على ضوء القرآن الكريم ومن منطلق الثقة بالله سبحانه وتعالى وبكتابه وعلى أساس ما نشاهد: لسنا أقل فهمًا منكم، ليس ذلك الشخص لكونه قد أصبح رئيس وزراء أو وزير خارجية أو رئيس جمهورية هو بالطبع أصبح أذكى الناس وأفهم الناس، ألم يعرف الناس كلهم أن زعماء الدول العربية هم في موقف مخزي وموقف ضعف؟ حتى الرجل العامي في هذا البلد أو ذاك يعرف هذه، من أين أتى هذا؟ أليس هذا من خداع حصل، ومن نقص في فهمهم أو في إيمانهم أو مرض في قلوبهم أو أي شيء آخر؟
فأنت لماذا ترى أولئك، ترى الخديعة أمامك، ترى العدو يتحرك أمامك كما يتحرك في أي بلد، وعرفت النتائج السيئة لتحركه في البلد الذي شاهدته على شاشة التلفزيون، ثم تسكت؟ وتجلس وتثق بأن ذلك لم يُخْدَع، وأنت لو سألناك هل أنت راضي بمواقف زعماء العرب في مواجهة إسرائيل؟ أي يمني سيقول نعم؟! أي سعودي سيقول: نعم؟! أي مواطن عربي سيقول نعم أنا راضي بمواقفهم في مواجهة إسرائيل؟!، وأن هذه سياسة حكيمة أنا راضي بمواقفهم مع أمريكا، وأقول هذه سياسة حكيمة!
عندما دخلوا في الحلف ووافقوا على هذا الحلف لأن تقوده أمريكا حلف مكافحة ما يسمونه بالإرهاب. إذا أنت تقول وكل الناس من حولك يقولون أنهم لا يرضون عن موقف هؤلاء، فلماذا وقد أصبح هؤلاء في بلدك تجعل سكوتهم حكمة؟ وهو السكوت الذي أنت تنتقدهم عليه وتلومهم عليه وهؤلاء الأعداء لا زالوا في فلسطين أو في منطقة أخرى، نحن هنا في اليمن ألسنا نقول إن سكوت الزعماء في مواجهة إسرائيل غلطة كبيرة؟ وأنهم ضعفوا وأضعفوا الأمة معهم، ولكن لماذا سنعد سكوتهم فيما إذا وصل العدو إلى بلدنا فيما إذا اتجه نحو شعبنا ليصنّفه كشعب إرهابي يخطط لأي عمل ضده سنجعل سكوتهم حكمة، والسكوت هو الذي لُمْنَاهم عليه من البداية.
عندما ينطلق هؤلاء ليبرروا سكوتهم وعدم اشتراكهم في أعمال كهذه وهي لا تزال أعمال بسيطة، فينطلقون لينقلوا التبريرات ولو جاءت على لسان أعدائهم ينقلونها فعلًا، أو جاءت على لسان المخدوعين من الكبار أيضًا بأولئك الأعداء، سينقلها فعلًا ويتحرك كبوق دعاية، نقول له: عُدْ إلى القرآن الكريم، ولنعد نحن وأنت إلى القرآن الكريم لنعرف من هو الحكيم، من هو الذي موقفه صحيح وموقف حكيم وموقف حكمة، هل هو من يتحرك على أساس القرآن الكريم في مواجهة هؤلاء الأعداء؟ أم أن القرآن الكريم لم يتحدث عنهم، ألم يتحدث عن اليهود والنصارى حديثًا كثيرًا؟ أو ضح فيه عداءهم أوضح فيه ما يعملونه ضد الأمة، أوضح فيه كيدهم ومكرهم، بشكل واسع جدًا داخل القرآن الكريم، وفي نفس الوقت رسم الخطط الحكيمة للمؤمنين في مواجهتهم ووعدهم بالنصر، بل كشف النتيجة في واقع العدو إذا ما اتجه المؤمنون لمحاربتهم، أن أولئك ضعاف، أنه قد ضرب عليهم الذلة والمسكنة، أليس موقف القرآن الكريم هو موقف المشجع على العمل؟ الموجب للعمل في مواجهة أعداء الله، أليس هو المحذر لمن يقعد لمن يتخلف من عقوبة قعوده وتخلفه في الدنيا وفي الآخرة؟
إذًا فلا شك أن العمل هو المجدي أن العمل هو المنسجم مع القرآن، أن العمل هو الذي سيحول بيننا وبين أن يضربنا ذلك العدو.
لاحظوا من يعرفوا هذه الحقائق، الإيرانيون خوطبوا بأقل مما خوطب به اليمن، والحملة ضد اليمن الآن تبدو أكثر بكثير مما تَوجّه ضد إيران، فكيف كان موقف الإيرانيين؟ موقف من يرفضون أولئك، موقف من يتهددونهم موقف عملي قول وفعل؛ لأن هذه هي الطريقة الصحيحة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 11/2/2002م
اليمن – صعدة
*نقلا عن : موقع أنصار الله