ڪما العامَين الماضيين، العَلمُ القائدُ -يحفظه الله- يستغلُّ العشرَ الأولى من ذي الحجّـة الحرام؛ لإلقاء دروسٍ تربويةٍ إيمانية للأُمَّـة؛ مستعينًا بالله وببركة وأهميّة هذه الأيّام، لعلَّ النفوسَ تزكو، والواقع يصلح، وتخطو الأُمَّــة للأمام في سلم الارتقاء الإيماني.
أشار في مقدمة الدرس الأول أن سلسلة الدروس ستتناول بعض حكم سيد الكلام وقرين القرآن، عليًا (عليه السلام)، والتي ترتبط بالمسؤولية العامّة وإدارة شؤون الأُمَّــة على ضوء الرؤية القرآنية الصحيحة؛ لتنسف الرؤية الغربية التي يتأثر بها الكثير من الشعوب خَاصَّة في أوساط النُّخب؛ باعتبَارها لا تنسجم بأي حال مع هُــوِيَّة أمَّتنا وانتمائها للرسالة الإلهية.
يدرك سماحة السيد القائد -يحفظه الله- خطورة مخطّط الصهيونية العالمية التي تهدفُ بالدرجة الأولى إلى تجريد الإنسان من إنسانيته وإفقاده القيمَ والمبادئ الأَسَاسية التي تجعل لوجوده في هذه الحياة قيمة مهمة، تحرف أنظاره واهتماماته إلى الدونيّة التي توصله إلى الانحطاط والعبث والتيه الوجودي؛ لذا كان لا بد كاحتياج مرحلي للأُمَّـة أن تستبصر وتستنير في هذا التوقيت المفصلي التي تبرز فيها أنيابُ تضليل اللوبي الصهيوني؛ لما يعيد إلى نفوسها الشعور بقداسة دور الإنسان وارتباط وجوده بمسؤولية سخّر الله لإدائها كُـلّ ما في السموات والأرض؛ لتنهض من سباتها وتحَرّك سكونها وجمودها وتستشعر أهميّة موقفها أمام ما يجري في الساحة الإنسانية وما يقابلها من حالة تخدير عجيبة في مكنون نفوس المسلمين والعرب.
السيد عبدالملك الحوثي يوماً تلوَ آخر يبرُزُ كقائدٍ متميز فَــذٍّ يقدِّمُ للأُمَّـة ما لم تحاول أو تفكِّرْ في البحثِ عنه..!، وبهذا فَــإنَّهُ يعيد صياغة النفسية البشرية والذهنية المؤمنة التي إذَا ما استفادت مما تلقته وسمعته ستنطلق لتقويم واقعها فتستقيم الحياة، وحينها يمكننا القول إن هناك حضارةً بالطريقة القرآنية.
الأمةُ جمعاء اليوم، تدينُ للسيد القائد بخالص الامتنان والشكر؛ لحرصه على سلامتها معنويًّا وعمليًّا وحضاريًّا، وتترقب بشوق لتنهلَ من مَعِيْنِ دروسه في هذه الأيّام المباركة، في ظِلال حِكَمِ جده حيدرة؛ فنسأل الله -جلّ شأنُه- أن يجعلنا ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنه، والعاقبةُ للمتّقين.
*نقلا عن : موقع أنصار الله