عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
خصوصية شهر رجب في وجدان أهل اليمن
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و 9 أشهر و 7 أيام
الأحد 13 فبراير-شباط 2022 07:06 م


يتخذُ أهلُ اليمن من شهر رجبَ محطةً إيمَانيةً للتزود والمراجعة، ففي هذا الشهر حدث الانتقال في حياتهم، وفي ثقافتهم وفي أساليب عيشهم وعلاقاتهم وفي عقائدهم، وقد كان هذا الشهر بمثابة عودة النسق وقد ظل أهل اليمن يحتفلون بأول جمعة رجب ويتخذونها عيداً.

ولذلك جاء خطاب السيد عبدالملك الحوثي -قائد الثورة وقائد المسيرة القرآنية- منطلقاً من خصوصية المناسبة، وهي خصوصيةٌ بالغة الأهميّة والدور في حياتنا المعاصرة -ونحن نواجهُ عدواً فضاً غليظ القلب– وتلك الخصوصيةُ هي الوعي بالحركة الاستعمارية التي تريد منا العبودية والخضوع للطغاة وبغاة الأرض، فالإسلامُ جاء حتى يُخرِجَ العبادَ من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فالحرية والكرامة من مبادئه السامية حتى تعم قيم الخير والعدل بين الأمم.

وكان تركيزُ خطاب السيد القائد نابعاً من خصوصية المناسبة وهي التمسك بالأسس الإيمَانية التي لم يساومْ إسلامُنا بها منذ فجره الأول إلى اليوم رغم حركة الانكسارات في المسار التاريخي إلَّا أن الأُسُسَ المتينةَ للدين الإسلامي القويم ظلت هي الباعث الحقيقي للاستمرار وخوف الآخر منه.

ومنذ بدأت حركةُ تهجين القيم مطلع القرن الحالي، وجاءت حركة ما يسمى بالإسلام المدني المعتدل التي أرادتها الصهيونية أن تكون قيماً متوافقة مع سياساتهم بعد أن عملت مراكز أبحاثهم ومؤسّساتهم العلمية على صناعة إسلام يتوافق مع قيمهم، وأنشأوا جماعات تعمل على هدم القيم، وصناعة التوحش في تصورات الناس مثل “داعش” و”القاعدة “، قالوا وهم في كامل الاطمئنان “لقد صنعنا إسلاماً بديلاً ونحن قادمون لاحتلال بلادهم” ولم يفتأ هذا التصريح يجف حبره على ورق الصحف حتى جندوا الجماعات وصنعوا التحالفات وبدأوا بغزو الديار الإسلامية، وحين مالوا -قولاً وفعلاً- إلى هذا الخيار نمت حركة المقاومة الإسلامية وعلا شأنها وتعاظم دورها، وها هم يخوضون معركة الصمود والمقاومة في شتى المناحي والاتّجاهات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.

لم تكن اليمن بمنأًى عن خصوصيتها، إذ كانت في محك التحول والصناعة للواقع الذي بدأ يعلن عن وجوده في خارطة المصالح الدولية، لذلك ركّز خطابُ قائد الثورة على الأُسُسِ الإيمَانية كمنطلق قادر على صناعة التحولات وقادر على الحفاظ على قيم التحرّر والخير والعدل والمساواة بين الأمم، وقادر في السياق ذاته على هزيمة مشروع الاستعباد والذل والمهانة والطغيان الذي تقوده دول التحالف وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا ومن خلفهما الصهيونية العالمية كمشروع عقائدي يسعى إلى فرض ثنائية الخضوع على المجتمعات والدول.

فجمعة رجب كانت نعمةً ترتّب عليها تحوُّلٌ مستقبلي في زمنها -كما قال قائد الثورة في خطابه– وهي اليومَ محطةُ تحول يترتب عليها تحول مستقبلي مصيري خَاصَّة والأمَّة تخوض حرب وجود مع قوى الشر العالمي، فمن خلال المحطات الإيمَانية يمكننا أن نبني المستقبل الذي يحفظ للأجيال الإيمَان والكرامة والعزة والشرف، وتلك مهمة صعبة في زمن تتكالب فيه الأمم لتفت في شوكة الإسلام.

وجاء تركيزُ قائد الثورة على خصائص الإيمَان كمنطلق واضح يحدّد المسؤوليات والواجبات، والتحول الحقيقي الذي أراده القائد في خطابه هو الخروج من الأثر الاجتماعي للإيمَان إلى الأثر الأعم وهو السياسي والثقافي والوجودي، فالتحول من الجزئية إلى الكلية هو الكمال الذي يسمو بالإنسان وبالقيم وبالأخلاق حتى يصلح المجتمع البشري معتمداً على تعليمات الله في محكم الذكر المبين.

لقد حمَلَ خطابُ قائد الثورة بمناسبة جمعة رجب موجِّهاتٍ مهمةً قادرةً على صناعة التحولات البنيوية العميقة في المجتمعات الإسلامية لو جال فكرهم فيها وتدبروها وعملوا بها وتحولت إلى قضايا فكرية وقضايا إيمَانية وأخلاقية، فالأمَّة لن تنهض إلَّا إذَا عادت إلى النبع الأَسَاس وهو القرآن ففيه عزتها وقوتها وبه يتحقّق كيانها، حتى تكون أُمَّـة ذات شأن وتأثير في النظام الدولي الجديد وبدونه لن تجني إلَّا الهوان والذل والشنار، فالإيمَان هو إنقاذ لنا في هذه الحياة من مهاوي الرذيلة والابتذال والضياع.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمجيد التركي
انتفاخ العدوان
عبدالمجيد التركي
عبدالملك العجري
ربيع اليمن: النخبة والاحتواء أدوات المبادرة لإعادة التوازن "الحلقة الثالثة"
عبدالملك العجري
عبدالرحمن العابد
وجدت الله في حرض..
عبدالرحمن العابد
عبدالحميد الغرباني
فبراير بين تقويمين: عقدٌ على الانتفاضة الشعبيّة ونصف عقد على إذلال المارينز
عبدالحميد الغرباني
عبدالملك العجري
ربيع اليمن:أزمة الدولة ونظرية اليمن الخطر"الحلقة الثانية"
عبدالملك العجري
عبدالفتاح علي البنوس
الفسااااااااااااااااااااد
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد