|
عن دور اليمن بعد الهدنة
بقلم/ صلاح الشامي
نشر منذ: 11 شهراً و 25 يوماً الخميس 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 02:11 ص
يعلق العربُ الشرفاءُ الأملَ على اليمن، أكثر من غيرها من دول محور المقاومة، لسببين رئيسين، أولهما نوعية الرد اليمني على إسرائيل، وثانيهما سيطرة اليمن على البحر الأحمر، أو إمكانية ذلك.
فبمقابل تصريحات (النتن ياهو) بعودة عدوانه على غزة بعد الهدنة، بحجة حلمه بالقضاء على (حماس)، يتطلعُ كل عربي حر، بل كل أحرار العالم، إلى اليمن، بعد أن فقدوا كل أمل بأنظمتنا العربية، المنقادة طوعاً وكرهاً للإدارة الأمريكية.
لقد سجل اليمن حضوراً ملفتاً، وغير مسبوق، ما جعل الآمال تتعلق به، فنرى تصريحات الكثير من المحللين السياسيين تصب في هذا المجال، وبالذات فيما يتعلق بباب المندب والبحر الأحمر.
وفي الحقيقة، فهذه هي نفسها آمال الشعب اليمني. صحيح أننا -كشعب يمني- لم نَتَعافَ بعدُ من جراء العدوان الذي لم ينتهِ تماماً، والحصار الذي مازال قائماً، ومعظم أراضي اليمن تحت الاحتلال،،، ولكننا نأبى الحياة نفسها، إذا كنا سنحياها صمتاً وذلاً، فالحدث الطارئ ينادينا، ونحمد الله تعالى أن هيّأ لنا قائداً عظيماً، وثورة عظيمة، ورجالاً مؤمنين، يقودون البلد حسب توجيهات القائد الأشم. وهذا ما كانت تتمناه الشعوب العربية، التي ترزأ تحت أغلال المستعمرين الوطنيين، الذين يكبحون كل توجه شعبي وطني وقومي، لدى شعوبهم، إذا كان سيعارض اتفاقياتهم، التي تنص صريحاً بعدم مواجهة إسرائيل.
وأهمية البحر الأحمر لدى الغرب، أعظم منها لدى الشرق، فمعظم استهلاك الغرب من المواد الخام، وخاصة الوقود، يأتي من الشرق، وخاصة من الجزيرة العربية وما حولها، وهذه المواد لابد من أن تعبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وإن أغلق هذا الممر البحري لسبب ما، فإن طريق التجارة سيتحول إلى رأس الرجاء الصالح، وهذا يفرض نفقات نقل مضاعفة، بالإضافة إلى وقت أطول وأخطار أكثر، وقد رأينا كيف تأثر الاقتصاد العالمي بمجرد احتجاز سفينة واحدة لدولة الكيان.
صحيح أن أمر إغلاق البحر في وجه الغرب بشكل عام، سيشكل أزمة اقتصادية عالمية، ولكنها ستكون خطوة ضرورية لإنقاذ أهلنا في غزة والضفة الغربية، وفلسطين بشكل عام، بل يمكن أن نملى شروطنا بإجلاء قواعد العدو الأمريكي المتواجدة حالياً في كل من العراق وسوريا، وضمان عدم الاعتداء على أي بلد عربي مستقبلاً.
والآمال تعرّض وتستطيل أكثر، فلو، بالفعل، استطعنا فرض سيطرتنا على ممراتنا وبحارنا، وضمنّا استمرار تلك السيطرة، فلن نبقى حينئذٍ تحت الاستهداف الأميركي والغربي، ومحطاً لمؤامراته، ومصباً لويلاته وتهديداته، ولن نعود ساعتها عالماً ثالثاً، سيركع الغرب حتماً أمام إرادتنا.
إن أكثر من 50 ٪ من الاستهلاك السنوي للولايات المتحدة من الوقود، يأتي من الجزيرة العربية، وأغلبه من آبار نجد، وكذلك دول أوروبا، وإذا ما شَرِقَ المفجوعُ بلقمته تركها وطلب النجاة بعافيته.. فإن تعطلت نصف المصانع الأمريكية، وصل إلى قعر هاويته الاقتصادية، خاصة ونحن نشاهده هذه الأيام في أزمة اقتصادية، رغم سياسة الإدارة الأميركية التي تتعارض مع مصالحها ومصالح الشعب الأميركي، الذي يدفع الضرائب، لتنفقها إدارة بايدن في تمويل الصهاينة لقتل أطفال غزة ونساء غزة، واليوم يفتح جيش/أو عصابات الصهاينة، جبهة جديدة في مدينة (جنين) والضفة الغربية، كحرب استباقية، لوأد أي ثورة مستقبلية قد تفاجئه هناك. وكل هذا القتل، وإرادة القتل، لدى الصهاينة، ما كان ليحدث لولا الدعم الأمريكي، وأكرر: حتى ولو كان يتعارض مع المصالح الحقيقية لأمريكا، وهذا لأن الدولة العميقة راضية بذلك..
إننا اليوم نضرب مواقع للعدو الألدّ في (أم الرشراش)، ونقتاد سفنه بالقوة إلى سواحلنا، لنجبره على ترك أبناء غزة يعيشون فقط، لأن ما يمارسه من جرائم القتل الجماعي والتصفية العرقية، وتعمد استهداف المشافي ودور العبادة، كلها لا يتحملها بشرٌ سوي عاقل.
إننا اليوم أمام تحدٍّ وجوديّ، فإما أن نكون أو لا نكون، وليس أمامنا إلا أن نفعلَ ما يؤثر بالعدو الصهيوني ويردعه. وأقولها صراحة: إن اليمن هو الذي سيصنع هذا التأثير بإذن الله تعالى، فالمسألة لا تحتاج إلا إلى الإرادة، وهي موجودة لدينا قيادة وشعباً، دولة وحكومة، وفي هذه المرحلة سيتغربل الجميع،{فَأمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَال).
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|