معركة الوعي (الحلقة الأولى)
قراءة سريعة لخلفية الحرب الصهيوأمريكية على غزة
ولد الكيان الإسرائيلي من رحم الخطيئة البريطانية مشوهاً .. يعاني من نقص حاد في القيم الأخلاقية والإنسانية..
لقيط… من كل شوارع العالم جمعته بريطانيا العظمى آنذاك لتشكل منه كيان بني صهيون…
وبعد الذلة والمسكنة التي عاشها يهود العالم على إثر محرقة الهولوكست عادت اليهم طقوسهم المحببة في الخسة والوضاعة، وقد مكنتهم بريطانيا – بكل وقاحة وصفاقة – من أرض فلسطين كوطن بديل للشتات، وهو ما عرف بعطاء من لا يملك من أرض الغير لمن لا يستحق، وذلك بموجب وعد بلفور المشؤوم 2 نوفمبر1917م..
كما مكنتهم بريطانيا من السلاح الفتاك والمال ووفرت لهم الحماية..تاركة الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين شعباً أعزل في مواجهة عصابات صهيونية مسلحة تجردت من القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية..
ولكي تثبت بريطانيا وجودهم الزائف أوهمتهم بحياة أبدية هناك في جبل صهيون..
وقبلها كانت بريطانيا قد سعت مع فرنسا – ومجموعة دول الاستعمار القديم – لإيجاد اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم أرض العرب والمسلمين لكي تُؤمِّن بقاء ذلك الكيان الصهيوني الغاصب…
وهكذا ..بعد أن كان العرب والمسلمون أمة لا تفصلهم حواجز أو حدود.. أصبحوا دولاً تفصلهم حدود مصطنعة بموجب تلك الاتفاقية الظالمة.. وما تلاها..
وصار للأشقاء والإخوة العرب جوازات سفر للتنقل في أرجاء البيت العربي الواحد..
وعلى العكس من ذلك أصبح لليهود – رغم اختلافهم – جواز سفر واحداً لكل دول أوروبا…
مفارقات عجيبة تلك التي جمعت اليهود من شتات العالم لتمنحهم وطناً بديلاً لا يملكون فيه ذرة تراب واحدة…
ثم كيف صار اليهودي الروسي والأوكراني والأوروبي والفلاشا والعرب مجتمعين بكل حقاراتهم واختلافاتهم العرقية ولغاتهم وصورهم وعاداتهم وتقاليدهم، كيانا يمتلك دولة في زمن النفاق والخنوع والاستسلام والمعايير الدولية المزدوجة..
فيما بات الفلسطينيون أصحاب الأرض مشردين في كل بقاع العالم ..
إنه الشتات أساس المشكلة بمعادلة بريطانية وحسابات استعمارية بحتة..
خططت للمستقبل البعيد…
وهكذا تم تخليص اليهود من شتاتهم ليفرض على الشعب الفلسطيني كي يعيش الشتات واقعا مراً..
لتبدأ رحلة القتل والتنكيل والمطاردة والتهجير القسري..بحق أبناء الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي..
وبموجب هذه المعادلة والمؤامرة.. تحول اليهود من لا دولة إلى كيان صهيوني محتل وغاصب لدولة على أرض ليست ملكًا له وأصبح أبناء الشعب الفلسطيني أصحاب الأرض والسيادة والمقدسات يستجدون العالم كي يمنحهم صكا لإقامة دولتهم على أرضهم .. وهي من الأمور التي يشيب لها الرأس..
ليخرج أبناء الشعب الفلسطيني بأغرب وأقسى مظلومية في تاريخ البشرية..
وظلت معهم آمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم تكبر وتتجذر بحجم آمال وتطلعات إخوانهم من أبناء الأمة العربية والإسلامية وأن قضيتهم تشكل قضية العرب والمسلمين المصيرية والمركزية الأولى..
ومثلما فرقت وقسمت اتفاقية سايكس بيكو العرب فرقت الفلسطينيين أنفسهم إلى أحزاب وجماعات وحركات، وكل ينشد تحرير فلسطين والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف… على هواه.
إذ لم يعد للعرب قضية مركزية واحدة… بل صار لهم أكثر من قضية ومظلومية وفي أكثر من قطر عربي وهي المأساة التي تم التخطيط لها بذكاء
وصولاً لمخطط التطبيع على ثلاث مراحل ..
تمثلت المرحلة الأولى منه في اللقاءات السرية والاعتماد على عملاء لتحقيق مكاسب ومنها اختراق بعض أنظمة الطوق العربي وما وراءها مرورا بخروج التطبيع إلى العلن ومن ثم إعلان بعض الأنظمة للتطبيع مع العدو الصهيوني ومنها مصر والمغرب وموريتانيا والاردن وقطر وغيرها لتلحق بها عمان والإمارات وصولا لمملكة آل سعود والسودان وغيرها من الدول التي تجاوزت التطبيع إلى الموالاة والهرولة والانبطاح ..
كل تلك المقدمات كانت تمهيدا لإقامة حلم دولة اسرائيل المزعومة من النيل إلى الفرات..
وتحويل القضية الفلسطينية من صراع العرب والمسلمين مع اليهود إلى حرب فلسطينية اسرائيلية.
ومنه إلى الحرب الاسرائيلية مع المقاومة الفلسطينية وبالتحديد حركة حماس…
معركة الوعي .. قراءة سريعة لخلفية الصراع الصهيوأمريكية والعدوان على غزة (الحلقة الثانية)
كنا قد تطرقنا في مقال سابق للدور البريطاني في تأسيس كيان بني صهيون وسنتناول في هذ المقال الدور الأمريكي لتوفير الدعم والحماية والغطاء للكيان الصهيوني المحتل مستشهدين بما تناوله المفكر الفرنسي روجيه جارودي في كتابه (العولمة).. والذي أورد فيه إحصائيات عن اليهود في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، مشيرًا لبعض الإحصائيات المتعلقة بالتواجد اليهودي في أمريكا والذين يصلون إلى ما نسبته 5% من إجمالي عدد السكان في أمريكا، ويمتلكون ما نسبته 95% من إجمالي الثروة القومية في الولايات المتحدة الأمريكية.. بينما 95% من عدد السكان من ديانات أخرى في أمريكا يمتلكون 5% من إجمالي الثروة، وهو ما يؤكد أن اليهود يسيطرون على الثروة وبالتالي يتحكمون بمقاليد الأمور الاقتصادية والسياسية.
والمتتبع لمجريات الأحداث يلحظ عدم حرص اليهود على التمسك بالوظائف السياسية بقدر حرصهم على شغل وظائف الإعلام والعلاقات العامة وإدارة مراكز الدراسات والبحوث والتخطيط.. ومن هذا المنطلق فإنهم يتحكمون في شؤون بلد متنوع مثل أمريكا وفقا للسياسة الصهيونية والماسونية العنصرية..
ولذلك فإن سياستهم في الحزبين الجمهوري والديقراطي اللذين يتناوبان حكم الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العرب والمسلمين واحدة وهما وجهان لعملة واحدة، فالعرب والمسلمون في نظرهم بين خيارين… إما الموت حرقاً على يد الحزب الجمهوري أو غرقاً على يد الحزب الديمقراطي…
ولهذا من الغباء أن يراهن العرب والمسلمون على أي من الحزبين.. فجورج بوش الأب والابن الجمهوريان اللذان أشعلا النار في العراق وأفغانستان في ما سمي بعاصفة الصحراء لم يختلفا عن الديمقراطي بيل كلنتون الذي قتل آلاف العراقيين، فالموت كان المصير المحتوم للعرب والمسلمين أياً كانوا..
كما أن الرئيس باراك أوباما لم يختلف عن سابقيه رغم ممارسة الخداع والتضليل بشأنه من انه ينحدر من أصول إسلامية وانه كان يستشهد بآيات من القرآن وبالذات أثناء زيارته لمصر… لكنه في الحقيقة حاول أن يضرب الإسلام من داخله فعمل على ضرب العرب والمسلمين من الداخل في استغلال سافر لثورات الربيع العربي التي أجهزت على ما تبقى من مصير عربي إسلامي مشترك لولا حفظ الله لدول محور المقاومة التي أدركت أبعاد تلك المؤامرة بوعي وحنكة قادتها الذين هيأهم الله لمواجهة تلك المشاريع التفتيتية بمزيد من الصمود والصبر والثبات.
وسنعود لحديثنا في كشف الدور الأمريكي في المنطقة والذي أفصح عنه الرئيس أوباما متباهيا بقوله «لقد نجحنا في نقل المعركة إلى ساحة العدو»..
ولنا أن نتخيل من هو العدو…. إنهم العرب والمسلمين
إذ لم يكن حديث أوباما الذي كان موجهاً للشعب الأمريكي آنذاك في فعالية بإحدى الولايات الأمريكية تلقائياً وعفوياً.. بل كان يستند إلى تلك المخططات الإجرامية الصهيونية ضد أبناء الأمتين العربية والإسلامية، فهو مطابق لما قاله وزير الدفاع الصهيوني موشيه يعلون بهذا الصدد بقوله «ليس من المتعة أن تقتل عدوك بيدك ولكن المتعة أن تجعل عدوك يقتل نفسه بيده أو بيد أخيه ونحن ماضون في هذا التوجه لخلق جماعات تقاتل بعضها».
