تأتي جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت الاثنين الماضي لتكشف عن حجم الجريمة التي يرتكبها تحالف العدوان الأمريكي السعودي بحق الشعب اليمني ، والإمعان في حرب التجويع والإبادة التي يستخدمها تحالف العدوان لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية فشل في تحقيقها بالحرب العسكرية ، كما تعد الإحاطات التي قدمت إلى الجلسة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث ، والأمين العام المساعد للشؤون السياسية محمد الخياري حول الحصار على موانئ الحديدة ومطار صنعاء وما تسبب به من معاناة وموت وجوع وأمراض شهادات دولية تدين تحالف العدوان بارتكاب جريمة إبادة شاملة بحق المدنيين ، وهي كذلك تفضح الموقف الأممي ذاته الذي يعرف كل هذه الحقائق لكنه يتوانى عن قول أو فعل أو ممارسة ضغوط حقيقية على تحالف العدوان ، على أن المعالجات الحقيقية والتي ستضع حدا للمأساة في اليمن بدايتها رفع الحصار فوراً عن موانئ الحديدة ، والسماح لسفن الوقود والحاويات ببلوغ الميناء والتفريغ فيه ، علاوة على فتح مطار صنعاء ليتمكن نحو مليون مريض بالأمراض المستعصية كالفشل الكلوي والسرطان والثلاسيميا وغيرها من السفر ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة.
ما تتعرض له اليمن من عدوان وحصار لا يمكن وصفه بحال لكن يمكن للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإنسانية كافة وهي تتحدث عن الأرقام المهولة من المصابين بسوء التغذية والمصابين بالأمراض الخطرة وبالمهددين بالموت ، أن تتجه بشكل جاد للحد من المخاطر التي يتعرض لها اليمنيون.
سياسياً لا بد من فصل الملفات الإنسانية عن السياسية والعسكرية وأبعادها عن المقايضة والمساومة ، وبدء معالجات شاملة تنقذ الشعب اليمني من الموت تبدأ برفع الحصار ثم صرف المرتبات ثم سحب العملات المطبوعة بشكل غير قانوني ليستعيد الريال قوته الشرائية ، بغير هذه الحلول والتوجهات العملية تتحول جلسات مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى تهريج كلامي لا يقدم ولا يؤخر.
لا ينتظر اليمنيون من مجلس الأمن والأمم المتحدة حلولاً سحرية للمرتبات وللمعاناة لكنهم ينتظرون موقفا إنسانياً مسؤولاً وحقيقياً ، وما لم يحصل هذا فستبقى معاناتهم وصمة عار في جبين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.