عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
حركة العالم وسنن التغيير
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 8 أشهر و 28 يوماً
الجمعة 23 فبراير-شباط 2024 10:05 م


لن تستقر الحياة في الجزيرة والخليج وفي المنطقة كلها إذا لم تستقر اليمن، ولن ينعم شعب العرب بالعيش الكريم إذا لم ينعم شعب اليمن بذلك، تلك معادلة وجودية، كانت قيادتنا الثورية والسياسية قد أرسلت رموزها إلى العرب وعرب الصحراء والخليج ولكنهم قوم عمون لا يفقهون.
اليوم نحن في المحك وقد تسارعت الأحداث الدولية كي تعزز من موقفنا، فالاضطرابات العالمية واتساع دائرتها الجغرافية سوف يجعل الخرق يتسع على أمريكا وبالتالي تضع نفسها في دائرة أخلاقية ضيقة الأمر الذي سوف يحد من صلفها وعنتها وطغيانها ويعيدها إلى المساحة التي تليق بها، وبالتالي سوف نشهد تقزما لرعاة البقر، وفقدانا لمفردات التحكم في النظام الدولي القادم الذي بدأ يتشكل في الواقع من خلال حركة الروس وتأهب الصين والانهيارات المتوالية للنظام الرأسمالي وفقدانه الكثير من مفردات اللعبة الدولية والأهم فقدانه للقيم الأخلاقية كما يتجلى ذلك في مواقفه من حرب الإبادة في غزة .
اليوم العالم أمام واقع جديد، وأمام شروط جديدة، ونظام جديد، الأمر الذي يجعل دول العالم في تبدل وتغير مستمر، فدوام الحال من المحال، فالطغيان إلى زوال مهما طال أمده، والبذخ ورخاء العيش لن يكون في قابل الأيام، وكما تجري سنن الله في كونه سوف تتحول الشعوب المحاصرة من الضيق وشظف العيش إلى الرخاء والعزة والكرامة، وسوف نشهد تبدلا في حال الأنظمة التي تحاصرها، من التجبر إلى الذل ومن الرخاء إلى الشدة، حدث مثل ذلك قديما للمؤمنين في شعب أبي طالب ويحدث اليوم في شعب اليمن وفي شعب غزة، وهناك الكثير من المماثل التاريخي، ورأينا كيف تحولت الأحوال من الضعف إلى القوة، ومن الذل إلى العزة والكرامة، تلك معادلة صعبة قد لا يفقهها الغرب ولا الصهاينة ولا عرب الصحراء لكنها قادمة وسوف نشهد الكثير من تفاصيلها في قابل الأيام، فروسيا اليوم تسقي أمريكا من ذات الكأس الذي شربت منه ذات يوم، واليمن بالضرورة سوف تسقي جيرانها من ذات الكأس، وفلسطين سوف تسقي الصهيونية من ذات الكأس، لكن ليس بذات الحقد ولا ذات الطريقة والأساليب .
من المفيد اليوم القول أن كل هذا الاشتغال الذي نراه اليوم في واقعنا العربي بالذات، وكل حركة الصراعات في المنطقة العربية يصب في بوتقة القضايا التي تتعلق بالعولمة وفي جوهرها الارتباط بالنظام الرأسمالي العالمي، إذ أن القوة الاقتصادية تريد أن تجعل من الكونية هدفا لها بحثا عن سوق عالمية ومستهلك كوني ولذلك لا نستبعد كثيرا أن تعترف أمريكا بمركزية ايران في الخليج وخليج عمان وأن تتداخل مع ايران في مصالح اقتصادية وسياسية واستراتيجية فهي تحرص على ألا تذهب ايران إلى الصين وألا تشكل مع روسيا محورا قد يحدث قلقا لها كما كانت في سالف أيامها إبان الحالة الاشتراكية ومؤشرات ذلك بدأت تطفو على سطح الحقيقة والواقع، وما تلك المناورات السياسية والإعلامية سوى عوامل قد تحسن شروط التفاوض لطرف على آخر ليس أكثر.
فالرأسمالية تريد دولا ضعيفة وغير فاعلة تعاني التشظي والانقسام حتى يسهل عليها فرض ثنائية الخضوع والهيمنة عليها، ولذلك تدير حركة الانقسامات والحروب في المنطقة العربية وهي من خلال تفاوضها مع إيران وعقوباتها المتكررة عليها تريد ايرانا قويا لكن بالقدر الذي يخدم مصالحها ويوفر لها الحماية وتدفق الأموال.
ولا بد أن ندرك أن لكل مرحلة من تاريخ المجتمعات مفاهيمها الخاصة التي تؤطر طريقة تفكير الأفراد والجماعات، وتحدد هوية وطبيعة العلاقات بينهم، ولا تكاد تقتصر جدلية الفكر واللغة على إنتاج مفاهيم جديدة تستجيب للتحولات التي تطرأ على علاقة الفكر بالأشياء وبالعالم بل تعمل على تحسين المحتوى العام للمفردات وتحسين المفاهيم في اتجاه توسيع المحتوى الدلالي أو تضييقه أو تعديله بشكل من الأشكال.
ولذلك نقول أن المعركة الثقافية اليوم لا تقل شأنا عن المعركة العسكرية ولا بد لنا من خوض غمارها بقدرة كبيرة من الوعي بمجالاتها حتى نحقق الانتصار الذي نرغب مالم فنحن ندور في دوائر مفرغة لا قيمة لها في الواقع ولا أثر لها في المستقبل، فدوائر التطور متعددة وتشمل إلى جانب الدين العقل والفن ولا بد من التوازن بين الدوائر حتى لا تطغى دائرة على أخرى فيكون الصراع تعبيرا عن النقص لا استقرارا عبر توازن الكمال بينهم .
وبالوقوف عند الإشكالية التاريخية نرى أنه من الضرورة بمكان قراءة التاريخ بمنهجية جدلية وبرؤية تفكيكية قادرة على بعث الروح في الذات المنهزمة فينا، كي تستعيد وعيها بمقوماتها التاريخية والحضارية، وبحيث تتمكن من تسجيل حضورها في العصر الحديث، بوعي أكثر تطلعا وأكثر تقدما وأكثر إنتاجا، بعيدا عن روح الغنيمة والصحراء.
فالبناء الجديد قد يتطلب هدما في أحايين كثيرة حتى يكون البناء الجديد أكثر قوة وأكثر متانة في مقاومة عوامل الطبيعة وتطورات المراحل التاريخية.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد محسن الجوهري
إسرائيل تواجه جيلاً من المسلمين لا يقبل الهزيمة
محمد محسن الجوهري
مجاهد الصريمي
عليٌ مبادئ لا مصالح
مجاهد الصريمي
علي ظافر
بعد فشلها في البحر... واشنطن تحرك الورقة الأخيرة
علي ظافر
رشيد الحداد
صنعاء لا تريح حلفاء إسرائيل: البحر الأحمر مسرحاً ل «حرب يومية»
رشيد الحداد
عبدالفتاح حيدرة
بالهوية الإيمانية وعدم تجزئة المعركة انهارت الرأسمالية الصهيوامريكية
عبدالفتاح حيدرة
أحمد يحيى الديلمي
غزة .. والصلف الأمريكي..!
أحمد يحيى الديلمي
المزيد