وقبل ذلك صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية سابقاً مادلين أولبرايت – وهي يهودية صهيونية – بقولها «نحن نفكر بالمستقبل البعيد إذا نحن عمالقة»..
وما يُفهم من كلامها هذا أنهم – أي اليهود الصهاينة – يخططون للمستقبل البعيد، أي إنهم يرسمون خططاً لـ30 إلى 50 سنة قادمة، وهو ما خططوا له من خلال ما أسموه بالشرق أوسط الجديد والأرض مقابل السلام والشفافية والاعتراف بالكيان الصهيوني وصولاً للهرولة والانبطاح واستكمال التطبيع بكل صوره وأشكاله السياسية والاقتصادية والثقافية جهاراً نهاراً.. في محاولات مستميتة لخذلان الحكام العرب عن نصرة القضية الفلسطينية.
لكن عملية طوفان الأقصى كانت بمثابة صحوة لتحريك المياه الراكدة، فقد نسفت كل مخططاتهم وأحلامهم وأوهامهم التيa أعدوا لها وكشفت وهْم القوة التي لا تُقهر وزيف مغالطاتهم وأكاذيبهم بحقوق الإنسان وأظهرتهم أمام العالم عبارة عن عصابات وذئاب بشرية تتشكل بوجوه شتى لخداع العالم..
وقد تفاجأ اليهود الإسرائيليون صباح يوم السابع من أكتوبر المجيد 2023م باقتحام المستوطنات ومئات الصواريخ التي أسقطت وهْم القبة الحديدية لتبدو قوتهم أضعف من بيت العنكبوت..
ولكي يحافظوا على ما تبقى لهم من وهْم القوة تحصَّنوا في جبنهم ومن ورائهم الولايات المتحدة الأمريكية وبدلاً من مواجهة رجال المقاومة الذين خرجوا لمنازلتهم في غلاف غزة ذهبوا لاستهداف المدنيين الأبرياء وقتل الأطفال والنساء وارتكاب مجازر وحرب إبادة جماعية بأحدث وأفتك الأسلحة المحرمة دولياً ومنها القنابل الفسفورية وقنابل النابالم لإيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين في حرب قذرة.. استهدفت الأطفال والنساء…
معركة الوعي.. الإعلام الصهيوني.. والإعلام العربي المتصهين “الحلقة الثالثة”
كنا قد تناولنا في الحلقتين الأولى والثانية الدور البريطاني الأمريكي في توطين وحماية ودعم الكيان الصهيوني وتهيئة الظروف المحيطة وتأمين بقاء ذلك الكيان البغيض وفقاً لخطط مدروسة.
وفي هذا الصدد سنركز على دور الإعلام الصهيوني العالمي والإعلام العربي المتصهين بدءاً بوكالات الأنباء العالمية التي يسيطر عليها اليهود الصهاينة.
وحسب تصنيف بعض الباحثين لوكالات الأنباء الدولية إلى أربع فقط “رويترز، الاسوشيتد برس ، الفرنسية ، واليونايتيد بريس ثم أصبحت ثلاثاً بعد إفلاس الأخيرة، وكذلك خروج تاس بعد انهيار الاتحاد السوفييتي”.
واستمر هذا الإعلام في تحيُّزه السافر بالترويج للكيان الصهيوني وتلميع وجهه القبيح في المجتمعات الغربية وبالذات في أوروبا وأمريكا بدءاً بمحرقة هتلر إلى وطن بديل يضم يهود الشتات…
ولأن الإعلام يحتاج إلى تمويل فاليهود- كما أسلفنا في الحلقة السابقة- يسيطرون على 95 % من إجمالي الثروة القومية في امريكا و 55 منها في فرنسا وكذلك في بريطانيا وبقية دول العالم وبنسب متفاوتة..
ومن هذا المنطلق فإن تمويل الإعلام يعني السيطرة عليه وتوجيهه وتسخيره لتنفيذ تلك الأجندات، وهنا تسقط مصطلحات أخلاقيات المهنة الإعلامية المتمثلة في الموضوعية، والدقة، والمصداقية، والحقيقة، والعدالة، لتنحصر في الآنية والتفاعلية وفن صناعة الأحداث، حيث يعتمد الإعلام الصهيوني على التضليل وصناعة الرأي العام، وصناعة الخبر والحبكة الصحفية المتجردة من المهنة ومواثيق الشرف الصحفي.
وتضمنت تلك المسميات نشر الأكاذيب والترويج للأباطيل والأحداث التي يتم صناعتها في مطابخ الاستخبارات التابعة للدوائر الصهيونية .
إذ لا يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية وزارة للإعلام وفقًا للسياسات الماسونية والصهيونية، حيث تديرها غرف ومطابخ استخباراتية.
ومن خلال السيطرة على وكالات الإعلام العالمية استطاعت الدوائر الصهيوأمريكية أن تشكل رأياً عامًا، وترسم صورة نمطية مشوهة وغير حقيقية لكل ما هو عربي وإسلامي، ومن ثم ربط الإرهاب بالفلسطينيين والعرب والمسلمين بشكل عام وتحويلهم إلى قصص للتندر من خلال التقليل من شأنهم في نظر المجتمعات الغربية وتصويرهم بأنهم دول نامية أو متخلفة، وعندما يدافعون عن أنفسهم فإنهم بنظرهم قتلة وإرهابيون ومجرمون، وبمجرد ظهور ما يعبر عنهم من حيث الشكل واللبس والشماغ العربي أو العمامة الإسلامية والازياء المعروفة..
اصبح الأطفال في المجتمعات الغربية لديهم إيحاءات مسبقة عندما يشاهدون تلك المظاهر في الشوارع أو على شاشات التلفزة يرددون -اوووو ارهابي- وخير مثال على ذلك قضية الحجاب، وكيف خلقوا منها قضية.
وتتعمد وسائل الإعلام الصهيونية تشويه صورة العرب والمسلمين في تلك الوسائل من خلال الأفلام والمسلسلات التي يتم صناعتها في هوليود الغرب أو بوليود الشرق أو حتى المسلسلات التركية والغربية المدبلجة والمسلسلات العربية الموجهة للنيل من الهوية والشخصية العربية والإسلامية، ومن خلال تلك المحتويات والمضامين الهابطة التي لا تتقيد بالأعراف والتقاليد والتعاليم السماوية بل تنال منها..
وذلك بهدف إذابة المجتمعات المحافظة وإيجاد جيل محجوب عن ماضيه وغافل عن حاضره ومستقبله غير مستعد لما هو آت ..
أما الإعلام العربي والإسلامي فحدث ولا حرج فهو يعتمد في مصادره وأخباره في معظم الأحيان على تلك الوكالات العالمية والجهات التي تقف خلفها وعلى رأسها الدوائر الصهيوأمريكية..
ومع امتلاك الدول العربية والإسلامية لوسائل إعلام مكتوبة ومسموعة ومرئية بدأت تتعاطى مع الأحداث بعفوية وفقاً للسياسات المرسومة لكل دولة على حدة، وقد انقسمت لمرحلتين ما قبل التطبيع كانت لها خصوصيتها وكان هناك شبه إجماع واتفاق بين الدول العربية والإسلامية في الموقف تجاه القضية الفلسطينية…
فقد كانت تلك الوسائل تسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية “الكيان الصهيوني الكيان الإسرائيلي الاحتلال الغاصب”…
وكان حينها الكيان الصهيوني يعيش في عزلة، حتى أسماء المناطق والقرى الفلسطينية كان يذكرها بأسمائها العربية.. بمعنى أن الإعلام العربي في السابق كان ملتزما إلى حد ما بالحقيقة…
ولكسر حاجز العزلة عن كيان بني صهيون، عمد اللوبي الصهيوني لإنشاء قنوات فضائية لهذا الغرض… بعد أن كانت محصورة على هيئة الإذاعة البريطانية وبي بي سي واذاعة مونت كارلو الفرنسية وغيرهما من الإذاعات والتلفزيونات التي لا يتسع المجال لذكرها في هذه العجالة …
وسنكتفي بالتطرق لإنشاء قناه الجزيرة التي تم تطعيمها بكادر إعلامي وخبراء من تلك الإذاعات ومن ثم تزويد تلك القناة بأرشيف وثائقي مخابراتي وصولاً لتحديد خطوط ومسارات وأهداف نشاط قناة الجزيرة ومنها: – إخراج الكيان الإسرائيلي من عزلته بحيث تكون أخباره في متناول الجميع وبالذات دول الطوق والمحيط العربي فأصبحت تغطي ما يجري في الداخل الإسرائيلي من انتخابات وديمقراطية شكلية إضافة لتغطية أخبار الوزراء وأخبار المواجهات مع الفلسطينيين وفي كافة الأراضي العربية المحتلة فضلاً عن متابعة مسار مجريات الأحداث التي تجري في الشرق الأوسط..
