لسنا بخير. تنزف أرواحنا وقلوبنا وأجسادنا كل أنواع المعاناة، نتيجة العدوان والحصار وتردي الحياة الاقتصادية؛ لكننا صامدون صمود جبال اليمن الشامخة. هذا هو لسان حال الشعب اليمني العظيم، والذي تجاوز بصموده كل الحدود المعقولة، ليصبح هذا الصمود أشبه بالخرافة والأساطير الشعبية.
لا مجال للخيال. إنه الواقع المعاش. فلو فتشنا بين أفراد المجتمع لوجدنا نماذج إنسانية ينحني لها التاريخ البشري برمته أمام صبرها وثباتها وعطائها مقارنة بحجم المعاناة التي تعيشها. ألا يستحق هذا الصمود المؤازرة من قبل ثورة ودولة وحكومة 21 أيلول/ سبتمبر المجيدة؟! التخفيف من معاناة الشعب واجب ديني وإنساني وأخلاقي، وأصبح ملزماً الآن أكثر من ذي قبل بعد تسع سنوات من الصمود الأسطوري، وخصوصا بعدما خبت نار ثورة 21 أيلول في جانب الحياة المدنية.
الشعب يثق في أن المسؤول عن إيقاف صرف المرتبات هو العدوان، والكثير الكثير من الأمور يعرف الشعب أن العدوان هو السبب وراءها؛ لكنه يعرف أيضا أن هناك إجراءات لو قامت الحكومة باتخاذها لخففت الكثير من المعاناة وأسهمت في تدعيم الصمود الأسطوري للشعب اليمني العظيم. وعلى سبيل المثال:
- منع أصحاب البيوت والعمارات من رفع الإيجارات قسراً، فقد وصلت إلى حد لا يستطيع أي موظف حكومي أو قطاع خاص نزيه على تحمله أو عسكري مهما علت رتبته.
- تفعيل ودعم الدور الإنساني التكافلي للمجتمع والمنظمات والجهات الحكومة.
- وضع هدف تعزيز الصمود الشعبي قبل تعزيز الإيرادات ليكون أولوية في برنامج وخطط الحكومة.
- تفعيل دور وزارة الصناعة والتجارة لتقوم بعملها في الحد من الغلاء المتفاقم.
إن حجم المعاناة الكبيرة لا يشعر به إلا المواطنون البسطاء.
* نقلا عن : لا ميديا