فأنت من يجب أن تعطف عليهم، وأن تعمل على إنقاذهم وهدايتهم، وأن تحرص عليهم وتتأسى بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي كانت هذه من أبرز صفاته والذي كانت فيه أيضًا صفة مترسخة بشكل عجيب حتى قال الله عنه: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} (الشعراء: من الآية3)، تكاد تقتل نفسك أسفًا، تكاد تقتل نفسك ألمًا {أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (الشعراء: من الآية3)، ألا يكونوا مهتدين، يتألم جدًا، يتأسف جدًا على الآخرين وهم يعبدون أصنامًا، يهمه أمرهم، يكاد يقتل نفسه من شدة الألم أن يراهم هكذا على الضلال، ويعرف أين سيكون مصيرهم، وهو يتألم؛ لأنه يحب أن ينقذهم من الضلال حتى لا يكون مصيرهم هو ذلك المصير السيئ جهنم، الإنسان المؤمن الذي لا يحمل هذه الروحية فليس متأسيًا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، هو كالتاجر البخيل.
أن تتعلم أو تعرف هدى حتى وإن لم تكن أنت محسوبًا ضمن المتعلمين، ثم لا يكون لديك اهتمام أن توصل الهدى إلى أقصى دائرة ممكنة، فاعلم بأنك كالتاجر البخيل يجمع الأموال ثم لا يصرف شيئًا لا في سبيل الله، ولا حتى في حاجاته الضرورية.
المؤمن يهمه قضية الآخرين إلى درجة أن يقاتل في سبيلهم كما حكى الله عن المؤمنين: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} (النساء:75).
إن الله يريد من المؤمنين حتى أن يصلوا إلى درجة أن يقاتلوا لإنقاذ الآخرين، فكيف لا أبذل من مالي جزءًا بسيطًا قيمة شريط أو شريطين ليصل إلى الآخرين، كيف أبخل بالكلمة التي قد تنقذ شخصًا، كيف أبخل بالنصيحة كيف أبخل بالمشاركة في موقف يكون فيه إنقاذ للآخرين!
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
سلسلة دروس معرفة الله
الدرس العاشر- وعده ووعيده
{رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ: 5 من ذي القعدة 1422هـ
الموافق: 29/1/2002م
اليمن – صعدة
* نقلا عن :موقع أنصار الله