وديع العبسي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
وديع العبسي
حتمية تطويع التحديات
المشهد برسم المقاومة
الكيان في أدنى حالاته
ارتباك صهيوأمريكي
أمريكا.. من حيث لا تدري!
معادلات الضغط
«شارة نصر»
أمريكا.. السيطرة الناعمة
إسرائيل لم تعد تنام!
تصعيد أمريكا يوحِّد الهتاف اليمني

بحث

  
القبضة الأمنية
بقلم/ وديع العبسي
نشر منذ: 7 أشهر و 16 يوماً
الأحد 25 فبراير-شباط 2024 08:38 م


لم يكن بالأمر المستغرب أن تتحرك خلية الخشعة في البيضاء للبدء بتنفيذ عمليات قاتلة في غير منطقة من المحافظات الحرة وفي المقدمة العاصمة صنعاء، فالوجع الذي أصاب أمريكا وأتباعها – هذه المرة في البحر الأحمر آثاره وتداعياته – يمس حاضرها ومستقبلها، لذلك كان من الطبيعي أن تحرك أوراقها النائمة، فهي الوسيلة المؤجلة التي تستعين بها دائما لضرب الخصم من الداخل بقصد تشتيته وإشغاله بمواجهتها.
ولأن جهازنا الأمني صار يعي كيف تفكر واشنطن التي لا تتجدد أصلا في طريقة تعاطيها مع التحديات، فقد استنفر وحداته أكثر، بالتوازي مع اليقظة الاستخباراتية، مدرِكاً من أين يمكن أن تظهر أمريكا لتعوض هزيمتها النكراء في البحر الأحمر، لذلك استطاع بمهارة ومهنية فائقة استباق أي تحرك تخريبي وإحباطه قبل أن يرى النور.
وما حدث في البيضاء لن يكون الأخير، وتجارب الدول التي قررت النهوض بعيداً عن الوصاية والإملاءات الخارجية تبين كيف أن الغرب بقيادة البيت الأبيض عمل وسيظل يعمل لإحباط هذا التوجه، وبأكثر من شكل، وليست خلايا التدمير إلا الشكل الأبسط من أساليبها لضرب الجبهة الداخلية للدول، وصولا إلى إضعاف قدراتها على مواجهة الضربات الأقوى، ومن ثم الوقوع في شِرك الهزيمة.
ولا يشير إحباط هذه الخلايا إلا على يقظة الحس الأمني لدى الجهاز الدفاعي عموما، مع بروز واضح للعمل الاستخباري.
وربما من المهم الإشارة إلى أن خطر التحرك الأمريكي لا يكمن فقط في قدرته على تحريك الخلايا، وإنما في استمرار قدرته على تكوينها والتأثير عليها وتوجيهها، الأمر الذي صار يفرض على الجهاز الأمني التحول بالعمل إلى ما هو أعمق من إفشال المخططات والمؤامرات الدموية، إلى «كيّ» جذور التكوين لهذه الخلايا، سواء بمحاولة معالجة أسباب ضعف البيئة القابلة لتلقي أفكارها العدائية ضد الوطن، أو محاصرة نشاط الوكلاء، وصولا إلى تحجيمهم وشل حركتهم، كما والاستمرار في توجيه الخطاب المضاد والفاضح للنزعة الأمريكية التي ستظل تسعى إلى الهيمنة على الشعوب والسيطرة على المناطق الاستراتيجية ونهب ثرواتها.
انتقال الجهاز الأمني إلى هذا الطور من النجاح، سيكون من شأنه – بلا شك – خلق بيئة غير قابلة لحياة السلوكيات المنحرفة والهدامة، وبخاصة تلك الصادرة من نفوسٍ تبيع وتشتري بمبادئها وقيمها.
فأمريكا ستظل تناضل من أجل ترسيخ قيمه المشوهة وسلب المجتمعات إرادتها، إذ لا يمكنها أن تعيش في عالم لا يسوده منهجها الشيطاني، لذلك عندما يكون الفعل متحللا من أي قيم أو مرجعيات فإنه لا يعنيه ولا يهتم بأي أثر يمكن أن يُحدثه، المهم تحقيق الهدف، وهذا تماما ما تلجأ إليه أمريكا التي لا يعنيها شيء سوى أن تكون هي القطب الأوحد القادر على تمرير رغباته كيف ما كان وأين ما كان.
ولمّا شهد العالم كله غرق وهم القوة والهيلمان الأمريكي في أعماق البحر الأحمر – بما يعنيه ذلك من جرح لكبريائها أمام الملأ – رتبت واشنطن أوراقها وبدأت بإخراجها الواحدة تلو الأخرى، من التلويح بعودة العدوان الذي تقوده وتموله السعودية، إلى عرض الإغراءات، إلى ورقة التصنيف، وأخيرا تفعيل مجموعاتها المسلحة، ورغم احتراق كل الأوراق السابقة إلا أن أمريكا ثبت أنها لا تتعلم، ولذلك جاء الاستباق الأمني ليؤكد ما هو مؤكد بأن كل اليمن في حالة من اليقظة ومن الصعب تمرير أي مخطط والنيل من أمنه القومي اليمني.
اليوم يصير اليمن – وبشهادة الأمريكان – تحدياً عارماً لا يبدو الفكاك منه بالأمر السهل، فهو الذي ظهر باقتدار مفاجئ واستثنائي، ليس نظرا لكونه الأضعف والأفقر في الذهنية العالمية ومنذ عقود، وإنما لأنه الذي لا يزال يضمد جراح تسع سنوات من العدوان والحصار الدولي، ووفق الحسابات الدولية كان الطبيعي أن يبقى عقودا أخرى يرزح تحت العجز عن الوقوف والنهوض، لكنه نهض بصورة عاصفة، وقارع ما تسمى بالقوى العظمى، ومرّر إرادته ومنع بالفعل النفط والغذاء من الوصول إلى الكيان، وهذا ما يبدو مُهيناً لأمريكا.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمنان السنبلي
اذهبوا.. فأنتم الجبناء..
عبدالمنان السنبلي
عبدالعزيز الحزي
العدوان على قطاع غزة.. دمار ومجازر وإبادة جماعية لا مثيل لها وأفق مسدود
عبدالعزيز الحزي
حمدي دوبلة
أُكذوبة حلّ الدولتين!
حمدي دوبلة
عبدالمجيد التركي
هذا هو الخزي المبين
عبدالمجيد التركي
مجاهد الصريمي
جهاد الحفاظ على مكاسب الجهاد
مجاهد الصريمي
جمال الأشول
القدراتُ العسكرية اليمنية تُفشِلُ المعادلةَ الأمريكية في البحرَين الأحمر والعربي
جمال الأشول
المزيد