نستطيع القول اليوم أن السعودية تحولت الى مملكة الترفيه في ظل حكم ولي العهد محمد بن سلمان الذي يسوّق لنفسه إما بشن عدوان على اليمن او بإنشاء هيئة الترفيه وصرف الأموال الطائلة عليها ولو على حساب هوية ومعاناة المواطن في مملكة بني سعود.
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية يعلن عن إطلاق استراتيجية جديدة تهدف إلى جعل المملكة العربية السعودية من بين أول أربع وجهات ترفيهية في منطقة آسيا، وبين أول عشرة على مستوى العالم، في الوقت الذي تعلن فيه كبريات الشركات في السعودية افلاسها والمواطن يتذمر علناً من هذه السياسة العبثية، أنه العبث بعينه، عبث في الأرواح وعبث في المال لأجل طموحات الأمير الشاب.
الترفيه في السعودية أصبح اليوم الحدث الأبرز حيث تنظم الحفلات الموسيقية والغنائية وسباقات للسيارات وعروض الخدع البصرية وعروض مسرحية وملاعبة القرود والمصارعة الحرة واستقطاب إحدى مباريات دوري كرة السلة الأمريكي ومسابقة لركوب الثيران، وغيرها من الفعاليات التي قد تكلف النظام السعودي نحو 64 مليار دولار.
64 مليار دولار تصرف على الترفيه بينما تتعاظم الازمة الاقتصادية والتي انعكست على كثير من فئات المجتمع السعودي، الترفيه عندما يملك المواطن حريته، الترفيه عندما الراتب يكفي حاجة المواطن، الترفيه عندما ينتهي الفقر والبطالة في المجتمع، الترفيه عندما يحصل المواطن على سكن بدلاً من تحويل الحدائق العامة في السعودية الى مبيت لكثير من الأسر التي أرهقها الفقر ومزق أوصالها الحرمان من الحاجات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.
ما نشاهده اليوم في السعودية هو تشوهات عميقة في الهوية، فائض في الترفيه وتخبط في الاستراتيجية واهدار للأولويات الحقيقية والأموال والثروات المتدفقة على عدوان مستمر انعكس عجزا اقتصاديا واضحا .
فبعد اربع سنوات من العدوان على اليمن تحت مسمى “عاصفة الحزم” التي توعدت خلالها بإعادة اليمن للوصاية السعودية في مدة قدّرها مسؤولون في أسبوعين فقط، أصبح الكثير من الناس يرون أن النتائج مختلفة تماما عما كان يطمح اليه محمد بن سلمان، النتيجة الاف الشهداء والجرحى، تدمير شامل وممنهج للبنية التحية والمراكز الحضارية والأثرية، تشريد الآلاف من منازلهم، ادلاق للجماعات الإرهابية الى بعض المناطق اليمنية لتقاتل تحت لواء السعودية والإمارات، وحصار جوي وبري وبحري أدى الى تفاقم الأوضاع الإنسانية واصبح الملايين مهددون بالموت جوعا ومرضا.
اما في الداخل السعودي نجد ان النظام السعودي يعترف بمقتل الآلاف من جنوده وخسارته لمواقع عسكرية هامة إضافة الى ان السعودية في عجز كبير بميزانيها مقارنة بالسنوات الماضية ما قبل (عاصفة الحزم) فهناك كلفة مالية باهظة جدا تدفعها السعودية وبحسب مجلة التايمز البريطانية فإن تقدير تكلفة الحرب على اليمن بنحو 200 مليون دولار يومياً ، أي 72 مليار دولار سنويا 288) مليار دولار في أربع سنوات (وتشير مصادر أخرى إلى أن المبلغ أكبر بكثير، وتقدره فورين بوليسي بنحو 725 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى فقط منها الصفقات العسكرية للمملكة.
فوفقا لبعض التقارير، تبلغ تكلفة صاروخ الباتريوت ثلاثة ملايين دولار، ويستلزم إسقاط صاروخ بالستي ثلاثة صواريخ باتريوت على الأقل، أي أن اعتراض سبعة صواريخ يكلف 21 مليون دولار أو أكثر (نحو 79 مليون ريال).
وفي متغيرات الحرب غير المحسوبة، تشير التقارير أيضا إلى تعاظم خسائر المملكة في الحد الجنوبي، وبناء على هذا الواقع الميداني توقف عمل معظم الشركات الصناعية والتجارية في المنطقة الجنوبية.
ورغم كل هذه الأموال الطائلة التي تنفقها السعودية في عدوانها على اليمن الا انها تحقق خسائر كبيرة ورهيبة للغاية وهذا يدل على انفصال كبير جدا لدى القيادة السعودية عن الواقع، لا تدرك ما الذي تفعله، بل انها تقوم بخيارات لا تعلم ما هو مستقبلها.
هناك انفصال عن الوطن وهم المواطن لدى القيادة السعودية الجديدة، جنودها يقتلون يوميا على الحدود وهي لا تشعر بهم على الاطلاق بل في ذات الوقت هي تقوم بالتراقص واحيا الحفلات وجلب المطربين والمطربات من انحاء العالم وتدفع عليهم مبالغ طائلة جدا.
أخيراً .. لقد ظهر محمد بن سلمان في الآونة الأخيرة كمنتهك بارز في مجال حقوق الإنسان بل وأدخل السعودية في قائمة العار قائمة الدول المنتهكة لحقوق الإنسان حيث انتهج في السنوات الأخيرة انتهاجا قمعيا كـ شن العدوان على اليمن وخلق المجاعة فيه واحتجاز الناشطات في مجال حقوق المرأة واستهداف المنتقدين في خارج البلاد إضافة الى اعتقال الألوف من الدعاة والمفكرين والمثقفين والإعلاميين وقتل وإعدام المعارضين لسياسته الصبيانية.