اليوم أصبح وضعنا متغيرا
وأراد رب العرش أن نتحررا
فمسيرة القرآن تختصر الخطى
وتُرتّب النصرَ العظيم كمانرى
فانظر بعين الحقّ واقعَ وضعنا
وتأملِ (التّصنيعَ) كيف تطوّرا
في الساحلِ الغربيّ أصغرُ آيةٍ
أمسى العدوّ لها يريدُ مُفسّرَا
برعايةِ الرحمـٰنِ ثمّ جهادِنا
بات المُحَاصِرُ للبلادِ مُحاصَرَا
فإذا مضت لقتالنا غواصةٌ
وجدت تقدّمَها يعود إلى الورا!!
وإذا أرادت بارجاتٌ قصفَنا
اضحت تواجه نفسها للقهقرى
فالبحر زاد تماسكاً وصلابةً
ماعاد كالزّمن القديم مبعثرا
جمعوا لغزوتهِ القوى لكنّهُم
وجدوه صار مسبّحا مستغفرا!
حشدوا عليه عبيدهم لكنه
غُرِسَ الشّعارُ بعمقهِ فاستنفرا
قد صار يرصدُ كلّ شيءٍ فوقَهُ
سفناً.. أساطيلاً .. بوارجَ.. عسكرا
ويَرىٰ قوى العدوانِ حيثُ تحرّكت
ويراقبُ الأسطولَ إن هوَ أبحرا
في كلّ ثانيةٍ يبلـّغُ بالــّذي
عَبَرَ المياهَ ومن أتى مُستعمرا
هو يستمدّ هداهُ من (بحريةٍ)
لله باعت أنفساً وهو اشترى
فالبحرُ بالإيمانِ فُعّلَ فاهتدى
لـو فعّلــوهُ بغــيرِهِ لتَبـخّــرا!
في كلّ يومٍ صار يطلبُ ربّهُ
إذْناً لُيهلِكَ من طغى واستكبرا
قد تلمذتهُ على الهدى بحريةٌ
فازداد بالذكرِ الحكيمِ تَأَثُّرا
بالصفّ والأنفالِ بُرمِج موجُهُ
والنازعات.. وفاطرٍ.. وألم ترى
وعليه تصرخُ بالإبا بحريةٌ
والت محمداً الرسولَ وحيدرا
سكبت دماء رجالها بمياهه
نزلت عليه من السماء مطهّرا
فيها لصالح بحرنا مازاد عن
حدّ الخيال وفوق أن نتصورا
قد كان يَغْرَقُ في الفسادِ بكلّهِ
واليوم يُغْرِقُ من عليه تجبّرا!!!
* *
بحريّةٌ بالله تصنع نصرَنا
وتُري عدوّ الله يوماً أغبرا
لو أشّرَت للبحر نفّذ أمرَها
ولحيدرِ الكرارِ إن هوَ أشّرا
عَلَمٌ كرامَتُهُ تغيّر واقعاً
عَلَمٌ سفينتُهُ نجاةٌ للورى
قدجاء في زمن الضلالة هاديا
ومعلّماً، ومُرَبيّاً، ومبَصّرَا
فاللهّ أودعَ في (اْبنِ بدر) سرّهُ
فجرى على يده الشريفة ماجرى
من قوّة المولى استمد كرامة
لوقال للزمن انتظر.. لتأخرا!
أو قال للأمواج فيه تجمّدي
لتحول الماء الغزير إلى ثرى!
أو قال للأسماك منه تأهبي
لتطايرت فوق العدو مُسَيّرا!
ولَحوّلَ المرجانَ فيه قنابلاً
واللّولَ فيه مفاعلاً مُتفجرا!
وإلى سبيل الله لوقال انفروا
لرأيت فينا كلّ فرد (طومرا)
هذا أبوجبريل من ذا مثله؟
بدرٌ به الزمنُ احتفى و تعطرا
وافتر ثغر العصر حين تبسّمت
قسماتُهُ، وبه الوجود استبشرا
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين