مع ازدياد معاناة الشعب اليمني بسبب الحرب والعدوان السعوصهيوامريكي، والحصار الاقتصادي الذي يفرضه تحالف العدوان منذ ما يقارب أربعة أعوام، ومع فشل العدوان عسكريا في تحقيق أهدافه في اليمن.
ومع كثرة الانتقادات والمطالبات الدولية والعالمية الرسمية والشعبية بوقف العدوان وفك الحصار على اليمن، ومع كثرة التحذيرات والنداءات الأممية والإنسانية والحقوقية بحدوث اكبر كارثة إنسانية واكبر مجاعة بشرية في العالم قد تحدث في اليمن، ومع فشل كل مبادرات السلام وكل جولات المفاوضات والمشاورات السابقة التي عقدت بين الأطراف اليمنية في جنيف والكويت ومسقط بسبب رفض وتعنت تحالف العدوان للحلول السياسية المنصفة واشتراطاتهم غير المقبولة ،بحيث أصبحت دول العدوان وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا ومملكة بني سعود ودويلة عيال زايد في مواقف محرجة أمام شعوبها وأمام شعوب العالم، وأصبحت عدسات ومكرفونات وصحف ومواقع الإعلام العالمية موجهة صوبهم ،وأصبحت جرائمهم في اليمن تتصدر نشرات الأخبار وتقارير كبريات الصحف والقنوات العالمية وتصفهم بأقذر الصفات، وأمام هذا الإجرام العالمي بحق اليمن الذي قابله بصبر وصمود واستبسال منقطع النظير من شعب اليمن العظيم الذي افشل كل مخططاتهم وكشف زيف ادعاءاتهم وأبطل كل أعذارهم، بتنا اليوم نسمع دعوات بوجوب إحلال السلام في اليمن ووجوب وقف الحرب والعدوان، وأن الوقت قد حان لوقف الحرب والانخراط في تسوية سياسية جادة ووجوب جلوس الفرقاء السياسيين على طاولة حوار تفضي في نهاية المطاف إلى إنهاء الحرب والعدوان وإحلال السلام وإنهاء معاناة ملايين اليمنيين حيث كان من ضمن هذه الدعوات ما صرحت به وزيره الدفاع الفرنسية أن الوقت قد حان لرفع معاناة اليمنيين ووقف الحرب وإحلال السلام.
وما أعلن عنه وزير الدفاع الأمريكي ما تيس في كلمته وتصريحاته للصحفيين في مؤتمر البحرين للأمن ،والذي أعلن عن وجوب إنهاء الحرب في اليمن حسب زعمه وتقديمه مبادرة حل كما وصفها تقوم على أساس تقسيم اليمن إلى مناطق ذات حكم ذاتي ونزع الأسلحة وخاصة الصواريخ بحيث يكون اليمن بلداً منزوع السلاح وتتكفل أمريكا وإسرائيل بحمايته ويكون تحت رحمتهم ، وفق مخططهم ومشاريعهم ،فهذه هي رؤية أمريكا للحل التي تريد أن تفرضها للتسوية السياسية في اليمن حسب زعم وزير دفاعها.
متناسين أن اليمن يعد بلداً واحداً مستقلاً ذات سيادة لا يوجد فيه أقليات ولا طوائف ولا عرقيات ولا ديانات، بحيث تعطى كل طائفة أو جماعه أو ديانة منطقة محددة تحكمها ذاتيا، وان رفضنا للأقاليم والتقسيم في مؤتمر الحوار الوطني والتي بسببها شن تحالف الإجرام عدوانه على اليمن، وضحينا بعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى،ودمرت اليمن وخسرت مئات المليارات من الدولارات بسبب الحرب وما دمرته بسبب الحصار الاقتصادي، وصمدنا وصبرنا تحت قصف الطيران وضربات الصواريخ وتحملنا الجوع والمرض وعانينا اشد المعاناة رافضين للتقسيم والتشطير متمسكين بخيار وحدة الأرض والإنسان اليمني ،مصرين على الحرية والاستقلال والسيادة السياسية والاقتصادية والإعلامية والفكرية، وعدم التدخل في شؤوننا، وفي الأخير عدونا يريد أن يحقق ما عجز عن تحقيقه بالحرب والعدوان بفرضه علينا كتسوية سياسية حسب زعم وزير الدفاع الأمريكي ما تيس.
وفي الأخير اليمن بعد أربعة أعوام من العدوان والحرب والتضحية لم يعد لديه ما يخسره، فمن أراد السلام فعليه أولا وقف الحرب والعدوان وفك الحصار ،وان يكون السلام الشامل والمشرف الذي يحفظ لليمن وحدته وسيادته واستقلاله وحريته وكرامه أبنائه، وان أي تسوية سياسية أو حل سياسي مفروض من الخارج أو من دول العدوان أو حسب شروطهم،فلن نقبله وهو مرفوض من أبناء الشعب اليمني الشرفاء والأحرار أصحاب القرار.
وأن من قبل بحل أو سلام حسب شروط العدو مفروض خارجيا من أي طرف سياسي كان، فإن شعبنا لن يقبله،ولا مكان له بيننا وإنه بقبوله بسلام مفروض خارجيا يفرط في الأمانة ويخون دماء الشهداء الزكية التي سقطت من اجل الدفاع عن الوطن وفي سبيل نيل الحرية والسيادة والحفاظ على الوحدة اليمنية أرضا وإنسانا.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.