وقد تحقق الهدف الأول وخرج الكيان الإسرائيلي من عزلته بشكله الجديد بصيغة الإعلام العربي المتصهين مرددا.. دولة إسرائيل وحكومة إسرائيل ورئيس وزراء ….وغيرها من المصطلحات، فضلاً عن تناول أسماء لاماكن وقرى فلسطينية تعمد الكيان الصهيوني تغيير أسمائها في اطار حرب المصطلحات بهدف طمس المعالم وأسماء المدن والمناطق العربية.. وتقديم هذا الكيان على أنه وجود قابل للتعايش، كما خطط لهذا الإعلام المتصهين أن يتظاهر بنوع من الشفافية والتناول في الطرح لجذب المشاهدين والمحافظة على الحد الأدنى من المصداقية في التعاطي مع الأحداث والمظلوميات العربية والإسلامية مع نوع من التضليل والخداع، والجميع يعرف أن قناة الجزيرة ممولة من دولة قطر وهي دولة مطبعة مع الكيان الصهيوني وتلعب دورًا محوريُا لصالح دول الاستكبار، أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا..
كما أسند لهذه القناة دور بارز في التسويق وتبني قضايا ما يعرف بجماعة الإخوان والإسلام السياسي المنطوي تحت إطار الاستغلال الصهيوني والماسوني العالمي لهذا التيار لتمرير بعض المخططات ضد الأمة ومنها تخلي التنظيم عن دعم المقاومة في غزة استجابة لتوجهات صهيو أمريكية بتجفيف منابع دعم فصائل المقاومة في فلسطين بما فيها تلك الفصائل التي كانت محسوبة على تنظيم الإخوان، ومن أبرز أدوار تلك القناه التحريش وتعميق الانقسامات العربية من جهة والعربية الإسلامية من جهة أخرى، وتغذية الصراعات وخلط الأوراق والمفاهيم لينحصر دورها في اتجاهات محددة ومن تلك البرامج على سبيل المثال لا الحصر “الاتجاه المعاكس” الذي كان مخصصا لهذه المهمة وغيره من البرامج التي تصب في ذلك الاتجاه …
ثم أتى الدور المكمل لبقية الجوانب المختلفة فتم إنشاء قناة أخرى أطلق عليها اسم العربية وهذه المرة ستكون ممولة من دولة خليجية أخرى تلعب أدوارا معينة كونها تتمتع بثقل ووزن اقتصادي ومالي وسياسي في المنطقة العربية وهي المملكة العربية السعودية، فكان مخطط إنشاء قناة العربية وأخواتها لكن هذه القناة ستكون موجهة ضد الإخوان وفي خدمة أنظمة التطبيع بكل أشكاله وصوره والنيل من دول محور المقاومة وتعميق سياسة التفريط والتخاذل العربي وتبعتها في ذلك جوقة القنوات والإعلام الممول من دولة الإمارات .
وبعد حرب الخليج واحتلال العراق توسع المخطط ليشمل تأسيس قناة ثالثة اطلق عليها قناة الحرة ..
وقد تحددت المهام وتوزعت الأدوار بين تلك القنوات الثلاث.. ولكن هذه القنوات ظهرت بوجوه متعددة لعملة واحدة …
وإذا تأملنا في تلك المسميات فإننا سنصل إلى مدلول ومغزى واضح لتلك المخططات التي تم الإعداد والتخطيط لها مسبقا وهي قناة الجزيرة تلتها قناة العربية ثم قناة الحرة …
وعند جمعها حسب إنشائها تتكون لنا جملة مفادها الجزيرة العربية الحرة …
وهي رسالة ومدلول يوضح مدى السخرية والاستحمار للعقل الخليجي الذي اصبح مطية وعبئاً على آمال وتطلعات الأمة ونهب ثرواتها وان اللوبي الصهيو امريكي قد أحكم قبضته وسيطرته على الجزيرة العربية ولم تعد حرة وأصبحت أنظمتها وإعلامها موالية للكيان الصهيوني ولا خوف عليه بعد اليوم، بل وأصبحت أنظمتها معنية بحماية كيان بني صهيون، ولا يخشى على هذا الكيان الإسرائيلي بعد اليوم ولهذا لم تتحرك الجماهير في دول الخليج ولم تنتفض تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومقاومته ولا ينتظر منها أن تقف ضد حرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وقد شاهد وتابع الجميع كيف ظهرت أنظمة التطبيع بكل قوتها وراء التخادل العربي ولم تخرج بموقف يحفظ لها ما تبقى من ماء الوجه.. بل اصبح كل هم تلك الأنظمة وإعلامها المتصهين ليس إسناد فلسطين وغزة وإنهاء العدوان، وكسر الحصار، بل همهم الأكبر هو تنفيذ المخطط الأمريكي الحريص على عدم توسع دائرة المواجهة فأسندت لها مهمة مهاجمة دول محور المقاومة.
وقد لاحظ المشاهد العربي غمز ولمز تلك القنوات للنيل من دول محور المقاومة وما تتعرض له اليمن و لبنان وسوريا وايران أكبر شاهد ودليل ..
وهي رسائل ومؤشرات مخزية مفادها أنهم يقفون في الطرف المعادي لآمال وتطلعات الأمة العربية والإسلامية ..
أما الإعلاميون الذين يخرجون عن الخطوط الحمر المرسومة لهم فإنه يتم أما فصلهم أو إقصاؤهم عن تلك القنوات ووظائفهم في المجال الإعلامي أو السياسي أو استهدافهم بشكل مباشر، كما حصل لوزير الإعلام اللبناني الأسبق جورج قرداحي، وكما حصل لمراسلي قناة الجزيرة ومنهم شيرين أبو عاقلة، وعائلة وائل الدحدوح، وهو ما أكده بقوله “تنتقمون من مواقفنا باستهداف أولادنا وأسرنا، حسبنا الله العظيم فيكم”..
معركة الوعي.. قراءة سريعة لخلفية المؤامرة الصهيونية وحرب المصطلحات (الحلقة الرابعة)
يروج الإعلام الصهيوني والعربي المتصهين، لحرب المصطلحات – كما أشرنا في الحلقة السابقة – ومنها أن اسرائيل تدافع عن نفسها، هذا الكلام لا ينطلي إلا على السذج ولا ينبغي ترديده، فإسرائيل دولة محتلة ومعتدية والشعب الفلسطيني هو من يحق له الدفاع عن نفسه.. ويجب رفع مستوى وعي الأمة والتنبه لما يروج له الإعلام الصهيوني والمتصهين على حد سواء ودحض أكاذيبه وافتراءاته من أن إسرائيل تدافع عن نفسها فالقانون الدولي والانساني لا يمنح حق الدفاع عن النفس للمعتدين الغزاة والمحتلين والمغتصبين لأراضي الغير بالقوة ولا يجيز أو يشرع قتل أبناء أصحاب الأرض والدولة والسيادة والحق الكامل.. وهذا ما يحتم علينا عرباً ومسلمين أن نكون على وعي وبصيرة بتفاصيل النكبة والمؤامرة الصهيونية على عروبة فلسطين. وكيف تم تغيير أسماء المدن والقرى الفلسطينية من العربية واستبدالها بأسماء عبرية عبر فترات مختلفة منذ الانتداب البريطاني؟ ومن ثم التوسع في ذلك اكثر بعد تمكين الكيان الإسرائيلي، وتهجير الفلسطينيين سنة 1948، ثم بعد حرب 1948، وما تلا ذلك في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها القوات الإسرائيلية عام 1967، مروراً بـ 1992، حيث أشارت الى ذلك بعض الدراسات التي أوردت إحصائيات مفادها « تمت عبرنة 2780 موقعًا تاريخيًا، منها 340 قرية وبلدة، و1000 خربة (أطلال)، و560 وادياً ونهراً، و380 ينبوعًا، و198 جبلًا وتلاً، و50 كهفًا، و28 قلعة وقصرًا، و14 بركةً وبحيرةً». وهو ما يعتبره الفلسطينيون ليس عبرنة أسماء الأماكن في فلسطين بل جزءًا من النكبة الفلسطينية.. ما يتطلب منا في الإعلام المناهض للوجود المؤقت للكيان الصهيوني في الأراضي العربية المحتلة، عدم إغفال ذلك والتصدي لحرب المصطلحات والعمل على رفع مستوى الوعي لدى أبناء الأمة العربية والإسلامية والتصدي لتلك المخططات التي تستهدف عروبة فلسطين. وهنا لا يفوتنا إلا أن نعبر عن فخرنا بالوعي السياسي الذي تتبناه القيادة الثورية والسياسية في اليمن ومواقف صنعاء المشرفة التي أكدت ثبات موقف اليمن من عروبة فلسطين معبرة عن رفض الحدود المصطنعة فيما يسمى بـ 48 – 67 وما تلاهما من اتفاقات مشبوهة والتأكيد أن فلسطين هي للفلسطينيين لا ينازعهم فيها أحد وبالتالي التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه حتى استعادة دولته على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف ودحر الاحتلال الإسرائيلي عن كامل التراب والمياه الفلسطينية. كما يتحتم علينا دحض الوعي الزائف الذي يعطي الحق للصهيوني بالدفاع عن نفسه في مغالطة واضحة من الإعلام الغربي فيما يسلب هذا الحق من المقاومة الفلسطينية ويصفها بالإرهاب، وبهذا الصدد علينا أن نبين وتصحيح بعض المفاهيم والمصطلحات المغلوطة فالمقاومة الفلسطينية حق كفلته الأديان والقوانين والمواثيق لكل صاحب حق وأرض. وبالتالي فهناك فرق في المصطلحات بين المقاتل والقاتل، وان المقاوم الفلسطيني هو مقاتل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهو بطل وصاحب قضية وقضيته هي استعادة أرضه المغتصبة وسيادة دولة وحقوق شعب ومعركته دفاعا عن الأرض والعرض والمقدسات. أما الصهيوني فإنه قاتل مغتصب محتل جبان يتحصن خلف أسوار ترابية وقبة حديدية تستشعر أي خطر قد يستهدف القاتل الصهيوني الجبان لتحميه من غضب المقاتل الفلسطيني الثائر. وبذلك فإن مهمة ووظيفة القاتل هي قتل الأطفال وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها لنشر الرعب، كما يفعل اليوم الصهاينة في غزة من ارتكاب للمجازر والتلذذ بقتل الاطفال والنساء والشيوخ والآمنين في منازلهم. وبالتالي فإن القاتل عديم الرجولة والشرف والأخلاق والإنسانية عنصري سادي فاقد للشعور والإحساس.. لا يهتم بمعاناة الآخرين.. فضلاً عن أنه يأكل ويتمتع كما تفعل الأنعام بل أضل سبيلا. كما أن القاتل الصهيوني معروف عنه أنه كائن ممسوخ وديوث من بقايا أصحاب السبت الذين مسخهم الله قردة وخنازير يتحركون في الأرض على هيئة بشر. لقد استطاع المقاتل الفلسطيني في السابع من اكتوبر2023م، كسر حاجز وهم القوة والجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر في معركة بطولية وملحمة اسطورية تساقطت فيها المستوطنات تحت ضرباته، وخلال ساعات كان قد حسم المقاتل الفلسطيني معركته تلك التي فاجأت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية وغيرها من أجهزة مخابرات العالم. وهو ما أفقد قادة الكيان الصهيوني صوابهم وأظهر ضعفهم وعجزهم، وجبنهم وخورهم، إذ لم يخرجوا لمواجهة ابطال المقاومة الفلسطينية وخوض غمار المواجهة ..قتالا وجها لوجه بل صبوا جام حقدهم وغضبهم في قتل الأطفال والنساء عن بعد، والإيغال في الجريمة والفعل الآثم، وعلى مدى شهر دمروا مربعات وعمائر مكتظة بالسكان سقط فيها أكثر من 30 الفاً منهم أكثر من 10 آلاف شهيد 70% منهم من الاطفال والنساء بهدف الانتقام ونشر الرعب والذعر في نفوس سكان قطاع غزة في محاولة لفرض التهجير القسري على أبناء الشعب الفلسطيني لكن وعي وتكاتف أبناء الشعب الفلسطيني أسقط رهاناتهم الخاسرة، واذهل العالم ليثبت ان المقاتلين الفلسطينيين يتحلون بقيم إسلامية وهم رجال يفضلون الموت في سبيل الله تحت ركام منازلهم على ان يتركوها للمحتلين الصهاينة. الأمر الذي أظهر وكشف مدى عجز القتلة وعلى رأسهم بنيامين نتن ياهو ووزير دفاعه اللذان صرحا في أحد مؤتمراتهما الصحفية التي بثتها قناة الجزيرة بكل سفور ووقاحة، أنه على غزة الاستسلام أو مواجهة القتل.. وهذا دليل آخر على أنهم قتلة ومجرمون وليسوا مقاتلين وان مصيرهم إلى زوال وقد اقترب الوعد الصادق.. وهنا نذكر أولئك الاغبياء والحمقى والمعتوهين من الصهاينة بما قاله القائد العربي الليبي عمر المختار لقادة الاحتلال الإيطالي أثنا مساومته على حياته وبقائه مقابل الاعتراف والاستسلام ..قائلاً لهم “نحن ننتصر أو نموت وعليكم ان تواجهوا هذا الجيل والذي سيأتي بعده”. وقد ذهب المحتل الايطالي وبقي عمر المختار مصلوبًا بربطة الكرامة العربية والاسلامية بطلا خالدا في قلوب شعبه ومحبيه. لكن يبدو أن الكيان الإسرائيلي المحتل بات كما البقرة المذبوحة التي تحاول عبثا أن تقف على قدمها فتركل بأرجلها ركلات غير محسوبة لأنها تعيش لحظات النزاع الأخير والموت المحقق.
معركة الوعي.. اليهود من عبادة العجل إلى عبادة القوة والتعطش لسفك الدماء.. (الحلقة الخامسة)
عرف اليهود على مدار التاريخ بصلفهم وتعنتهم ونقضهم للعقود والعهود، واشتهروا بالنكران والجحود والتحول والتلون والتبدل كالحراب، وتميزوا بكثرة الجدل والكذب وتزييف الحقائق ونشر بذور الفرقة والخلاف في صفوف خصومهم، فالذي يتجرأ على قتل الأنبياء والتحايل على الشرائع السماوية لن يتورع عن قتل عشرات الآلاف من المدنيين والآمنين في قطاع غزة جلهم من الأطفال والنساء….إنهم أنفسهم أحفاد أصحاب السبت الذين مسخهم الله قردة وخنازير ..
عرف اليهود بشدة عداوتهم للمؤمنين كما أخبرنا الله عنهم في سورة المائدة بقوله: “ لتجدن أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا” صدق الله العظيم..
وبينت ذلك السيرة النبوية العطرة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، في صور من خيانتهم ونقضهم للعهود.
وقد فضحهم الحبر اليهودي عبد الله بن سلام بعد إعلان إسلامه بطلبه الذكي قائلاً يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، وإن يعلموا بإسلامي يبهتوني، فأرسل إليهم، فسلهم عني.
فأرسل إليهم. فقال لهم: “أي رجل ابن سلام فيكم؟” قالوا: حبرنا، وابن حبرنا وعالمنا وابن عالمنا، قال: “أرأيتم إن أسلم، تسلمون؟” قالوا: أعاذه الله من ذلك.
فخرج عبد الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا؛ وجاهلنا وابن جاهلنا. فقال: يا رسول الله، ألم أخبرك أنهم قوم بهت؟».
وأينما توجهوا لا تختلف سلوكياتهم ونفسياتهم المريضة، فاليهودة تجري في دمائهم نظرية الابلسة أنا خير منه..
وتشير الكثير من القصص والروايات في التاريخ القديم والمعاصر، لتلك الصفات التي يتوارثونها وسيظلون على خطى سيدهم إبليس ملعونين أينما ثقفوا لا سيما الصهاينة منهم، نفوق أخر صهيوني من أحفاد القردة والخنازير..
وقد ذكر أحد المحاربين الروس القدامى تفاصيل حادثة دفن عدد من اليهود في ألمانيا قائلاً “كنا مجموعة من الأسرى الروس في ألمانيا فحفر الألمان حفرة فوضعوا فيها أسرى يهود وأمرونا أن ندفنهم بالتراب وهم أحياء فرفضنا، فتم وضعنا في تلك الحفر بدلاً عنهم، وأمر الألمان اليهود بدفننا فبدأوا على الفور بإهالة التراب علينا، حينها قال هتلر أردت فقط ان أكشف لكم حقيقة خبث ومكر هؤلاء اليهود..
وتؤكد الشواهد التاريخية أن اليهود يراقبون بدقة مراكز القوة والنفوذ والسيطرة للتحالف مع الأقوى غير مهتمين بانتمائه أو معتقده وسلوكه، وأنهم، إذا عرفوا أن من يحالفونه فقد أو سيفقد نفوذه سرعان ما يتحولوا عنه إلى الأقوى، والمتتبع للتاريخ عبر مراحله المختلفة سيلحظ مدى تلونهم وتبدلهم مع الأقوى.
وحين برز المسلمون قوة عالمية سارعوا لكسب ودهم والتحالف معهم، بل راحوا يتجسسون لصالح المسلمين على الروم وقد ثبت انهم قاتلوا مع المسلمين في أقاليم الأندلس، ولما خرج المسلمون من بلاد الأندلس خرجوا معهم واستقروا في أقطار المغرب وتركيا فلم ضعف المسلمون راحوا يتجسسون عليهم لصالح الاستعمار الغربي. وكذلك فعلوا مع هولاكو في الشرق، فقد كاتبه يهود العراق وحالفوه وقدموا له الدعم والمال..
وفي العصر الحديث بدأ رهانهم على فرنسا وخدموا النفوذ الفرنسي فلما برز الإنجليز كقوة عظمى تحولوا اليها وربطوا مصيرهم بمصيرها وراحوا يغرونها باستعمار فلسطين متخذين من لندن مقراً لتحركاتهم ونشاطهم، فلما توحدت المانيا وبرزت قوة سياسية تركوا لندن واتجهوا إلى ألمانيا، وبعد أن قام هتلر بإغلاق النوادي اليهودية ومصادرة الصحف اليهودية بعد احتكارها لكونه لم يجد دار نشر تنشر له بسبب سيف الإرهاب الصهيوني الذي كان مصلتاً على غير اليهود، ثم عادوا إلى لندن وحالفوا الإنجليز مرة ثانية..
وبعد الحرب العالمية الثانية أدركوا أن مركز القوة قد تحول إلى أمريكا، فتوجهوا اليها بكل ثقلهم المالي والإعلامي والتنظيمي..
واذا ما أدركوا في المستقبل بأن روسيا أو الصين أو حتى العرب أو ايران أو تركيا أو أي قوة صاعدة، فسيسارعون على الفور للتحالف معها بحجة الصداقة وطمعاً في الحماية وتحقيق مكاسب ومغانم سياسية واقتصادية، وقد ثبت أنهم تحالفوا مع شاه ايران وبعض الحلفاء كما أنهم يستخدمون بعض حلفائهم مطية لتمرير مخططاتهم على الشعوبأ كما هو حاصل مع بعض الأنظمة المحسوبة على العرب والمسلمين ممن تحولوا من التطبيع إلى الهرولة والموالاة..
ومن شدة هوسهم بالقوة سعوا لتكوين كيان عسكري ليس بدافع الصدفة لكنه صنيعة التخطيط والخوف ممن حولهم وشعورهم باغتصاب أرض غير أرضهم
وفي رسالة جولدا مائير مخاطبة زوج أختها بقولها له: إن الذي يريد انتزاع ارض غيره ويسكنها ويتملكها، عليه أن يكون مستعدا لجميع الطوارئ والصعوبات.
وفي أحد تصريحات مؤسس دولة الكيان الإسرائيلي بن غر يون، والتي أشار فيها إلى أن العرب يتحملون الهزيمة في مئة معركة وأما إسرائيل فإنها متى ما انهزمت في معركة فستكون نهاية دولتها.
وفي دراسة أجراها أحد الباحثين باستفتاء لطلبة إسرائيل- في الثانوية- حول ما فعله “يشوع بن نون” حسب مصادرهم من قتل جماعي للفلسطينيين، صغاراً وكبارًا وهل يمكن أن يفعل ذلك الجيش الإسرائيلي أم لا؟ جاءت الإجابات تحبذ ذلك..
ومن خلال تلك الشواهد تشير بعض الدراسات إلى أن عبادة اليهود الصهاينة للقوة مثل عبادة أجدادهم للعجل، انهم يعشقون القوة ويتعطشون لسفك دماء الملايين من البشر.
وإذا عدنا بالذاكرة لظروف تأسيس حليفهم الأمريكي لما يُعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية فإن فكرتها قامت على أساس البحث عن مستعمرات جديدة تم تنفيذها بإعداد وتخطيط يهودي بواسطة حلفاء لهم من الإنجليز والفرنسيين والاسبان، وعبر حليفهم بريطانيا تم التخطيط والدفع بإرسال المحكومين من القتلة واللصوص في السجون البريطانية وبعض المستعمرات التابعة لها أو ما عرف بتدابير نفيهم إلى القارة الأمريكية..
فتم تسليحهم كعصابات لشن حروب على الهنود الحمر، سكان أمريكا الأصليين، لترتكب وتمارس بحقهم المجازر وحروب الإبادة الجماعية والتهجير القسري، ومن ثم بناء المستعمرات..
وبنفس الفكرة تم تصدير اليهود الصهاينة إلى فلسطين وشن الحروب على أبناء الشعب الفلسطيني وإجبارهم على التهجير القسري بعد ارتكاب المجازر بحقهم، كما يحدث اليوم في غزة ،فالتاريخ يكرر نفسه. ومن تلك التجارب التي خططوا لها نقل فكرة المستوطنات من تلك المستعمرات إلى فلسطين.
وتعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على مجموعات العصابات في دعم الحروب التي تشنها في مختلف الدول ومنها (أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين)، وذلك من خلال تجنيد العملاء والمرتزقة من السفلة المنحطين إنسانياً وأخلاقياً، والذين غالباً ما يكونون من اللقطاء ومجهولي النسب من أولاد الشوارع ومنهم على سبيل المثال لا الحصر مجموعة ظهرت باسم (بلاك ووتر) تأسست عام 1997 بولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية، أنشأها أحد ضباط مشاة البحرية الأمريكية “المارينز».
ومعناها الماء الأسود أو القذر، وبسبب ما لحقها من فضائح بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. غيّرت اسمها إلى “إكس إي سيرفيسز» (Xe Services)، وتعتمد (البلاك ووتر) في نشاطها على مرتزقة من المتقاعدين العسكريين والقوات الخاصة، الذين يقدر عددهم بالآلاف، ويتقاضون أجورا عالية نظير خدماتهم. ولديهم أسطول لطائرات مروحية ومدفعية ووحدة محمولة جوا خاصة بالتجسس.
بعد سنتين من التأسيس، حصلت الشركة على أول عقد عمل لها مع الحكومة الأمريكية، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، وذلك بعد محاولة تفجير حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس كول» (USS Cole) قبال سواحل اليمن.
وعملت (بلاك ووتر) في العراق في صيف 2003، من أجل توفير الأمن والحراسة للحاكم العسكري الأمريكي في العراق آنذاك بول بريمر.
وقد استعان تحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن بعصابات (البلاك ووتر) ، وقد تم التنكيل بهم من قبل أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية حيث تم تلقينهم أقسى الدروس..
ويعتمد الكيان الإسرائيلي على مرتزقة (بلاك ووتر) في عدوانهم على قطاع غزة، حيث أعلن مؤخراً عن مقتل أحدهم، وهو من أصل اسباني، وكان قد كتب قبل مقتله على صفحته أنه يتقاضى أعلى أجر أسبوعياً فضلا عن تجنيد الخونة والعملاء في معاركهم في قطاع غزة حيث يتجرد هؤلاء من القيم الإنسانية والأخلاقية..
وفي أعقاب الهجوم الذي شنه مقاتلو المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس والجهاد وكتائب النخبة القسامية على عدد من التجمعات السكانية والقواعد العسكرية والمدن الإسرائيلية في 7 أكتوبر2023م، ترددت كلمة “كيبوتس” في التناولات الإخبارية للإشارة إلى نوع من التجمعات السكانية التي اجتاحها مقاتلو المقاومة الإسلامية في غلاف غزة.
فما هي الكيبوتسات وما الدور الذي لعبته في تأسيس دولة إسرائيل؟
ظهرت الكيبوتسات بشكل تجمعات زراعية تعاونية لمجموعات من اليهود الفاشلين الذين تم جلبهم وإعادة تأهيلهم وإغرائهم بالهجرة والعمل في فلسطين بهدف الكسب والثراء في تلك الكيبوتسات التي كان يمولها الصندوق القومي اليهودي الذي تأسس في سويسرا، بهدف مساعدة اليهود على الاستيطان في فلسطين على عدة مراحل قبل 48 وبعد 1948م وتمهيدا لإقامة المشروع الصهيوني في فلسطين
وحسب وثائق بريطانية فقد وضع الكيان الإسرائيلي خطة سرية لترحيل آلاف الفلسطينيين من غزة إلى العريش في سيناء عام 1971م وقد خصصت الكيبوتسات في المستوطنات المحيطة بغلاف غزة لمجاميع من الصهاينة الذين تم تدريبهم على مستوى عال مسنودين بقوة من النخبة محاطة بسياج وقبة حديدية لحمايتهم..
إلا أنه تمت مباغتتهم من قبل أبطال المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر لتتبدد أطماعهم وأحلامهم مع طلوع فجر ذلك اليوم المشهود ليتم إجلاء الألاف منهم عن تلك المستوطنات..
وهو ما سبب لهم الرعب الذي يعيشونه اليوم، ليخرج وزير التراث الصهيوني مطالباً بضرب غزة بقنبلة نووية قائلاً انهم لا يخافون من الموت..
لقد كسر7 أكتوبر2023م هيبة العصابات الصهيونية في غلاف غزة، وحطم وهم إسرائيل الكبرى والجيش الذي لا يقهر وقوات النخبة والقبة الحديدية، بفتية من المقاتلين الأبطال محطمين أكثر من 55 هدفا عسكريا في “فرقة غزة” والمنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبالتالي فإن رهانهم على إبادة سكان غزة، باستخدام أطنان من القنابل والأسلحة الأمريكية المحرمة دولياً سترتد وبالاً عليهم ،على أيدي رجال الرجال من أبطال المقاومة الفلسطينية الذين خضعوا لتدريبات عسكرية وأمنية نوعية، حيث جرى تسليحهم بمعدات خاصة، وقد سبق وأن أُنيطت بهم مجموعة من المهمات الخاصة كالرباط في المناطق المفتوحة والمتقدمة وفي أماكن موحشة، ليشكلوا خطا متقدما من الكمائن في مواجهة أي توغل إسرائيلي أو تسلل للوحدات الإسرائيلية الخاصة.
وقد أظهرت المقاومة الفلسطينية أداء مميزا في إدارة معركة طوفان الأقصى وشعارهم “نغزوهم ولا يغزوننا”، في إشارة إلى نقل المعركة إلى “أرض العدو».
معركة الوعي.. قراءة سريعة عن اختلال موازين القوة.. وحق امتلاك سلاح الرد والردع (الحلقة السادسة)
إن امتلاك سلاح الرد والردع حق مشروع للدول على حد سواء، وفكرة أن يظل السلاح الأكثر فتكاً بيد دول لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة كانت فكرة شيطانية في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، والهدف منها استعباد الشعوب ونهب مقدراتها.
وقد أثبتت تلك السياسة فشلها بسبب استخدام دول الاستكبار العالمي أمريكا وحلفائها لأسلحة الدمار الشامل في اليابان وفيتنام والعراق وأفغانستان واليمن فضلاً عن تزويد حلفائها في الخليج والكيان الإسرائيلي بترسانة هائلة من أسلحة الدمار في الوقت الذي يتم فيه منع الدول العربية والإسلامية المناهضة لتلك السياسات العدوانية من امتلاكه أو الحصول عليه.
