معلوم بل ومؤكد أن أمريكا بقيادتها وسياستها وأطماعها وأهدافها هي التي أمرت ووجهت وتدير المعركة ونفذت من خلال مرتزقتها وعبيدها للسيطرة على محافظة الحديدة وهناك الكثير من الأدلة تثبت ذلك منها تصريحات السفير الأمريكي وما أكده السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمة أخر المستجدات التي القاها قبل أيام وتحدث فيها عن الحديدة وقال أن المعركة هي أمريكية وان المرتزقة والجنود الاماراتيين والسودانيين وغيرهم ليسوا سوى خدم وعبيد لأمريكا ينفذون ما تمليه عليهم ويسعون لتحقيق أهدافها وأطماعها..
لكن على دول العدوان أن لا تُمني نفسها كثيراً ولا تبالغ في جشعها وطمعها في احتلال الحديدة لأن هذه المحافظة تمثل بالنسبة لليمنيين كعبة مقدسة الدفاع عنها واجب شرعي ووطني على كل يمني حر شريف من مختلف المكونات والأحزاب والأطياف والقبائل اليمنية ليس هذا فحسب فمحافظة الحديدة كما نعلم تتعرض لمؤامرة خطيرة بقيادة أمريكا تهدف إلى السيطرة عليها وتضييق الخناق على الشعب اليمني للدفع به إلى الاستسلام والركوع لكن ذلك لن يحصل ومن المستحيل أن يتحقق لأن الشعب اليمني يدرك أهمية الدفاع عن الحديدة مهما كلف الثمن..
الحديدة ليست سقطرى ولا عدن رغم انه لا فرق بينهم من حيث الانتماء والطبيعة الجغرافية والهوية والانتماء لكن بالنسبة لأطماع العدوان فإن الحديدة تختلف تماماً لن تكون في يوم من الأيام مستعمرة لأمريكا ولا مستوطنة للإمارات فلو جئنا لنخوض في تفاصيل التركيبة الاجتماعية للحديدة ودراسة الديموغرافيا سنجد أن الحديدة تعتبر من أهم المحافظات اليمنية من حيث الأهمية الجغرافية الاستراتيجية باعتبارها عروسة البحر الأحمر وشريان الحياة للشعب اليمني كذلك من حيث الوطنية التي يتحلى بها أبناء الحديدة من خلال مواقفهم الثورية والجهادية في سبيل الله والدفاع عن الوطن والشعب في مواجهة العدوان وتقديم التضحيات ولهذا تعتبر الحديدة أرضية غير صالحة للاستعمار لما يتحلى به أبناؤها من مسؤولية وحرية وعزة وكرامة فهم ليسوا عملاء ولا مرتزقة ولن يستقبلوا العدوان بالورود بل بالرصاص والبارود..
إن كانت دول العدوان ومرتزقتها يفكرون أن الشعب اليمني سوف يتفرج على محافظة الحديدة والعدو يسعى لاحتلالها واستعمارها والسيطرة عليها فهم واهمون محافظة الحديدة بكل سهولها وجبالها ووديانها وبحرها وساحلها وكل قرية ومدينة ومنطقة وقطعة أرض تمثل بالنسبة لليمنيين الشرفاء الأحرار هوية وانتماء لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفرطوا في الدفاع عنها بأموالهم وأنفسهم وهم اليوم يهبون إليها ويتقاطرون من مختلف المحافظات إلى مختلف المديريات في الحديدة لكي يبرهنوا لدول العدوان أن مخططاتهم وأهدافهم سوف تفشل أمام وعي وصمود وثبات وقوة رجال الله من أبناء اليمن الأحرار..
تستحق الحديدة وتستحق تهامة وتستحق اليمن أن نضحي من اجلها ومن اجل حريتها واستقلالها بالغالي والنفيس وخصوصاً عندما أدرك الشعب اليمني ان أمريكا هي التي تخطط وتسعى لاحتلال الحديدة فالمعركة اليوم هي مع الأمريكيين رأساً حتى وان تعددت جنسيات الغزاة والمرتزقة فهم مجرد خدم وعبيد لأمريكا إلا أن الشعب اليمني سوف يجعل من دماء وأجساد رجاله سوراً منيعاً في مواجهة العدو وسوف تكون معركة الحديدة هي المعركة الفاصلة التي سينتصر فيها الشعب اليمني ويهزم فيها العدوان شر هزيمة.