مرثاة الفقيد السيد العالم المجاهد:
زيد علي عجلان النعمي رحمة الله تغشاه
رحيلُك يا زيدُ أدمى الفؤادا
وأشجى السماءَ وهزَّ الوِتادا
وأبكى قلوبَ الرجالِ ولما
تجد للبكاءِ إليها استنادا
ورُتِّل وِردُك في كلِّ دارٍ
وعمَّ حنينُ الوداعِ البلادا
وكلُّ مصابٍ له كنت تدعو
وتبكي هو اليوم يبكي المنادى
ومن مسَّه المسُّ جاس أسيفا
يرومُك حرزا تفكُّ القيادا
لقد ندب الإنسُ والجنُّ أيضا
جماعاتِ بثوا الجوى وفرادى
بدمعِ الأسى قد همت كلُّ عينٍ
تُحرمُ عنها الكرى والسُّهادا
فيا سيدي من نعزي ومن ذا
نواسي وكلٌّ ينوحُ حدادا
وليس غريبا فكم كنت طيفا
يهلُّ علينا شفاءً وزادا
وكنت أبا للجميعِ وصدرا
يضمُ الكليمَ ويُبري الجُسادا
كأنك من روحِ "عيسى" دواءٌ
ومن عشقِ "يعقوبَ" قلبٌ تهادى
وكنت ندىً يغمرُ الناسَ حبا
وروحا تفيض عليهم ودادا
وكنت على منبرِ الخيرِ صوتا
تغذي النفوسَ هدىً ورشادا
وتعلو محياك بسمةُ صدقٍ
تشعشعُ أُنسا وتمحو السوادا
على متنِ "دراجةٍ" كنت تطوي
المدى تطأُ المستحيلَ فدادا
تطوفُ القرى نورَ هديٍ وعزٍّ
وتستنفرُ الناسَ علما جهادا
وقدمت يا ابن الأكارم درسا
حوى آلَ طه عطاءً وجودا
لبستَ التواضعَ والصدقَ ثوبا
ودُستَ الغرورَ فحزتَ النجادا
وترجمت منظومةَ الدين جهرا
ولاءً لبدرِ الهدى وانقيادا
وكنت على الشهداءِ تُصلي
وترجو الشهادةَ أسمى مرادا
وما كنت للمالِ عبدا ولكن
لك المالُ قد كان رقَّا مقادا
نعم هكذا العلمُ يبني رجالا
وليس عمائمَ تحمي الفسادا
وما قيمةُ العلمِ إلا يقينا
يُورِّثُ لا حيلاً وحيادا
سلامٌ لمثواك رَوحا زكيا
إليه تحجُّ القلوبُ وِفادا
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين