الجهاتِ بهم قد أوعرت فَجَجاً
فلا قراراً ولا هجراً وترحالا
صاح اليهودُ أحربٌ أم قيامتُهم؟!
ذاقوا الهزيمةَ أطناناً وأرطالا
وأصبحَ السبتُ كابوساً يُؤرِّقُهم
إذا غفَوا شاهدوا زحفاً وأهوالا
فرُّوا إلى سَفهِ الإجرامِ في سرفٍ
إن الجبانَ يظلُّ الدهرَ ختَّالا
ردوا الهزيمةَ قصفاً للرُّبوعِ فما
زادوا سوى فشلٍ يقتاتُ إفشالا
ظنوا البطولةَ "طياراً" بقنبلةٍ
يرمي يبارزُ أُمَّاً ثم أطفالا
لا لا غرابةَ فالتاريخُ يلعنُهم
قتلُ النبيينَ أخزاهم وما زالا
نارُ الضغينةِ تغلي في كلاكلِهم
مسخاً تشظَّت وإفساداً وإضلالا
وما يودون -مهما راقَ منطقُهم-
للمؤمنين من الخيراتِ مثقالا
عذابُهم أنهم بالقتلِ ما قتلوا
روحَ الإرادةِ بل تزدادُ آمالا
في جفنِ "غزَّةَ" دلحٌ بالحياةِ همى
وكلما قصفوا أهدابَه سالا
يروي سوابِخَها من ماءِ عِزَّتِها
فتنجبُ النصرَ أجيالاً وأجيالا
يكفي "فلسطينَ" أن اللهَ كوَّنَها
-تُميزُ الناسَ- ميزاناً وغربالا
في أُمَّةٍ دَنَفُ التطبيعِ أنهكَها
قاداتُها أصبحوا للغربِ أذيالا
يا رجفةَ الطفلِ هُزِّي جِذعَ نخوتِها
إذ لم يجد حاضناً عمَّاً ولا خالا
من ذا يضُمُّكَ والأيديُّ في جدلٍ
حولَ الصلاةِ بها "ضمَّاً" و"سربالا"
وفي الرُّجولةِ إملاقٌ ومخمصةٌ
والأرضُ تطفحُ أبناءً وأموالا
لكنَّ للقدسِ والأقصى يدٌ عقدت
ولاءَها اللهَ والمختارَ والآلَا
كما حاولوا فيكِ محواً يا قضيتَنا
فصرتِ مُعجزةً تُتلى وأمثالا
وكنتِ موتاً لهم مذ كنتِ واحدةً
تأتينَ أرواحَهم خرماً وآجالا
واليومَ ها أنتِ تبدو مِحوراً شرِساً
فليرقُبوا الموتَ ألواناً وأشكالا
وفي الصدارةِ قد فاقَ الورى "يَمنٌ"
لنُصرةِ "القدسِ" أقوالاً وأفعالا
لبيكَ يا "قدسُ" قلناها بملئِ فمٍ
يُسبحُ اللهَ إبكاراً وآصالا
وللجهادِ نعم قلنا بها علناً
وليسمعِ الكونُ لا للذُّلِّ لا لا لا
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين