عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
العدوان ونقض العهود والمواثيق
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و 6 أشهر و 16 يوماً
الجمعة 06 مايو 2022 08:23 م


لم يف التحالف بما أعلنه ولا بتعهداته أمام المجتمع الدولي بل اتخذ من الهدنة فرصة لإعادة ترتيب أوضاعه وصناعة زمنه الجديد , وقد غاب عن أولئك ما يحدث اليوم في المنطقة أو في العالم , كما أن التحالف الجديد بين أمراء الحرب في اليمن لن يجدي نفعا ,فالتباين كان واضحا وجليا ومن المستحيل على أموال السعودية أن تصنع واقعا جديدا بعد كل هذا الزمن الذي مضى، فضلا عن أن الحاضر يعيد بناء تحالفاته على أسس جديدة بعد أن فقد روابط المصالح , وتفكك النظام القديم الذي كان يجمع المصالح في بوتقة واحدة ذات تفرعات أخطبوطية متعددة الاتجاهات والولاءات .
غاب عن السعودية أن الحركة في الواقع اليمني لم تعد في صالحها , وغاب عنها أن أمريكا لم تعد يعنيها من أمرها سوى ما تراه من توازن في المنطقة , أما نفطها فقد أصبحت في غنى عنه بعد أن اكتشفت النفط الصخري ,وتمكنت من خفض تكاليف إنتاجه , فضلا عن التوجه إلى الطاقة البديلة , فالدراسات تؤكد أن العالم سوف يستغني عن 50% من النفط بحلول عام 2030م , ولذلك فمصالح أمريكا مع السعودية لم تعد بذات المعدل المرتفع كما كانت في السابق , فهي الآن أقرب إلى قطر منها إلى السعودية بسبب حاجتها إلى الغاز , وثمة مؤشرات دالة على ذلك أعلنت عن نفسها بصور مباشرة وغير مباشرة إثر تداعيات حرب أوكرانيا , ويبدو أن السعودية حاولت تبرير الانصراف عنها بخبر إعلامي يقول إن ابن سلمان رفض الرد على مكالمة هاتفية من الرئيس الأمريكي بايدن، في حين خرج أحد معاوني ابن سلمان بتصريحات ينتقد فيها انصراف القيادة الأمريكية الحالية عن السعودية ,وينتقد سحب منظومة باتريوت الدفاعية من السعودية , في حين تواجه تهديدا حقيقيا من اليمن – حد زعمه – ويبدو أن الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي ترسلها السعودية إلى أمريكا لن تشفع لها , فالمعادلة لم تعد كما كانت وعلى السعودية أن تفهم حجم التغير والتبدل في العلاقات والمصالح الدولية .
أمريكا اليوم في منحدر السقوط المدوي الذي سيترك أثرا مدمرا على الكثير من الدول التي كانت ترتبط بها ارتباطا عضويا ووجوديا كدول الخليج وإسرائيل , وحتى تتمكن السعودية – ومن كان على شاكلتها – من السيطرة على الواقع لا بد لها أو لهم من الوعي بخطورة المستقبل الذي تدل عليه مؤشرات الحاضر , ولذلك ليس من مصلحة السعودية الاستمرار في العدوان على اليمن , ولا في ممارسة الضغوط وحصاره , فمثل ذلك يجعل خياراتها أقل تفاعلا في المستقبل , فقد وضعت نفسها بين فكي كماشة من العداوات من شمالها ومن جنوبها ومن اتجاهات متعددة في الإقليم وفي المنطقة العربية , وربما في بعض دول العالم , وعند الغالب من عامة المسلمين الذين إن غضوا الطرف عن عدوانها بحجج واهية ذات بعد طائفي أو ثقافي , فقد غضبوا كثيرا من تطبيعها مع العدو الإسرائيلي الذي يحتل المقدسات وينتهك الحرمات في غفلة من الضمير الجمعي العالمي .
ومهما حاول النظام السعودي التنصل عن تعهداته ففي مجمل الأحوال يحاول أن يحاور الريح وينفخ في الفضاء الرحب دون فائدة تذكر لجهوده , فاللعبة السياسية تفقد عناصر قوتها في اليمن لصالح القوى الوطنية التي تدافع عن اليمن وعن وحدته وعن حريته واستقلاله , لذلك فأي خطاب يأتي بعد سلسلة التحولات فقد عرفت نهايته التي رسمتها المقدمات المنطقية في الواقع .
اليوم السعودية تكسر صمت الهدنة بطائرات تجسس وبغارات على مدينة حرض في شمال اليمن , وهي بفعلها هذا تمارس الانتحار من حيث تدري أو لا تدري , فاليمن الذي دمرته الطائرات وانهكه الحصار لم يعد لديه ما يخاف عليه , لذلك فهو أمام خيارين لا ثالث لهما إما مصارع الكرام في جبهات العزة والكرامة , ,وإما الموت جوعا على فرش الذلة والهوان وبالقياس إلى حركته التفاعلية مع التاريخ نجده يهوى الأولى ويرفض الثانية , ولذلك فمعركته مع النظام السعودية معركة وجودية وهو لا محالة منتصر فيها , فالمال يصبح عاجزا كل العجز أمام الطاقات المتفجرة في النفوس الباحثة عن الوجود في خارطة الحياة ,وبالتالي فالسعودية لن تشعر بالأمان ولن يستقر لها حال , وقد تصبح كل منشآتها تحت التهديد وبذلك يتضرر اقتصادها وقد تفقد كل مقومات وجودها من خلال يقظة الهويات الثقافية المتعددة التي تشعر بالاستبداد والطغيان ومصادرة الحريات , مستغلة بذلك الظرف الدولي التي تومئ مؤشراته ورموزه إلى حالة تشكل جديدة للنظام الدولي .
استمرار السعودية في ممارسة الاستبداد والطغيان ضد اليمن وأهله لن يجديها نفعا بل سيكون وبالا عليها في قابل أيامها , ولذلك فالحصار والاستمرار في المناوشات ومنع السفن من الرسو في ميناء الحديدة لن يحقق لها ما عجزت عنه الترسانة العسكرية على مدى سبعة أعوام مضت، ومن الأفضل الجنوح إلى السلم والجلوس على طاولة الحوار للوصول إلى توافقات , ولها تجارب في ذلك من القرن الماضي لو كان في حكام المملكة قوم راشدون .

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح حيدرة
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “الخامسة والعشرون”
عبدالفتاح حيدرة
شارل أبي نادر
محور القدس يشدّد الخناق على "إسرائيل".. هل تهرب إلى الأمام؟
شارل أبي نادر
محمد صالح حاتم
مستقبل الهدنة في اليمن
محمد صالح حاتم
عبدالفتاح علي البنوس
الشهيد الصماد.. رجل المسؤولية"4-5"
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح حيدرة
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية.. المحاضرة «الرابعة والعشرين»
عبدالفتاح حيدرة
شارل أبي نادر
لماذا تأخر الروس في توسيع وإنهاء معركة الدونباس؟
شارل أبي نادر
المزيد