لكنه وبعد المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني وعجز المجتمع الدولي عن كبح جماح قادة الكيان الصهيوني عن وقف تلك المجازر أصبح من حق دول محور المقاومة والشعوب الحرة الرافضة للوصاية الخارجية في زمن انهيار منظومة القيم، الدفاع عن نفسها وامتلاك السلاح الرادع لأي عدوان يشن عليهم.
وأصبح على العرب والمسلمين اليوم استشعار مسؤولياتهم التاريخية وواجباتهم الوطنية والقومية والدينية ومراجعة حساباتهم، بدء بتجاوز خلافاتهم ومروراً بإدراك ومعرفة حقيقة وأبعاد ما يجري في المنطقة والعالم وصولاً لدورهم في حماية مصالحهم وأمنهم ومقدساتهم…
خاصة بعد أن اتضح للجميع مدى عبث دول الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا واستخدامها للمجتمع الدولي كمطية لتمرير مخططات الهيمنة والاستعباد للشعوب ونهب مقدراتها وثرواتها، في ظل نظام الغاب وسيطرة القوي على الضعيف الذي يفرض شروطه في عالم لا يعترف فيه بالضعفاء..
لقد تمادت دول الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومجموعة جوقة الدول الغربية وملحقاتها من دول العالم بما في ذلك أنظمة الهرولة والتطبيع والعمالة والموالاة والانبطاح للعدو الصهيوني كثيراً
في جرائمها وعبثها وسيطرتها على ثروات ومقدرات ومصير الشعوب الحرة وحرمانها من الاستفادة منها ولن يوقفها إلا العمل لتغيير تلك المعادلة جذرياً..
إن المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها المليشيات الصهيونية وتعطشها لسفك المزيد من دماء المدنيين في قطاع غزة بدعم أمريكي على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي المنافق، قد كشفت عجز المجتمع الدولي بكل مؤسساته وهيئاته الدولية والحقوقية.
كما أزاحت تلك المجازر الستار عن حقيقة وقبح ما يجري في الأراضي العربية المحتلة، وهذا ليس له إلا تفسير واحد ..يمكن استنتاجه من خلال تحليل مجريات الأحداث لأبرز المواقف والتصريحات الصادرة عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية والتي عبروا فيها عن قلقهم من الجنون الهستيري لنتن ياهو وقادة حرب كيان الاحتلال الإسرائيلي والاستهداف العبثي للمدنيين في غزة دون تحقيق أي أهداف للكيان الصهيوني، ما جلب حسب تعبيرهم لأمريكا المزيد من السخط والغضب الشعبي الذي تشهده معظم عواصم دول العالم ومنها مدن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وعدد من الدول الغربية..
لقد كٌشف القناع عن زيف تلك الشعارات التي كانت تتشدق بها أنظمة تلك الدول في تسويق عبارات ومصطلحات خادعة مثل الشفافية، والحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان.. في الوقت الذي سارعت فيه لقمع المسيرات والوقفات الاحتجاجية ومنعها من الاستمرار في تنظيم الاحتجاجات المنددة بتلك المجازر الوحشية المروعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني وبذلك تكون قد طرقت أخر مسمار في نعش تلك الشعارات الخادعة الجوفاء، ما شكل تناقضًا في سياستها كدول مارقة تعيش أزمة وحالة من الازدواجية والتناقض والانفصام والفراغ القيمي والأخلاقي والإنساني بسبب تلك السياسات المختلة، والداعمة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وإنه لولا الدعم والحماية والغطاء الأمريكي الغربي لما تمادى قادة الكيان الصهيوني في تدمير نصف مساكن مدينة غزة على رؤوس ساكنيها، ولأكثر من شهر ونصف ما أدى إلى استشهاد وجرح أكثر من 35 ألف من الضحايا المدنيين، وارتقاء ما يقارب من 12 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء..
لقد أظهرت تلك المجازر قبح أمريكا وحلفائها أمام شعوب العالم، ولم تستطع الاستمرار في تلك المغالطات لتجميل وجهها السافر والبشع أمام ما تتعرض له من ضغوط ومطالبات عالمية بسرعة وقف تلك المجازر وإجبار قادة الكيان الإسرائيلي على القبول بهدنة إنسانية لإدخال الغذاء والوقود والدواء للسكان في غزة، فضلاً عن وقف ارتكاب المزيد من تلك المجازر وتجنب استهداف المدنيين.. وقد لوحظ مدى ضعف وتذبذب الموقف الأمريكي من خلال تصريحات الرئيس الخرف بايدن..
إضافة إلى عجز المجتمع الدولي بكل مؤسساته الحقوقية والإنسانية بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية.. وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة أنطوني غوتريش في تصريحاته التي كان آخرها مناشدته باسم الإنسانية، بعد أن عجز عن إنفاذ القانون الدولي، من ثم ثبت للجميع عدم فاعلية تلك المؤسسات الدولية وعدم قدرتها على إيقاف تلك المجازر أو حتى كسر الحصار المفروض لوقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق ملايين السكان في مدينة غزة المكتظة بالسكان، وما تعرضت له من تدمير متعمد لكل سبل ومقومات الحياة فيها، فمن لم يمت بالقنابل والصواريخ والأسلحة الأمريكية المحرمة دوليا يموت جوعًا وعطشاً.
لقد شاهد العالم تلك المجازر المروعة وتابع الرسائل المؤثرة التي بثها الإعلام عن استشهاد أسر بأكملها بالقصف الوحشي وهم جوعى وعطشى، وخاصة أولئك الذين أكد الناجين من أقاربهم حقيقة ذلك، وقد حركت تلك الرسائل المؤلمة المشاعر الإنسانية وأيقظت ضمائر الكثير من أحرار العالم لتشكل وعياً عالمياً مندداً بسياسات القطب الواحد، ومن ذلك ما أشار إليه الرئيس التركي أردوغان بقوله “يجب أن لا يظل العالم مرهونًا باحتكار خمس دول على حق النقض الفيتو”.
نعم لقد بلغ السفه الأمريكي مداه، حيث تم استخدامه للفيتو ثلاث مرات خلال شهر واحد من أجل حماية الكيان الإسرائيلي والحيلولة دون تنفيذ القانون الدولي وإلزام هذا الكيان الإجرامي بمراعاة قواعد الاشتباك.. واحترام المواثيق الإنسانية والأخلاقية …
إن هذا العجز والتخاذل المخزي والمعيب للمجتمع الدولي ليس له ما يبرره سوى تفسير واحد مفاده أن الكيان الصهيوني هو المسيطر على القرار السياسي والعسكري والاقتصادي في تلك الدول.
حيث تقف تلك الدول وراء سياسة فرض التنفيذ الانتقائي للقانون الدولي والمعايير المزدوجة وتلعب دوراً متحيزاً في تأمين الكيان الإجرامي من العقاب ليتمادى كثيراً، وقد أساء الأدب وتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية والأخلاقية والإنسانية.
وعلى الأحرار في العالم عدم القبول بعد اليوم بتمرير تلك السياسات الانتقائية والمغالطات السافرة التي تريج للأباطيل والأكاذيب التي تبرر للمجرم وتدين الضحية خاصة وهناك قائمة من البرلمانيين والحقوقيين الذين أعلنوا تطوعهم للقيام برفع الدعاوى وملاحقة قادة الكيان الصهيوني في محكمة الجنايات الدولية بصفتهم مجرمي حرب ومحاسبتهم على ارتكاب تلك المجازر وجرائم الحرب في غزة.
إن اختلال موازين القوى قد أدى إلى هيمنة دول الاستكبار بقيادة أمريكا في ظل ازدواجية المعايير، وسياسة التفريق والفرز في التعاطي مع دول تمتلك القدرة على المواجهة وأسلحة الردع مثل روسيا والصين، والتعامل مع القضايا العربية والإسلامية بمنظور مختلف كالذي حدث في اليمن والعراق وأفغانستان وفلسطين ما يدعو العرب والمسلمين اليوم لمراجعة حساباتهم..
فالنظام العالمي الجديد قد أكد مرارا أنه لا يعترف بالكيانات الضعيفة والصغيرة والمجزأة وبذلك يكون قد قرع أجراس الخطر وعلى الأمة العربية والإسلامية استنهاض الهمم وتشغيل العقول العربية والإسلامية إلى أقصاها لامتلاك سلاح الرد والردع العربي والإسلامي الذي يضمن إيقاف الصلف والعربدة الصهيونية الأمريكية في المنطقة، وهذا لن يتأتى إلا من خلال التعاون وتوحيد الجهود والاستفادة من تكنلوجيا التطور الرقمي في ظل التحولات الطارئة التي يشهدها العالم لمواكبة تطوير سلاح الرد والردع.
ويمكن للعرب والمسلمين تجاوز تلك المعضلة والحيلولة دون استمرار المجتمع الدولي مطية بيد الدول التي تمتلك تقنية السلاح الفتاك، وعدم ترك المجال لاحتكار واستغلال دول الاستكبار لتكنولوجيا المعلومات والاتصال والإعلام الرقمي في تنفيذ أهدافها ومواصلة السيطرة على ثروات الشعوب ومقدراتها وحرمانها منها أو تبديدها في صراعات عبثية..
إنه لمن المرعب والغريب أن يستمر العرب والمسلمون وأحرار العالم في ذلك الغباء رغم امتلاكهم لمقومات القوة الحقيقية.
