يلاحظ كل متابع بهذه المرحلة ،أن التحالف الصهيو – أمريكي مع بعض الأنظمة العربية ، تقف خلفه أجندة مختلفة تبدأ بتكريس أنماط جديدة من الابتزاز”المالي والأمني ” لهذه الأنظمة ولا ينتهي بتنسيق خطط لمواجهة محور المقاومة في المنطقة ، حيث من الواضح أن المستهدف “الحقيقي” بهذه التحالفات هو كل قوة إقليمية أو حركة مقاومة معادية للمشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة ، فهذه القوى وتلك الحركات بدأت اليوم تحقق انتصاراً فعلياً على أرض الواقع على مشروع قذر “كان يستهدف تفكيك المنطقة جغرافياً وديمغرافياً وإعادة تركيبها بما يخدم المنطقة “.
وهنا يجب توضيح مسألة هامة بخصوص هذه التحالفات ، فهذه التحالفات تأتي كرد على قوى وحركات المقاومة في المنطقة، التي استطاعت خلال هذه المرحلة من الحرب عليها ، أن تحتوي حرب أميركا وحلفائها “هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً مسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون ، يتحدثون عن تعاظم قوة محور المقاومة بعد مراهنتهم على إسقاطه سريعاً” ، فالقوى المتآمرة على محور المقاومة بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة ، بأنّ هذا المحور قد حسم قرار النصر.
فـ “المعطيات الحالية” تجبر الكثير من القوى الشريكة في الحرب على محور المقاومة على تغيير موقفها من اتجاهات ومسارات الحرب ، فـ نرى بعض الأنظمة العربية والإقليمية والدولية الشريكة بالحرب على محور المقاومة بدأت التلويح بورقة التحالفات العسكرية الجديدة .
فـ “الأوضاع الميدانية” في سورية تسير بعكس عقارب المخطط الصهيو أمريكي ، فـ “تقدم الجيش العربي السوري” في جنوب وشرق سورية والوصول للحدود الأردنية والعراقية ، بالتزامن مع المعارك الكبرى التي متوقع أن تدور بالقرب من الحدود السورية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة ،وبما يخص الملف اليمني فالواضح أن السعودي مازال غارقاً بالمستنقع اليمني ولم يجد للآن أي مخرج يحفظ ماء وجهه إذا قرر الخروج من المستنقع اليمني ، وبما يخص صفقة القرن والتي يبلور تفاصيلها بن سلمان، وغاريد كوشنر، كبير مستشاري ترامب،والخاصة بتصفية القضية الفلسطينية ،فالواضح أن هذه الصفقة ستكلف السعودي الكثير ،و لن تمر بسهولة كما يخطط لها السعودي .
والواضح أكثر هنا ، أنّ صمود سورية واليمن واستمرار المقاومة بفلسطين وبطرق مختلفة وبدعم من محور المقاومة ، هو الضربة الأولى لإسقاط كل المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة ، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الأميركيين وبعض حلفائهم من العرب اليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع ، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية ومحور المقاومة بمجموعه والاستعداد لتحمّل تداعيات هذه الهزيمة.
ختاماً ، إن هذا التحالف الصهيوني – الأمريكي مع بعض الأنظمة العربية ، يثبت أن حرب أميركا وحلفائها على قوى المقاومة ما زالت مستمرة ، ولكن مع كلّ ساعة تمضي من عمر هذه الحرب تخسر أميركا ومعها حلفاؤها أكثر مما يخسر محور المقاومة ، ويدرك الأميركيون وحلفاؤهم هذه الحقيقة ويعرفون أنّ هزيمتهم ستكون لها مجموعة تداعيات مستقبلية تطيح بكلّ المشاريع الصهيو أميركية الساعية إلى تجزئة المنطقة ليقام على أنقاضها مشروع دولة “إسرائيل” اليهودية التي تتحكم وتدير مجموعة من الكانتونات الطائفية والعرقية والدينية التي ستحيط بها ، حسب المشروع الأميركي.