الثورة نت
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
الثورة نت
كلمات صادقة
يمين والتزام وليست مراسم وبروتوكول
حكومة التغيير والبناء.. خطوة صحيحة باتجاه تحقيق التغيير الجذري
يحيى السنوار.. حرية القرار
أخاطب العالم الواسع
يخربون بيوتهم بأيديهم
اغتالوا هنية ولكن لا ولن يغتالوا القضية..
الهزيمة والنهاية.. متلازمة الخوف في “إسرائيل”
صدقت الرؤيا يا إسماعيل!
سياسة الاغتيالات الإسرائيلية.. نجاح تكتيكي وفشل استراتيجي

بحث

  
صمود غزة ومواجهة الخطر الداهم
بقلم/ الثورة نت
نشر منذ: 7 أشهر و 12 يوماً
الأربعاء 10 إبريل-نيسان 2024 02:20 ص


د. عبدالرحمن المختار

 

ليس هناك من مرحلة أخطر على الأمة العربية من المرحلة الراهنة! ذلك أن قوى الاستكبار تستهدف فـي هذه المرحلة دين الأمة، وليس الأمة كمكون بشري فارغ من أي مضمون، فلو كان الاستهداف للأمة بوصفها مكوناً بشرياً، وكانت فطرتها سليمة، ودينها سليما، لا ستنهضها دينها لتدفع الخطر الداهم عنها، لكن الراهن اليوم هو استهداف دينها علنا، بوصفه أهم عوامل نهضتها، جاء هذا الاستهداف اليوم، بعد عقود من العمل الدؤوب بمختلف الوسائل على سلخ الأمة من دينها، فالأعداء يدركون تماما أنه لا قيمة لهذه الأمة بدون دينها الذي يمثل عامل نهضتها، والواضح تماماً أن الغالبية العظمى من الأمة حكاماً ومحكوميـن، نخباً وعامة، أصبحوا فـي حالة غربة وتيه عن دين الله تعالى، عامل نهضة الأمة، فالحكام مجرد أدوات فـي أيدي قوى الاستكبار، وعلماء الأمة أدوات فـي أيدي حكامها، وعامة الأمة تصارع تيار الحداثة الغربية المنحرف، الذي أوشك على جرفها، بعد احتواء حكامها وعلمائها ونخبها.
إن ما يجري اليوم فـي غزة من إبادة جماعية، ودمار شامل علـى مرأى ومسمع حكام وعلماء ونخب وشعوب الأمة، لا يعني غزة فحسب، فالقضية أكبـر من غزة، وإن كانت غزة النموذج للعبرة، فالرسالة واضحة، لا لبس فيها ولا غموض، إن الامتحان للأمة في دينها، ولعل الغالبية الآن من شباب الأمة في مختلف شعوبها، تتساءل بحسرة عن مدى إمكانية العيش بسلام في ظل التمسك بالدين، دين العزة والكرامة، وفي ظل الهيمنة الصهيو- أمريكية، وفي ظل تخاذل حكام وعلماء الأمة، وتبعيتهم العمياء لقوى الاستكبار، وتحويلهم للدول العربية وشعوبها إلى مجرد محميات، تتبع القوى الاسنكبار الخارجية، التي تتواجد قواعدها العسكرية بكثافة على نسبة كبيرة من الخارطة الجغرافية للامة العربية، تُحكم سيطرتها على أنظمة الحكم العربية، وتنهب خيرات شعوبها، لتكون النتيجة سيطرة أعداء الأمة عسكريا واقتصاديا، سيطرة مطلقة، وذلك واضح تماما في التواجد العسكري الكبير لإذلال الأمة واستضعافها، واستهداف دينها، وسرقة ثروات شعوبها، وتسخيرها لخدمة اقتصاديات قوى الهيمنة والاستكبار الخارجية، وما ربط أسعار النفط العربي بالدولار إلا مظهر من مظاهر خدمة أنظمة الحكم في الخليج تحديدا لاقتصاديات قوى الهيمنة والاستكبار وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية، التي سينهار اقتصادها حتما بدون هذه الخدمة، إضافة إلى إجبار أنظمة الحكم في منطقة الخليج على استثمار عادات الثروات الطبيعية شكليا في الاقتصاد الأمريكي، فأموال الثروات العربية مسخرة تماما لخدمة سطوة وسيطرة أمريكا اقتصاديا وعسكريا، في مقابل فقر وتخلف وانحطاط شعوب الأمة العربية خدمة للأجندات الصهيوأمريكية.
ويتجسد اليوم بشكل واضح في واقع الأمة العربية ما سبق أن تحدث عنه السيد القائد الشهيد حسيـن بن بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- عن ضعف الحكام العرب وخوفهم من أمريكا، وليس ذلك إلا نتيجة لانحرافهم عن دين الله، عن منهج الله سبحانه وتعالى، واتخاذهم أمريكا إلهاً من دون الله، ولولا ذلك، لما كان هذا حالهم وحال شعوب الأمة العربية، وفي مناقشته -رضوان الله عليه- لقوله تعالى ﴿ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ خطاب الله سبحانه وتعالـى لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أكثـر الناس علماً ومعرفة ويقيناً بأنه ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ أدرك الشهيد القائد أن الأمة العربية وحكامها وعلماءها وشعوبها بعيدون كل البعد عن قوله تعالـى ﴿ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ والواقع يؤكد ذلك بكل وضوح، ولو كانت الأمة بحكامها وعلمائها وشعوبها تعلم يقيناً أنه ﴿ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ لما اتخذت أمريكا إلهاً من دون الله، صحيح أنها لم تعلن ذلك صراحة، لكن خوفها من أمريكا ورهبتها من قوة أمريكا يؤكد ذلك، وما صرح به عدد من حكام وعلماء الأمة عن قوة أمريكا وجـبـروت أمريكا، هو تجسيد لخوفهم منها، وهو تأكيد على اتخاذهم لهذا الخوف إلهاً من دون الله، ولو كانت الأمة بعلمائها وحكامها قريبة من الله تعالى، مدركة أنه ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ لما سيطر عليها الخوف من أمريكا، ولما نظرت إلـى أمريكا على أنها قوة أقوى من الله سبحانه وتعالـى، ولرأت تلك القوة قشة كما عبـر عن ذلك السيد القائد الشهيد حسيـن بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
ولو لم تكن الشعوب العربية قد جُهلت، وتم حرفها عن دين ربها القويم لأدركت يقيناً أنه ﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ ولما سمحت لحكامها وعلمائها ونخبها أن يتخذوا أمريكا إلهاً من دون الله سبحانه وتعالـى، ولما قبلت الشعوب العربية أن يتخذ حكامها وعلماؤها من خوفهم من أمريكا إلهاً من دون الله، وأن يتخذوا أهواءهم ديناً وإلهاً من دون الله لتكون النتيجة الكارثية إغواء شعوب الأمة وإغراءها باللهو والطرب عن استشعار واجباتها، وما يترتب عن الاخلال بها من مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، سواء في ما يتعلق بنصرة المستضعفين في الأرض، أو مواجهة المستكبرين.
إن رسالة أمريكا لشعوب الأمة العربية والإسلامية، واضحة لا لبس فيها ولا غموض، وهـي أنه لا خيـر لكم فـي الدين الذي تدينون به، فلن يوفر لكم الحماية ولن يقيكم بأسنا وقوتنا، ولا خيار أمامكم إلا ركوب تيار انحطاطنا لتعيشوا فـي كنفنا وتحت حمايتنا سالمين كالأنعام، وإلا فغـزة أمامكم مثال حـي لمن لم يعِ رسالتنا، فلن يختلف المصيـر، والوقت أمامكم قصيـر، فسارعوا ولا تتخلفوا عن ركبنا، فيكون مصيـركم مصيـر غزة وأهلها.
ورغم هول المأساة في غزة، وتيه شعوب الأمة بسبب ضعف وخوف وانحطاط حكامها، بزر ثلة ممن يدركون يقيناً أنه ﴿ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ لا إله سواه، ولا خوف إلا منه، ولا خضوع إلا له، ولا انقياد إلا لأوامره، وفي المقابل لا خوف من أمريكا، ولا من أي قوة على وجه الأرض، ولكل ذلك صرخ القائد العلم بكل شجاعة وبكل ثقة بالله سبحانه وتعالى فـي وجه أمريكا جالوت العصر، ولم يتردد فـي مواجهتها وحلفها الشيطاني، ضارباً بهيمنتها وقوتها عرض الحائط، وواضعاً تهديدها ووعيدها تحت قدميه، تسنده ثلة مؤمنة شرق الجغرافيا العربية، وشمال الأرض المغتصبة، ثلة مؤمنة بأنه ﴿ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ ولا تخشى إلا الله.
تصدَّر القائد العلم المشهد بكل جرأة، وأخذ على عاتقه قيادة الأمة فـي معركتها الكبـرى، معركة الوعي، معركة البصيرة، معركة الفتح لموعود، معركة ﴿فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ ذلك أن وعـي الأمة بعنوان هذه المعركة كفيل لوحده بإيقاظها من سباتها، والكفر بالطاغوت الصهيوأمريكي وبحكامها وعلمائها الذين أوردوها المهالك، وليضع القائد العلم الأمة من جديد على خط الله سبحانه وتعالى، المرسوم لها خط ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
زوال الكيان في الأفق
الجبهة الثقافية
عبدالكريم محمد الوشلي
الزامل والبرع..فن الرجولة الذي لا شبيه له
عبدالكريم محمد الوشلي
الجبهة الثقافية
من يخرج أمريكا من "ورطة" البحر الأحمر؟
الجبهة الثقافية
الثورة نت
يوم القدس العالمي.. والفتح المقدس
الثورة نت
الثورة نت
زوال الكيان في الأفق
الثورة نت
الثورة نت
جبلُ الرماةُ والواقفون عليه باسم القضية
الثورة نت
المزيد