سنبدأ بالنهايات على عكس العادة لنقول إن اتّفاق الحديدة هو الطعم الذي قدمته دول العدوان عبر غريفيث وبمُجَـرّد الانتهاء منه ستخرق دول العدوان هذا الاتّفاق كاملاً..!!
القصة الكاملة!!
موظفو الدولة غير راضين بصرف نصف راتب في الأيّام العادية، والمبعوث الأممي غريفيث زعلان على صرف نصف الراتب هذا وفي أَيَّـام عيد..!!
ولك أن تتخيل كموظف كيف كان سيكون الحال معك لو لم تصرف حكومة الإنقاذ نصف الراتب في عيد الأضحى أَو عيد عرفه؟!!
لا عاد تتخيل وطز فيك..!
المهم هو أن تبقى حكومة الإنقاذ مستمرة في الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بتوريد الإيرادات إلى حساب البنك المركزي اليمني وغريفيث متجمل منها ويسعى لرد الجميل بمحاولة إقناع دول العدوان وشرعية الارتزاق على الالتزام بما عليهم بشأن اتّفاق الراتب أما اتّفاق تبادل الأسرى فقد تلاشى ولم يصرح غريفيث من المعرقل كي لا ينزعج منه هذا المعتقل فيرفض بعدها ملاقاته وتنقطع ميزانيته وراتبه الذي يساوي موازنة راتب ربع الموظفين تقريبًا ويستلمه شهريا.
تجاهل الموضوع فالمهم أن تبقى أنت معلق بدون نصف راتب وفي أَيَّـام عيد ومساعدات مخيبة للآمال دفعت منسقة الأمم المتحدة لإعلان التقشف وتعليق بعض الأعمال الإنسانية “مثلاً بدل القمح الطازج يكفي قمح شبه مدود ومن هذا ءأكل تراب.. طز فيك مادام وغريفيث مكيف على حكومة صنعاء.
صنعاء وردت الإيرادات وانتظرت مدة طويلة حتى موافقة الطرف الآخر والمبعوث الأممي صامت ويقول إنه يسعى لإقناع دول العدوان للوفاء بالتزاماتها فيما هو يقطقط قيمة سكانه.
أبرد لك.. وركز على السلام وعلى السخط على من صرف النصف الراتب لينقذك.
جاء العيد والمبعوث الأممي مستمر في سعيه في الإقناع وسار وجاء وراتبه وميزانيته مستمرة وبالدولارات مستمرة وعيد وذهب ليقضي عطلة العيد والويكند في أعلى المنتزهات في العالم.
في خضم ذلك قرّرت صنعاء صرف نصف راتب في عيد الأضحى للموظفين دون أن تقوم بعمل عسكري تجاه الرياض لمعاقبتها على عدم الوفاء بالتزاماتها، كما عاقبت هذه الدول العدوانية صنعاء بجرم تعليق التزامها وذهبت نحو إنقاذ موظفي الدولة وبالرغم من ذلك إلا أن غريفيث انزعج مما دفعه ذلك إلى السكوت على احتجاز العدوان لسفن الوقود والقى باللائمة على صنعاء التي التزمت وانتظرت وكفت يدها عن إلزام الطرف الآخر بملطام بالستي حتى يلتزم بتعهداته..!!
استمر الاحتجاز لهذه السفن قرابة الأربعة أشهر وغريفيث ما زال منزعج فالجرح الذي أحدثته صنعاء تجاهه كبير جِـدًّا لدرجة أنه هدّد مستحقات غريفيث التي يتقاضاها من الأمم المتحدة التي تمولها دول العدوان…!!
دعمم يا عم وركز في المهم..!!
غريفيث يقلق على عملية السلام؛ لأَنَّ صنعاء مستمرة في صرف الراتب ودول العدوان حلفت برأس أبوها ما تفك سفينة إلا بعد التزام صنعاء بالاتّفاق لوحدها ويجلس الموظف بدون راتب تماماً ويخرج في ثورة جياع ضد الحوثي.