وعليهم جعل تلك المهام من أولويات المرحلة الحالية وفي المستقبل.. وذلك في إطار استشعار المسؤولية تجاه توفير الأمن الوقائي لأبناء الأمة العربية والإسلامية..
إن الإدراك الواعي يتطلب اليوم بناء القدرات العسكرية والدفاعية “يد تحمي ويد تبني»، وبالتوازي مع مجالات التنمية الأخرى كبناء المشافي والمدارس والجسور والطرق والمساجد والأسواق والأبراج والمجمعات السكنية.. وصولاً لتوفير الحماية الكفيلة بإيقاف استهداف المدن الآمنة كما حدث في غزة وغيرها، وحتى لا يكون عدوك قادرا على تدمير تلك البنية وأنت عاجز عن حمايتها.. نعم نحتاج للبناء والإعمار ولكن بعد أن نمتلك ناصية العلم، وتقنية السلاح الرادع والفتاك الذي نستطيع من خلاله إيقاف العدو من الاستمرار في ارتكاب حماقاته في التهديد بمسح مدن من الخارطة وإبادة أسر بأكملها من السجل المدني كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة هيروشيما باليابان، وفي العراق وأفغانستان والعديد من الدول الأخرى، وما يفعله الصهاينة اليوم في قطاع غزة..
إذ لا قيمة لتلك الحضارة التي تبنيها ليأتي المجرمون والأشرار بطائراتهم وصواريخهم فيدمرونها في لحظات.. وهنا نستشهد بما قاله الشهيد اليمني الحر حسن الملصي (أبو حرب) قائد جبهة نجران لابنته حين طلبت منه بناء مسكن لهم.. بقوله لها: «هل نبني لنا منزلاً لتأتي طائرات تحالف العدوان السعودي الإماراتي لتهدمه على رؤوسنا.. سنبني منزلنا عندما نكون قادرين على امتلاك سلاح الردع والرد على أي اعتداءات قد تستهدف بلادنا».
وقد ركز كل همه على تدمير أجهزة الرقابة الذكية التي وضعها العدو في جبهات نجران وجيزان وعسير ليتمكن جيشنا وأبطال اللجان الشعبية من تحطيم وتجاوز تلك الحواجز والسياجات التي بناها العدو على غرار القبة الحديدية التي وضعها الكيان الصهيوني، ومن ثم القدرة على مهاجمة العدو في عقر داره، وهو تحول استراتيجي.. توج بامتلاك القدرة على تطوير القدرات والمهارات العسكرية والدفاعية للقوات المسلحة اليمنية وصولا لتحقيق توازن الردع في إطار استراتيجية الرد والردع بالصواريخ المجنحة والطيران المسير.
نحن في اليمن عشنا وضعاً مشابهاً لما يعيشه إخواننا في غزة، وعلى مدى تسع سنوات من العدوان والحصار دمرت فيه طائرات وصواريخ تحالف العدوان وبمشاركة ودعم أمريكي بريطاني مقدرات الشعب اليمني وبنيته التحتية حيث هدمت المساكن على رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ ودمرت المدارس والمساجد والأسواق وآبار المياه والصرف الصحي والطرق والجسور..
كما تم استهداف المدنيين في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية باستخدام تحالف العدوان السعودي الإماراتي للقنابل الفوسفورية والأسلحة المحرمة دولياً على مدى تسع سنوات من العدوان، وبالتزامن مع حصار شامل ونهب منظم لثروات الشعب اليمني من النفط والغاز، وما يزال شعبنا يعاني من تداعيات وآثار العدوان والحصار حتى اليوم..
ولم ترتفع دعوات أمريكا ودول العدوان على اليمن بالمطالبة بالحل السياسي في اليمن إلا بعد أن امتلك اليمن تقنية سلاح الرد والردع، وأصبح اليمن بفضل الله واقتدار القيادة الثورية والسياسية قادرا على استهداف العمق الحيوي لعواصم دول تحالف العدوان في أرامكو وأبو ظبي.. ومن ثم القدرة على منع سرقة ونهب ثروات الشعب اليمني النفطية لأن دول الاستكبار والعدوان في العالم المادي الذي تجرد من إنسانيته وضميره لا تحترم إلا قانون القوة …
هذا الإدراك الواعي لا يصل إليه إلا من كان صاحب قضية ومسؤولية تجاه شعبه وأمته.. ومصدر فخر وتقدير كل يمني حر تجاه جهود القيادة الثورية والسياسية في تطوير الدفاعات الجوية وصولا ًلصناعة الصواريخ والطائرات المسيرة التي مكنت اليمن اليوم بأن يكون رقماً صعبا في معركة طوفان الأقصى رغم بعد المسافة، وإن كانت اليمن ليست من دول الحزام حول كيان الاحتلال الإسرائيلي… ولكن كان لها موقف وحضور مشرف ينسجم مع تطلعات الشعب اليمني ومواقفه الثابتة تجاه قضايا الوطن والأمة العربية والإسلامية..
معركة الوعي..وجاء رجل من أقصى اليمن يسعى لنصرةغزة والأقصى(الحلقةالسابعة والأخيرة)
بعد أكثر من شهر وخمسة أيام تداعى رؤساء وملوك وأمراء اكثر من خمس وخمسين دولة عربية إسلامية يجمعها مسمى دول منظمة التعاون الإسلامي، بينها 22 دولة تحت مسمى جامعة الدول العربية.. لعقد قمة استثنائية في الرياض..
لقد تم اختيار يوم11/11/ 2023م بعناية وترتيب دقيق وفق حسابات العارفين في بواطن الأمور..
جرى استعراض كلمات إنشائية رتيبة كعادة القمم السابقة لم تتجاوز لغة الإدانة والشجب والتنديد والاستنكار، كما هو مرسوم لها عدم توسيع قاعدة المشاركة في الحرب وامتصاص غضب الشارع العربي والعالمي، ولكن هذه المرة كان هناك شبه إجماع وحرص على الحضور على مستوى رفيع في القمة التي سيديرها ولي عهد لا هو رئيس ولا ملك بل بالإنابة عن والده..
لقد تداعى رؤساء وملوك وأمراء عرب ومسلمين كما تتداعى الأكلة على قصعتها.. وهذه المرة من أجل فلسطين.. وتحت يافطة وقف المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة…
جاء انعقاد هذه القمة الاستثنائية بعد أكثر من35 يوماً، بعد أن دمر كيان الاحتلال الصهيوني وهدم أكثر من نصف المساكن في قطاع غزة على رؤوس ساكنيها، وقتل وجرح ما يقارب من 35 ألف فلسطيني استشهد منهم أكثر من 12 ألف شهيد 75%منهم من الأطفال والنساء..
ولم تخرج هذه القمة بقرار يلبي تطلعات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم منهم ما يقارب400 مليون عربي.. خرج معظمهم للتنديد والمطالبة بالرد على تلك الاعتداءات بالمثل وكسر الحصار الظالم، ومد غزة بالغذاء والوقود وإعلان الحصار على الكيان الإسرائيلي، وذلك كأقل رد على المبادرة الأمريكية البريطانية الغربية التي سارعت منذ اليوم الأول لإرسال السفن الحربية والصواريخ والقنابل الفسفورية وأسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً.. في إطار سياسة الفعل الآثم للعدوان الصهيوني الأمريكي على أطفال ونساء غزة..
لتلقى كل تلك الحمم ولا تزال إلى اليوم على الآمنين في قطاع غزة المحاصر من كل سبل الحياة…
كل الرؤساء والملوك والأمراء كانوا ذكورا فيما لم يكن بينهم رجل مستعد للتضحية في سبيل الأقصى وفلسطين. ..
مع الاعتذار لمن سجلوا مواقف، وكان كل همهم الخروج بقرارات ترقى لقمة عربية إسلامية استثنائية بهذا الحجم وليس كسابقاتها من قمم التفريط والخزي والعار ولكنها تحولت من ولادة عملاقة إلى بيضة حمامة..
لقد أجهض المنبطحون تلك القمة فولدت قراراتها مشوهة.. وغابت الدول المشاركة عن سياسة الفعل لتضاف لقائمة العار.. التي وقفت تطالب وتستجدي كياناً فاقداً للضمير الإنساني والأخلاقي وعالم ميت إلا من ازدواجية المعايير والتنفيذ الانتقائي للقانون الدولي..
ولم يبرز لها سوى قائد ورجل استثنائي لم يكن من بين أولئك المشاركين الذين تم ترويضهم على طريقة النمور في اليوم العاشر..
لقد كان قائد الثورة حاضرا ومبادرا في ميدان ومسرح الفعل المساند والمناصر، والذي ينطبق عليه وصف “وجاء رجل من اقصى اليمن يسعى لنصرة غزة والأقصى” …
والذي بادر إلى كسر حواجز الذل والوهن والضعف المعهود الذي كان بادياً على وجوه أولئك الرؤساء والملوك والزعماء الخانعين من أنظمة التطبيع والعمالة والموالاة للصهيونية من أسرى العروش والكروش… من خلال مبادراته الشجاعة
أيها الرؤساء والملوك والأمراء إذا كانت قد خانتكم قيم المبادئ فحاولوا ألا تخونكم قيم الرجولة، لأن من ينحني مرة واحدة “لغير الله” لن تتاح له الفرصة لكي يرفع رأسه مرة أخرى.. ما أكثر الذكور في عالمنا اليوم وأندر الرجال..
