إنّ غزة النبراس الذي يأبى أن ينطفئ، والمتراس الذي لا يريد أن ينخلع، بل تخلع قلب عدوها وتطفئ عينيه، وبكل ما أوتيَت من شراسةٍ، تقول له اخلع لباس الحرب أو يصبح لك الكفن.
هذه الأسطورة التي تصنعها غزة كل يوم، لم تستطع أن تنفخ الروح في جسد أمة الخواء، أمة محشوة بكل مخلفات النفط، مكدسة بكل ما هو رثٌ وبائد، أمة ستقف أمام محكمة التاريخ، في انتظار أحكام اللّعن والتقبيح، أمةٌ صنعت لها غزة طوفان الأقصى، فحاولت وأده بموسم الرياض ومومسات النفط.
أمّا سياسياً بالإمكان إماتة غزة وإطفاء نبراسها، إن تم التعامل مع ما يجري باعتباره جولة قتالية تنتهي بحلولٍ تطبيعية من قبيل حل الدولتين، أو عودة إلى الواقع قبل السابع من تشرين أول/أكتوبر من حصارٍ وتجفيفٍ وتجويع، والبدء من مربع صفر، والحديث عن المسموح والممنوع كماً وكيفاً فيما يدخل القطاع ويخرج منه، هنا تكون غزة بالفعل قُتلت، وماتت إلى الأبد.
إنّ فرصة طوفان الأقصى يجب ألا تفوت دون استثمارها للحدّ الأقصى، باعتبارها مقدمةً لزوال الكيان، وألّا يكون البون شاسعاً بين المقدمة والخاتمة، بل يكون بسرعة الصوت.
لا تجعلوا من طوفان الأقصى ذكرى جميلة طافحة بالمرّ والحنظل، بل واقعاً جميلاً ينضح حريةً وعدالةً وعودة، فلا شيء سيجعل من الطوفان محطةً للندم، مثل أن ينتهي كجولة قتال، وليس شرطاً وقف النار، بل أن يستمر الطوفان وإن اختلفت أطواره ومداه.
* نقلا عن :موقع العهد الإخباري