لا يوجد ما هو أحب الى الإنسان من نفسه وروحه إلا دينه وعرضه ووطنه،ولذلك تجد النفس والروح ترخص أمامها.
فالمال مهما كثر وكلنا نبحث عنه إلا انه لا يساوي شيئاً أمام روح الإنسان وحياته، أما الدين والدفاع عنه فهو واجب مقدس يجب علينا كلنا ان ندافع عنه ونقدم أرواحنا للحفاظ على ديننا الإسلامي الصحيح الخالي من العصبية والتشدد والتطرف،وكذا الوطن.
وهذا هو ما يحدث في يمننا الحبيب الذي يتعرض لعدوان ظالم وغاشم وحرب إبادة جماعية من تحالف القتل العربي بقيادة مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد، وبقية دول التحالف،ومن دون مبرر أو سبب يجعلهم يقتلون أبناء الشعب اليمني ويدمرون بنيته التحتية ويفرضون عليه حصاراً اقتصادياً،ينذر بكارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم.
ونظراً للعدوان والحرب التي يتعرض لها اليمن فقد وجب على كل يمني ان يهب ويدافع عن وطنه وشرفه وعرضه،وان روحه ونفسه هنا ترخص ،وان الوطن وسيادته وعزته وكرامته أغلى من الروح والنفس والحياة ،ماذا تساوي الحياة إذا كان الوطن محتلاً والشرف مباحاً والعرض منتهكاً؟
فلا حياة بدون وطن ولا كرمة بدون وطن مستقل وحر ،ولا عزة بوصاية خارجية.
ولكن للأسف فإن هنالك من أبناء اليمن من يقاتلون في صف العدوان ويوجهون بنادقهم الى صدور اخوانهم اليمنيين الذين يدافعون عن البلاد من العدو الغازي والمحتل السعوامارتي ،الذي جاء ليحتل اليمن ويستبيح العرض وينتهك السيادة وينهب الثروات ويقيم قواعد عسكرية في جزر حنيش وميون وسقطرى لخدمة مخططات أمريكا وإسرائيل.
هؤلاء هم من يعرفون بالمرتزقة والخونة والعملاء والمنافقين ،فهم يقاتلون في جميع الجبهات بدلا عن جيش العدو ،بل ويدافعون عن حدوده في نجران وجيزان وعسير ،يحمون حدود المحتل والغازي لبلدهم وذلك مقابل حفنة من المال المدنس ،وما رأيناه من الزج بأبناء المحافظات الجنوبية وغيرها في معركة الساحل الغربي ابتداء من معركة المخا وانتهاء بمعركة الحديدة ،والتي راح ضحيتها المئات بل الآلاف من المغرر بهم من أبناء الصبيحة والضالع ويافع ولحج وأبين وغيرها.
العدو يلقي بهؤلاء الى محارق الموت، ويدفع لهم الفتات من الريالات والدراهم، فماذا ينفعك المال وقد فقدت حياتك ؟
ماذا سيكتب التاريخ عنكم ؟!
ماذا سيقول عنكم أبناؤكم واخوانكم وأهلكم عندما يُسألون أين مات آباؤهم ،وكيف ماتوا ومن اجل ماذا ماتوا؟
سيقولون ماتوا وهم يقاتلون مع المحتل والغازي ضد وطنهم، ضد جيشهم اليمني ،ماتوا مع العدو من اجل احتلال اليمن، في معركة احتلال المخا والحديدة من قبل السعودية والإمارات ؟!
لماذا تلقون بأنفسكم الى التهلكة والمحرقة ،لماذا تقتلون اخوانكم من أبناء صنعاء وذمار والحديدة ومارب وحضرموت وشبوة وأبين وتعز والبيضاء وصعدة وحجة وكل محافظات الجمهورية الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم وشرفهم؟!، عودوا الى رشدكم، حكموا عقولكم .
وإذا كانت دماؤكم ليست غالية عليكم،فإنها غالية علينا،لأنها في الأخير دماء يمنية ،وعلينا ان نحافظ على الدم اليمني، وان لا ينزف الدم إلا من أجل الدفاع عن اليمن والحفاظ على وحدته.
الوطن وطن الجميع ويتسع للجميع ،وإذا وجدت بيننا خلافات أو تباينات فعلينا حلها بالحوار والجلوس على طاولة واحدة عنوانها مصلحة اليمن فوق كل المصالح ، وكذا تقديم التنازلات من اجل اليمن ووحدته وأمنه وسيادته وحريته وكرامته واستقراره.
من سقط وهو يدافع عن وطنه وشرفه وكرامته فقد سجل اسمه في انصع صفحات التاريخ ،وستتحدث عن بطولاته وشجاعته الأجيال القادمة .
ولكن من سقط قتيلا وهو في صف العدو، فأين سيكون مكانه في صفحات التاريخ ؟
العدو عندما يزج بهؤلاء المغرر بهم هدفه هو زراعة الكراهية والحقد،والانتقام في نفوس أبناء الشعب اليمني،حتى يتمكن من تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني الواحد،فالعدو لا يريد الخير والصلاح والاستقرار لليمن،فمن يقتل الأبرياء ويدمر المؤسسات بطيرانه ويفرض حصارا اقتصاديا ليجوع الشعب ،وينفق مئات المليارات من الدولارات لشراء افتك الأسلحة ليقتل بها أبناء الشعب اليمني ،وشراء الولاءات والضمائر العالمية للسكوت عن جرائمه ،ليس هذا حبا في اليمن وأهلها ،بل انتقام وحقد عليها.
أخي اليمني، يا من تقاتل مع عدوك وعدو وطنك ،يا من تقتل أخاك ،وتدافع عن المحتل والغازي ،عليك ان تتذكر ان المال لن ينفعك ،وانك في نظر العدو عبارة عن أجير ومرتزق تقاتل مقابل المال ،لا قيمة لحياتك عنده ولا تهمه حياتك أو موتك،فأين الجنائز والتشييعات الرسمية لهؤلاء القتلى وأين الحداد على كبار الضباط من القادة والمسؤولين من المرتزقة اليمنيين ،كما يفعلها العدو مع قتلاه الذين يلقون حتفهم في اليمن؟
أنتم عندما تقتلون وانتم في صف العدو ما هي قضيتكم ،ولماذا تقاتلون ،ومن تقاتلون؟
الإجابة بكل تأكيد لا تعلمون لماذا ومن اجل ماذا تقاتلون وتقتلون؟ .
فالوطن وطن الجميع والقتال من اجل الدفاع عنه مسؤولية الجميع فحافظوا على أرواحكم واحفظوا دماءكم ،وفكروا في وطنكم ووحدته وشعبه الذي يمزق وينزف دمه يوميا ،فاليمن لن تبنى إلا بسواعد أبنائها ،ولن يحكمها إلا المخلصون من ابنائها.
وعاش اليمن حراً أبياً ،والخزي والعار للخونة والعملاء.