لقد آن الأوان لان يصل المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة ودول العدوان بقيادة المملكة السعودية والولايات المتحدة الامريكية وحلفائهم ومرتزقتهم إلى قناعة تامه مفادها أن الشعب اليمني الذي صمد في مواجهة العدوان منذ بداية 2015 الى اليوم لا يمكن أن يصل إلى مرحلة اليأس والإحباط والهزيمة النفسية لا بسبب طول أمد المعركة العسكرية ولا بسبب الحصار الاقتصادي والمعاناة المعيشية ولا بسبب الحرب النفسية الإعلامية والسياسية التي يمارسها المجتمع الدولي ضد الشعب اليمني في مختلف المجالات السياسية والإعلامية وحتى الإنسانية وأحياناً باسم السلام لأن هذا الشعب لديه قيادة حكيمة وثقافة قرانيه جهادية راسخة وروحية إيمانية قوية ويعرف أساليب الصراع ويعرف من هو عدوه وفوق ذلك يثق بالله ويستعين به ويتوكل عليه.
لم يتبق أي نوع من أنواع الصراع إلاّ ومارسته دول العدوان ضد الشعب اليمني عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً وإعلامياً وثقافياً وفي مختلف المجالات سعياً منهم في محاولة إركاع الشعب اليمني ودفعه للاستسلام وارغامه على الهزيمة ولكن دون جدوى لم يصلوا إلى أي نتيجة ولم يحققوا أي هدف سوى ارتكاب الجرائم البشعة وتدمير اليمن وقتل الانسان اليمني بشتى الطرق والوسائل لكنهم يصطدمون بوعي وقوة وصمود وصلابة الشعب اليمني.
الشعب اليمني بقيادته وجيشه ولجانه الشعبية اتخذوا القرار الصائب منذ اليوم الأول في مواجهة العدوان لأنه لا خيار آخر أمامهم لن يقبلوا بالاستعمار والوصاية الخارجية ويفضلون الصبر والتضحيات والجهاد حتى لا يتولى امرهم ولا يحكمهم مستعمر مجرم مستكبر أجنبي كائناً من كان وكيفما كانت النتائج دماراً وقتلاً ومعاناة سيتحملها الشعب اليمني وقد فعل ولا يزال في سبيل العيش الكريم المفعم بالحرية والاستقلال لأنها ثمن الحرية ولأنها طريق النصر.
فشل العدوان إلى حد الأن في اليمن وهو فاشل ومهزوم منذ البداية وحتى النهاية لأنه يفتقد للمشروع المحق والقضية العادلة ولا يملك أي مبرر للعدوان على اليمن ولأنه يعتدي على شعب يملك روحية جهادية إيمانية وطنية ويملك من القيم والمبادئ ما يدفعه للاستمرار في المواجهة لو كلف الأمر إلى يوم القيامة في مقدمتها الحرية والعزة والكرامة والاستقلال وكل هذه المقومات كفيلة بأن تجعل الشعب اليمني ينتصر وتجعل العدوان يهزم شر هزيمه لأنها متجذرة في نفوس اليمنيين ولا يمكن سحقها أو قتلها لأنها هي الوقود الصلب للشعب اليمني الصامد.
الشعب اليمني ليس شعباً عدوانياً ولا يحب سفك الدماء لكن أمريكا والسعودية والإمارات وحلفائهم ومرتزقتهم أجبروا الشعب اليمني على الدفاع عن نفسه وعن هويته وثقافته وعن وطنه وهذا هو موقف الأحرار من لا يزالون على فطرتهم والشعب اليمني شعب يريد السلام ولكن السلام القائم على العدالة والحق والاستقلال واذا كان الوصول إلى السلام يحتاج إلى تضحيات فلا بأس وهذا ما يتم العمل عليه وقد بذل الشعب اليمني اقصى الجهود لخلق فرصة للسلام مع العدوان في أكثر من جولة مفاوضات ولكن دون جدوى وهذا يدل على أن الشعب اليمني يريد السلام ويسعى إليه سواء في ميادين المعارك أو على طاولات السلام وهذا ما ينبغي أن يدركه المجتمع الدولي.
هذا الشعب العظيم يعرف مصلحته جيداً في الدنيا والآخرة ويعرف ماذا يفعل وما الذي يجب عليه ان يعمل ويعرف أساليب الصراع ويحظى بتأييد الله وكما هو معروف أن اليمن مقبرة الغزاة فهذا يعني أن المقومات النفسية والمعنوية والايمانية والتاريخية التي يتمتع بها الشعب اليمني كفيلة بأن تجعل العدوان ومرتزقته يصلون إلى قناعة أن هذا الشعب لا يقبل الهزيمة وعصي على الغزاة والمعتدين والمستعمرين.