وحركة النفاق في داخل الأمة التي اشتغلت تحت كل العناوين: العناوين الدينية، والعناوين القومية، والعناوين السياسية، ولكن يفضحها القدس، يفضحها الأقصى، الذي ظهرت اليوم واضحةً في تآمرها عليه، أولم يظهر النظام السعودي، والنظام الإماراتي، ومن معهما، ومن في صفهما من الأمة، ألم يظهروا في موقفٍ مخزٍ ومتواطئ مع المؤامرات المستمرة على فلسطين، على الأقصى، على القدس؟! وكيف ظهر موقفهم مخزيًا ومكشوفًا فيما يسمى بصفقة القرن، وفيما يتعلق بانتقال السفارة الأمريكية إلى الأقصى، إلى القدس، إلى مدينة القدس، كيف ظهروا؟ في موقفٍ مخزٍ. ألم يظهروا واضحين في عدائهم لحركات المقاومة في فلسطين، وتوصيفهم لها بالإرهاب؟! وزير الخارجية السعودي، الإعلام الخليجي، في بعضٍ منه، يوصِّف حركات المقاومة في فلسطين يوصفها بالإرهاب، يشن عليها حملة تشويهية وعدائية، يتعامل معها بعدائية وباستهداف، يمارس عليها الضغوط بكل الأشكال، وعلى الشعب الفلسطيني من حولها، وعلى سكان قطاع غزة، يمارس عليهم الضغط لماذا؟ في ظل الموقف لصالح دعم الإسرائيلي والأمريكي، ولاستهداف هذه الأمة، ولاستهداف الشعب الفلسطيني، ولاستهداف شعوب المنطقة بكلها، وإخضاعها وترويضها لأجندة أمريكا وإسرائيل، وما تسعى له أمريكا وإسرائيل.
ذلك العداء الشديد جدًّا الذي يتجه به النظام السعودي ومن معه ضد حزب الله في لبنان لماذا، ولأي سبب، ومن وقتٍ مبكر، حتى من قبل أحداث سوريا، من وقتٍ مبكر؟ إنما هو في ظل هذه الارتباطات والأجندة التي يتحرك فيها النظام السعودي كموالٍ لأمريكا وموالٍ لإسرائيل، تربطه بهما أجندة، مشاريع، توجهات، مواقف… ذلك الولاء المحرَّم الذي حرَّمه القرآن، وشدد في تحريمه له، إلى درجة أن يقول: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية51]، يُحسب عند الله من الصهاينة، موقفه موقفهم، يُحسب معهم عند الله “سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى” ولو كان يحمل ويتشبث بعناوين إسلامية، وطقوس دينية يحاول الاحتفاظ بها كشكليات يخادع بها الآخرين، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ}[البقرة: الآية8]، المسألة كما قال عنها {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم}[البقرة: من الآية9]، تصبح مسألة شكلية اعتيادية، لا تمثِّل حساسية، بل يستفاد منها كغطاء، وتستغل- أيضًا- للتلبيس على كثير من الناس السذج الذين ينخدعون بتلك الشكليات، وبتلك العناوين.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
كلمة السيد في يوم القدس العالمي 1439هـ
* نقلا عن : موقع أنصارالله