ومن قال لكِ إننا نمزح أيتها الشقراء..؟!
من أخبرك ذلك..؟!
يعني: إذَا كانت (أمريكا) التي تستندون إليها لا تساوي بالنسبة لنا سوى “قشة”..
فكم، برأيك، تساوون أنتم..؟!
العبرة، طبعاً، ليس بفارق التسلح أَو القدرات العسكرية الهائلة، أَو باللوبي والنفوذ الدولي، أَو بمدى الغطرسة أَو الإجرام، أَو…
هذه مقاييسكم أنتم وحدكم..
نحن لنا مقاييسنا وأوزاننا الخَاصَّة..
مقاييسنا وأوزاننا التي تجعلنا نراكم أدنى وأصغر وأحقر من “قشة”..!
وهي ذاتها أَيْـضاً التي تجعلنا نراكِ أنت نفسكِ، وعلى ما فيك من مفاتن ونظارة وجه، ذميمةً وشمطاء..
حتى لو استعنت بكل مساحيق الأرض..
أو استدعيتِ كُـلّ ألوان الطيف..
لن ينفع ذلك، أَو يغير من كونك، في مآقينا وعيوننا، قبيحة شمطاء..
تعرفين لماذا..؟
لأننا لا ننظر إليكم بعيوننا..
نحن ننظر إليكم بعيون عدوانكم وإجرامكم وحقدكم وعداءكم لنا وللإنسانية جمعاء..
فلا تستغربي -أيتها الشمطاء-..!
لا تستغربي أن أخبرتكِ أننا فعلاً لا نمزح..!
أو أعلمتكِ بمدى تلذذنا واستمتاعنا برؤيتك أنت، وبقية القطعان، مرعوبةً وخائفةً..!
آه..!
لو تدرون كم نكنُّ لكم من العداء..!
كم نحمل لكم من الكراهية..!
كم نتحرَّق شوقاً ولهفةً إلى لقاءكم وإذلالكم..!
فلا تستغربي -أيتها القبيحة الشمطاء- إن توعدناكم بالموت والفناء..
أو إن أدركتِ أخيرًا أننا جادُّون..
ولا نمزح..!