لا شك أن المتدبر للقرآن الكريم تتحقق له فتوحات ربانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما استوقفني فيما يتعلق بتطابق معنى الآيتين الكريمتين اللتين وردتا في سورتي القصص وياسين، وتحملان نفس الرقم(20)، وذلك في تنسيق إلهي محكم يشير إلى سر لا يدركه إلا الراسخون في العلم …
ففي سورة القصص الآية20 قوله تعالى ” وَجَاۤءَ رَجُلࣱ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰمُوسَىٰۤ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ یَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِیَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّی لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِینَ”، وفي سورة ياسين الآية(20) قدم السعي بقوله تعالى: “وَجَاۤءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ رَجُلࣱ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلۡمُرۡسَلِینَ ” في القصص قدم الرجل وفي ياسين قدم السعي ، أما سر تطابق الرقم 20 ففيه إشارة لإحدى قيم الرجولة، والتي تبدأ بالنصح الذي جاء به رجل “موسى” في سورة القصص وتنتهي بالقيمة 20وهي التضحية في سبيل الدعوة ونصرة الحق ..
مما يدل أن معرفة الرجال لا تكون إلا من خلال القيم التي يتحلون بها وهنا سنستشهد بحادثة تعود لأكثر من 1400 عام تتعلق بواقعة اختلاف قريش على من يعيد وضع الحجر الأسود إلى مكانة، باعتبار ذلك شرفاً كبيراً لمن سيعيده إلى مكانه، وذلك بعد أن كاد القوم أن يقتتلوا لكن أحدهم أشار بفطنته للاحتكام لأول رجل يطلع عليهم فمن سيكون صاحب هذا الشرف الرفيع يا ترى؟ وهل سيتصرف رجل وقائد في حل تلك المشكلة، وإعادة الحجر الأسود الشريف إلى مكانه كحل منصف لحسم الخلاف.. فوافق الجميع فكان القادم معروفاً بصفات الصدق والأمانة وهي من قيم الرجولة، فقالوا بصوت واحد رضينا بالصادق الأمين وهو رجل تجسدت فيه كل قيم الرجولة هذا قبل أن يكون نبيا ورسولا ، قال عنه رب العزة فيما بعد “وإنك لعلى خلق عظيم.. صلوات ربي وسلامه عليه وآله.. إنه سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد ابن عبدالله ابن عبدالمطالب ابن هاشم.. من حوى كل قيم الرجولة.. فكانت المفاجأة أن جسد فكرة القيادة حيث بسط الرداء ووضع فيه الحجر بحيث يمسك زعيم كل قبيلة على طرف وبذلك يكون قد اشترك الجميع في الشرف وانتهت مشكلة كادت فيها قريش أن تقتتل.
وبالتدقيق في سياق الآية ذكر رجل دون إدخال التعريف فيه نوع من التعظيم، وما دفعني في هذه العجالة للاستشهاد بهذه الفتوحات الربانية.. هو كثرة ما يسمون بأصحاب السمو والمعالي والفخامة من رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية والإسلامية الذكور الذين تداعوا لعقد قمة عربية إسلامية ومدى عجز ٥٧ رئيساً وملكاً وأميراً لكنها كانت قمة للخزي والعار كما اسلفنا.
… لقد استطاعت أنظمة التطبيع والعمالة والانبطاح والموالاة إجهاض تلك القمة في بيان هزيل لا يساوي الحبر الذي كتب به..
وأمام احتشاد قادة وأنظمة دول الاستكبار الداعمة والمساندة لكيان الاحتلال الصهيوني لم يجرؤ قادة تلك الدول أن يرفعوا رؤوسهم بوجه تلك العربدة والصلف الصهيوني.. لوقف المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل الآمنين في مدنهم ومساكنهم في قطاع غزة..
بل لم يتضمن ذلك البيان المخزي أي عبارة تشير إلى أن قتل الأطفال والنساء جريمة يستحق عليها الكيان الإسرائيلي العقاب الرادع.. ولم يتضمن تجريم التطبيع وتفعيل سلاح المقاطعة للكيان الصهيوني وكل من يدعمه أو يبرر للجرائم والمجازر البشعة التي يرتكبها في غزة..
بل لم يتضمن البيان سيئ الذكر عبارة تقول سنرد على تلك الجرائم بالرد المؤلم والموجع للعدو الصهيوني وسنمنع الوقود ووصول الإمدادات للعصابات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة..
إن المواقف هي التي تكشف معادن الرجال والقادة العظام.. ولا يبرز لهذا الموقف إلا رجل يحبه الله ورسوله إنه رجل القيم والمبادئ سماحة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- فهو الذي ترجم أقواله وشعاراته إلى أفعال..
فحين أشار في أحد خطاباته إلى أن التنسيق على أعلى المستويات وان هناك خطوطاً حمراء، وفعلا تم عرض صاروخ طوفان في21سبتمبر أي قبل تنفيذ عملية طوفان الأقصى، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023م ، وفاء للوعد الصادق الذي اعلنه قائد المسيرة والمسيرات، فقد تم تنفيذ عمليات اطلاق الكثير من الصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى ايلات جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة..
وتابع قائد المسيرة بقوله سنتصدى للتحركات الأمريكية البريطانية الصهيونية، فكانت الدفاعات الجوية أسرع لتنفيذ التوجيهات في إسقاط طائرة عسكرية تجسسيه أمريكية مسيرة في البحر الأحمر واردف قائلاً: سنمنع مرور السفن الصهيونية في البحر الأحمر من وإلى كيان العدو الصهيوني، وسرعان ما تم إعلان اقتياد أول سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر…. لتتصدر تلك المواقف وسائل الإعلام العربية والعالمية، وقال، افتحوا الحدود نريد ممرا للاشتباك مع العدو، فخرج الملايين من أبناء الشعب اليمني إلى الساحات في مسيرات جماهيرية حاشدة للتضامن والمساندة وإعلان التطوع للقتال إلى جانب رجال المقاومة الفلسطينية في غزة ..
وما تلت ذلك من مواقف مشرفة لليمن تمثلت في ما يلي:
– أصدرت حكومة صنعاء قرار بمقاطعة البضائع الصهيونية وتم بالفعل البدء في تطبيقه..
– أصدر البرلمان قانون حظر وتجريم الاعتراف بكيان العدو الصهيوني والتطبيع معه..
هذه القيم لم يعلنها إلا رجل المرحلة.. رجل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية قائد الثورة والمسيرة، السيد المجاهد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي انطلاقاً من قناعاته واستشعارا للمسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه ما يتعرض له أهلنا في قطاع غزة وكل فلسطين.
نعم اليمن الذي خرج من عدوان وحصار لأكثر من 9 أعوام وما تزال تداعياته وآثاره حتى اليوم، هو من هب لنصرة الأقصى والقضية الفلسطينية قائدا وبرلمانا وحكومة وشعبا، هو من لبى نداء الجهاد في فلسطين وهنا سأشير لبعض مكامن القوة الحقيقية منذ عهد بلقيس ونبي الله سليمان عليه السلام فإذا استوعبنا الماضي يمكن لنا استشراف الحاضر والمستقبل.. فمن لا ماض له لا حاضر له ولا مستقبل ..
وسنستشهد هنا بقصة النبي سليمان الذي سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده قال تعالى على لسانه:
“قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَهَبۡ لِی مُلۡكࣰا لَّا یَنۢبَغِی لِأَحَدࣲ مِّنۢ بَعۡدِیۤ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ”، فسخر الله له الجن والعفاريت والحيوانات والطيور .. ولم يضرب الله مثلاً في الندية لتلك القوة والحضارة الروحية إلا بما يقابلها من الحضارة المادية وهي حضارة اليمن، وهنا نشير إلى تلاقي وتلاقح الحضارتين المادية والروحية بين اليمن وفلسطين.. وقوله تعالى على لسان أهل اليمن ” قَالُوا۟ نَحۡنُ أُو۟لُو قُوَّةࣲ وَأُو۟لُو بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ “.
وصف أولي القوة والبأس الشديد لم يرد في القرآن الكريم إلا في أهل اليمن واهل العراق.. والإشارة إلى شعب الجبارين حول أكناف بيت المقدس في فلسطين وحولها.. ولن يكون زوال الكيان الإسرائيلي إلا بوحدة الثلاثة الأطراف العراق وفلسطين واليمن بقوله تعالى: “فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَیۡكُمۡ عِبَادࣰا لَّنَاۤ أُو۟لِی بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ فَجَاسُوا۟ خِلَـٰلَ ٱلدِّیَارِۚ وَكَانَ وَعۡدࣰا مَّفۡعُولࣰا ” وهو ما تم في عهد الملك البابلي نبوخذ نصر.. وقد كان الوصف القرآني دقيقاً في إسناد البأس الشديد لأهل اليمن والعراق كما اسلفنا..
وكذا الإشارة النبوية منه صل الله عليه وآله وسلم في أهل فلسطين قوله: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله، وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس” أو كما قال في الحديث..
والوقائع اليوم تترجم تلك الإشارات الإلهية والنبوية وما انطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة اليوم من اليمن والعراق وغزة وجنوب لبنان إلا بداية المعركة وبداية النهاية لزوال دولة كيان الاحتلال الإسرائيلي..
*نقلا عن :الثورة نت