التراتبية الآن هي أن غريفيث حامس “غاضب” على صنعاء ويحاول إقناعها بالعودة للاتّفاق بدون شرط التزام الطرف الآخر مثل الأم الجسعة التي تحمس على بنتها التي حنقت من زوجها الغني؛ لأَنَّه ضربها ورافض المجيء لمراجعتها ومراجعتها..!
غريفيث الذي لم يقل حتى الآن إن دول العدوان لم تلتزم أصلا بالاتّفاق ولن تلتزم بدليل وقف حتى مرتبات المرتزِقة وقودهم في جبهاتها يدافعون عنها.. ومع ذلك تعاقب اليمنيين بمنع الوقود عنهم؛ لأَنَّ حكومتهم لم تعد ملتزمة بالاتّفاق التافه وذهبت نحو تعتيقهم بنصف راتب تخيلوا هذا.. لكنه لم ينتقل في مهمته للمطالبة بفك احتجاز سفن الوقود بل أصبحت مهمته التي هي أس المشكلة وتتمثل في إقناع صنعاء بعدم التقدم إلى مارب ومعاتبتها على صرف النصف راتب وأن عادت عن مأرب فيمكن يتوسط عند الرياض وتكون واحدة بواحدة إيقاف تحرير مارب وإيقاف صرف النصف راتب مقابل إطلاق سفن الوقود وأما التزام دول العدوان بشأن الرواتب فقد طحص..!!
كلام يا بريطانيا.. وما دخل هذا بهذا وأَسَاس المشكلة كانت تتعلق بإقناع الطرفين بصرف الراتب أما مأرب فكانت معركة مجمدة من نهم وُصُـولاً إلى مأرب إلى أن بدأها المرتزِقة بمعركة قالوا إنهم حقّقوا خلالها الانتصارات حتى أكلوا زبيب بني حشيش وفجأة وجدناهم يختموها بأكل زقوم في مأرب، فهم هنا من قام بالتصعيد كما لا يشمل مأرب أي اتّفاق فكيف تطالب بوقف تحريرها..؟
كان ذلك عرض لمسرحية المفاوضات.. الآن برأيك مع ممثل دور المبعوث هل ترى أنه جاد ويأمل من وراءه خير لتحقيق السلام بعد ١٠٠ عام تقريبًا، وبدون سخرية من السؤال ضع إجابتك رجااااااء.
لو تبحث عن شخصيته ستجده ينتمي إلى دولة تعتبر أحد أهم أركان رباعية العدوان فهل سيمتلك مثلا نزاهة وحيادية نبي الله داوود في الحكم، أم أن اليهودي داخله ويدفعه لأن يلبس ثوب سليمان النبي وينفذ أجندات الشياطين الذين هم أعداء سليمان..؟!!
صنعاء لم ترد حتى الآن على احتجاز السفن ومضت في وضع حلول متناسبة مع الواقع لتغطية المرتبات ووضع استراتيجية مناسبة لتحرير كامل الأراضي اليمنية وربما تعلن قَريباً وقف التعامل نهائياً مع غريفيث الذي وضع له مسمار في الحديدة..!!
فهل أخطأت حكومتنا في ما قامت به؟ وفي كُـلّ الأحوال هي تأمل أوَّلاً عليك كمواطن في تحمل مسؤوليته لخوض معركة كبيرة واجتيازها أَيْـضاً وبسهولة في متناول يديك ونحن كشعب من الله علينا بالكثير من أسباب القوة التي يهابها العدوّ حتى بات لا يراهن الآن إلا على خلخلة الجبهة الداخلية مستخدما أساليب خطيرة وبحيل أقل مما كان لديه في السابق ونحن قد ربما يصيبنا الغرور وصار مخيلاً إلينا أولوية مهاجمة بعضنا من الذين اكتشف خطورتهم العميقين فينا مؤخّراً بتحليلات بول مرضى النفوس.
المعركة الاقتصادية أَيْـضاً تهدف في المقام الأول إلى ضرب الجبهة الداخلية أَيْـضاً أما التجويع فهو هدف ثانوي.