في وقت ما زالت فيه أصداء العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن تلقي بظلالها على الوضع المأساوي والمعيشي في الداخل اليمني، جاء المشهد برمته ،ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية واقعاً جديداً على الواقع العربي المستباح، فيظهر إلى جانب هذا المشهد العربي المستباح واقع المشهد اليمني بكل تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية – الأمريكية على الشعب اليمني، وفي آخر تطورات هذا المشهد استمرار فصول هذا العدوان العسكري على اليمن – كل اليمن – تاركاً خلفه عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ودماراً واضحاً وبطريقة ممنهجة لكل البنى التحتية..
اليوم نسمع من جديد عن مؤتمرات دولية «لا تُغني ولا تُسمن جوع اليمنيين التواقين إلى الاستقرار» وهذه المؤتمرات التي تُعقد في مناطق جغرافية خارج الوطن اليمني ، تسعى ـ كما يقال ـ إلى وضع حدّ لحالة الحرب العدوانية الخارجية المفروضة على الدولة اليمنية ،ولكن هنا يمكن القول إنه بات من الواضح أن مسار الحلول السياسية قد نعته آلة الحرب السعودية – الأمريكية، فقد عشنا منذ مطلع الربع الثاني من العام الماضي تحديداً تطورات دراماتيكية «دموية»، عاشتها الدولة اليمنية بسبب العدوان السعودي – الأمريكي على اليمن من شماله إلى جنوبه، ومن غربه إلى شرقه، والواضح أنها ستمتد على امتداد أيام هذا العام، فقد اشتعلت جبهات عدة على امتداد الجغرافيا اليمنية، وبشكل سريع ومفاجئ جداً، في ظل دخول متغيّرات وعوامل جديدة وفرض واقع وإيقاع جديد للخريطة العسكرية اليمنية.
وهنا يلاحظ كلّ متابع لما يجري في اليمن كيف اتضح بشكل واضح أنّ تداعيات الحرب العدوانية على اليمن بدأت تأخذ مسارات خطيرة جداً، وفي هذه المرحلة لا يمكن لأيّ متابع لمسار تحركات الحرب العدوانية السعودية – الأمريكية على اليمن أن ينكر حقيقة أنّ هذه الحرب بطريقة عملها ومخطط سيرها ستجرّ المنطقة بكاملها إلى مستنقع الفوضى والاحتراب، والكلّ يعلم أنّ المستفيد الوحيد من التداعيات المستقبلية لهذه الحرب هو الكيان الصهيوني، ومع كلّ هذا وذاك ما زالت طبول حرب قوى العدوان تقرع داخل حدود اليمن براً وبحراً، وطائرات «الناتو الخليجي» تغطي سماء اليمن، والقصف يستمرّ والجوع يستمرّ ويموت أطفال اليمن ونساؤه ورجاله، ونستعدّ بـ«فضل وبركة ناتو الخليج» لحرب مذهبية تقسيمية جديدة مسرحها الجديد هو اليمن..
ختاماً ،وبالتزامن مع مشروع تفتيت وتدمير وتقسيم اليمن الذي يتمّ اليوم من خلال هذه الحرب الشعواء على اليمن الذي «يعاني أكثر من 95 %من أهله من فقر وضنك الحياة، ومع كلّ هذا وذاك ما زالت كرامة وعزة الشعب اليمني مضرب مثل لكلّ من عرف هذا الشعب»، فقد لاحظ جميع المتابعين كيف أطلّ علينا في الفترة الأخيرة بعض المحسوبين على محور العدوان على اليمن ليروّجوا لاستمرار حرب «الإبادة» في اليمن، فهؤلاء عندما يروّجون لاستمرار الحرب على اليمن ألا يعلمون أنّ نتائج ومكاسب هذه الحرب ستكون على حساب دماء الأبرياء وجثث الأطفال ودموع الثكالى، وهذا إنْ دلّ على شيء فهو لا يدلّ إلا على غباء وحمق يعيشه بعض هؤلاء، فما هكذا تورد الإبل يا حمقى الإعلام …!
*كاتب وناشط سياسي ـ الأردن.