أبَت صَنعاءُ أن تَبقى ذَليلَة * وأن تَحيَا مُعَذَّبَةً عَليلَة
وأن يَغتالَها السَّرَطَانُ حتى * تَخِرَّ على الترابِ به قَتيلَة
وأن يحتلَّها "بِسرٌ " جَديدٌ * ويَغتالَ الشَّبيبةَ والطُّفولَة
أتزدهرُ العواصِمُ كُلَّ يومٍ * وأُمُّ عواصِمِ الدُّنيا هَزيلَة
فنادَت يا بني الأنصارِ هُبُّوا * وثوروا أشعِلوا نارَ الفتيلَة
لقد باعوا ثِمَارَ ربيعِ شعبي * بأسواقِ النُّخَاسةِ والرَّذيلَة
وفي أحضانِ أمريكا ارتَمَوا في * مُسَارعةٍ بِحُبٍّ لا مِيولَة
ومشروعُ اليهودِ هو انقسامٌ * وأقلَمَةٌ لأمتنا الأصيلَة
وظنُّوا أنَّ هذا الشَّعبَ أعمى * يُسَاقَ ولا يَرَى حتى دَليلَه
فخابَ الظَّنُ فاجَأهم يَقينُ * بأنَّ الشَّعبَ ليسَ بذي السُّهولَة
وثارَ الشَّعبُ قالَ لهم كفاكُم * أمَتَّم شَعبَكم فَتكاً وغِيلَة
بَدَت سِلمِيَّةً إذ واجهوها * بِضربِ النَّارِ والغازِ المُسيلَة
وبعدِ (حذار) قائدِنا تَشَظَّى * لَظَى نِيرانِ ثَورتِنا الطَّويلَة
تَكَوَّنَ مِن دَمِ الشُّهَداءِ مَوجٌ * مِنَ الأحرارِ ما شهدوا مَثيلَه
أتَوا لِلشَّعبِ مِن رَحِمِ المَآسي * رجالاً جسَّدوا معنى البطولَة
فكانوا نبضَ ثورتِه أعَادوا * له رُوحَ الحياةِ وصَحَّحُوا لَه
مَسَارَ نِضَالِه بعدَ انحِرَافٍ * خطيرٍ نحوَ هَاويةٍ مَهيلَة
ولولا اللهُ والأنصارُ كُنَّا * كشعبٍ لا ترى إلا عَويلَه
وما عُدوانُهم إلا دليلٌ * على فشلِ الحكوماتِ العميلَة
هزمنا داعشَ الصُّغرى نَكالاً * فجاءت داعشُ الكُبرى بديلَة
علينا الحربُ شُنَّت دونَ ذنبٍ * سوى أنَّا انتصرنا للفضيلة
ومِن رَبَقِ الوصايَةِ قد خرجْنا * إلى أُفُقِ التَّحرُّرِ والرُّجولة
لَفَظنَا كُلَّ مُرتَزِقٍ عميلٍ * وكُلَّ ثَقافةٍ فينا دَخيلَة
وعن وَطَنِّيَةِ (المُلصِيِّ) حَدِّث * أيَا وطني وسطِّرْها مَقولَة
ومِن وَطـَنِيِّةِ العملاءِ حَذِّر * لقد خانوكَ واستلموا العُمُولَة
تَغَنَّوا عِشتَ يا وطني ولمَّا * غزاكَ الأجنبيُّ تَمَايلوا لَه
ومَا شرعيةُ (الدنبوع) إلا * كمثلِ قميصِ عثمانَ الوسيلة
لإيقافِ المسيرةِ عندَ حدٍّ * وإطفاءِ السراجِ بأي حيلَة
أجبنا اللهَ جاهدنا لهذا * هدانا اللهُ علَّمَنَا سَبيلََه
وثقنا بالمهيمنِ واتَّكلنا * عليهِ وفازَ مَن أضحى وكيلَه
وبالنَّفَسِ الطويلِ لقد نفخنا * زَهيمَرَهم وبعثرنا فُلُولَه
حَمَلنَا في مسيرتِنَا هُمومَ ال * عبادِ وإن تكن حقاً ثقيلَة
رسمنا بالدَّمِ الزاكي مَسَارا * به تَبقى الهزيمةُ مستحيلَة
بترنا ضرعَ امريكا لوينا * ذراعَ الجِبتِ قطَّعنَا ذُيولَه
ولم يستوعِبِ المهفوفُ هذا * نعم قصفت طوائرُنا حقولَه
ومهما استكبروا فالنصرُ آتٍ * ووعدُ اللهِ سوفَ نرى حلولَه
أراكِ اليومَ يا صنعاءُ قصفاً * وسوفَ أراكِ يومَ غدٍ جميلة
وتُرسلُ كلُّ عاصمةٍ سفيراً * إلى صنعاءَ آسفةً خجولَة
ويأتي العالمُ المغرورُ ضيفاً * ويسجدُ هيبةً يُبدي ذُهولَه