احتلت معركة الساحل الغربي أهمية كبيرة بين معارك الصمود والكرامة التي يخوضها اليمنيون في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم وذلك باعتبارها معركة دفاع مقدس عن تراب الوطن الطاهر وباعتبار مكانة الساحل الغربي وأهميته الاستراتيجية في قائمة الأهداف الاستعمارية للقوى الاستكبارية التي تدير العدوان عبر ادواتها الرخيصة والغيبة في نفس الوقت .
ومعركة الساحل الغربي كشفت حقيقة أهداف تحالف العدوان الذي رفع شعار (إعادة الشرعية) فبعد أن أزبد وأرعد وضج وهيج واستنفر كل قواته العسكرية وأدواته الإعلامية لمعركة صنعاء وإعادة أذنابه اليها كما يحلمون جميعا ها هم ينصرفون بعيدا عنها بعد أن عجزوا وهزموا فيها لنراهم يتجهون إلى الحديدة البعيدة جدا عن شعارهم الزائف الكاذب ولكنها الأقرب إلى مطامعهم المادية التي تكشفت وظهر قبح وجهها.
واللافت للانتباه في مستجدات معركة الساحل الغربي والحديدة خاصة انها تزامنت مع تولي المبعوث الأممي مارتن غريفيتس لمهامه في اليمن وكانت المهلة الأولى التي طلبها لتقديم رؤيته للحل السياسي في اليمن هي ذات المهلة التي طلبها العدوان للإعداد لغزو الحديدة فهل من الصدفة انهما فشلا معا خلال تلك المهلة ام ان رؤيته كانت مرتبطة بالنتائج المرجوة من معركة الحديدة والتي خابت وغابت معها الرؤية الغريفتسية؟!!!.
ما يبحث عنه تحالف العدوان في اتون معركة الحديدة بالإضافة إلى الهيمنة والسيطرة وإطباق الحصار، هو أن يجد موطئ قدم لمرتزقته الجدد من بقايا فتنة مليشيات الخيانة العفاشية وان يجعل من الحديدة مركزا لتجميع واستيعاب العناصر التابعة لتلك المليشيات والتي رفضت بقية قوى الارتزاق قبولها في المناطق التي تتولى إدارتها تحت سيطرة قوى العدوان وهذا في اعتقادي ما يؤخر المبعوث غريفيتس عن تقديم رؤيته للحل السياسي الشامل حسب قوله.
إن غريفيتس والأمم المتحدة التي يمثلها ومن خلفهما دول الاستكبار العالمي لا يمكن ان يقدموا لليمن حلا حقيقيا يضمن أمنه واستقراره واستقلاله وسيادته, ومن المستحيل ان يكون لهم أي سعي جاد لذلك أو حتى نوايا حسنة باتجاهه, ومن الغباء مجرد التفكير في حل يأتي من خلالهم فما يحيكونه من مؤامرة ضد الحديدة دليل كاف على سوء نواياهم وقبح أهدافهم في ما سيقدمونه من حل سياسي سيكون في أفضل حالاته تهيئة لتقسيم البلاد ومقدمة لحروب داخلية طاحنة تضمن تحقيق ما عجز العدوان عن تحقيقه.