|
لماذا الإمام علي هو الأجدر؟!..
بقلم/ دينا الرميمة
نشر منذ: 5 أشهر و 17 يوماً الإثنين 24 يونيو-حزيران 2024 09:52 م
ثمة من يتساءل لماذا الإمَـام علي -عليه السلام- كان هو المؤهل دون غيره لولاية أمر الأُمَّــة بعد النبي -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- ولماذا اختاره الله بنفسه لهذا الأمر؟
وبالطبع فَـإنَّ ذلك لم يكن محاباة أَو مجاملة لشخص الإمَـام علي كابن عم رسول الله وزوج ابنته الزهراء كما قد يفسر البعض، إنما كان لمميزات تميز بها الإمام دونًا عن بقية صحابة رسول الله.
حيثُ إنه تربى في بيت النبوة وَعلى يد رسول الله الذي أعده خير إعداد لهذا الأمر وكيف بمن حظي بهذا الشرف وهذه التربية التي جعلته يتشرب مكارم الأخلاق المحمدية كلها وَيجسد قيم ومبادئ الدين الحنيف نقية صافية كاملة دون تحريف أَو نقصان وكان للنبي الكريم منذ صغره عونٌ وسندٌ في نشر الدعوة المحمدية يداً بيد ودون تردّد أَو خوف، أخذ الحكمة والعلم من رسول الله حتى قال عنه النبي الكريم (أنا مدينة العلم وعلي بابها) فكان تقياً نقيًا ذو بصيرة صافية وبلاغة وفصاحة دانت له اللغة بكلماتها ونحوها وبلاغتها، رجل تسامى عن الدنايا وتحمس للحق فنصره وحفظ القرآن وحفظه من الضياع والفساد، وطبع الإنسانية ببصمته الأخلاقية والفكرية والعلمية.
كلّ هذا جزءاً بسيطاً مما تميز به الإمَـام علي وبعض ما جعله هو الرجل المؤهل لأن تؤتمن الأُمَّــة عنده وتحت رعايته وقد كان النبي كَثيراً ما يصرح بذلك في الكثير من أقواله التي تبين مدى ارتباطه به وبالدور المنوط به والمسؤولية التي عليه كقوله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).
وقوله في خيبر (لأعطين الراية غداً لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) وهي شهادة وبشكل قاطع عن مكنون صدر الإمام بالحب لله ورسوله!
وقوله أَيْـضاً: (علي مع الحق والحق مع علي) لمواقفه الكثيرة في نصرة الحق ومحاربة الباطل والظلم.
وهذا جزء يسير من أحاديث النبي في حق هذا الرجل العظيم.
ليأتي بعد ذلك الاختيار له من الله بعد أن أكمل النبي رسالته والتي كان خاتمتها فريضة الحج.
وَبعد أن أبلغ الرسول بدنو رحيله جاءه الأمر من الله بالبلاغ بأمر ولاية الإمَـام علي حتى تكتمل الرسالة وتتم نعمته عليهم فخاطب رسوله بقوله: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَـمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
ليكون هذا البلاغ تتويجاً لكل المؤشرات التي كان يشير بها رسول الله حماية للأُمَّـة من البغي والظلم والضياع والانتهازيين والحيادين والجائرين ممن ليسوا جديرين بولاية الأُمَّــة.
ومعروف هو حديث الولاية برمزيته الزمانية والمكانية كبلاغ تاريخي بلغ أعلى درجات الأهميّة وبلغ صوت رسول وحديثه مسمع الجميع وحتى لا يشكك أحد فيه فقد كرّر رسول الله قوله: (اللهم بلغت اللهم فاشهد).
إلا أنه وبعد انتقال النبي الكريم للرفيق الأعلى خالفوا وصية رسول الله وحديث الولاية حتى وصل أمرهم إلى أعداء الإمَـام علي والحاقدين على الإسلام بشكل عام والذي دخلوا فيه مرغمين وَعلى الإمَـام علي بشكل خاص ممن كان قد كسر شوكتهم وَقضى على كبارهم من كفار قريش وهم من يرون في الإمَـام علي بقاء الإسلام وديموميته وكذلك تجسيده لأخلاق النبي وسنته وبقاءه وتوليه معناه بقاء القيم والمبادئ الحقيقية للرسالة المحمدية لذلك فقد ازاحوه واتبعوا ذلك بمحاربته وقتله لأقصاء القرآن واستبدال أحكامه بأحاديث من صنع أهوائهم كون علي هو قرين القرآن، وهكذا خلت لهم الساحة للعمل على إزاغة الناس عن الدين الإسلامي وعاثوا به وَبهم الفساد وإلى اليوم لا تزال الأُمَّــة تدفع ثمن التفريط بأمر ولاية الإمَـام علي ذلاً وهواناً واستصغاراً وعبوديةً لقوى الشر من اليهود والنصارى الذين باتوا هم المتحكمين بشؤون كُـلّ الأُمَّــة المحمدية في مشهد تحز له النفس بعد أن كانت خير الأمم، نجا من ذلك كُـلّ مؤمن بولاية الإمَـام علي وغير منكِرٍ لحديث الغدير أمثال اليمن ودول محور المقاومة وما تجسده من دورٍ بارز في محاربة قوى الشر ونصرة الإسلام والعترة المحمدية!!
من هنا فإحياؤنا ليوم الولاية إنما هو عملية توجيهية وعملية نقل لهذا البلاغ جيلاً بعد جيل وَأَيْـضاً هو احتفال بتمام الرسالة المحمدية وحمداً وشكراً على نعمة الإسلام بنبيه الكريم، وَتحديداً للولاء للإمَـام علي وآل بيت النبوة من أعلام الهدى الذين لهم الاثر الواضح في انتشالنا من براثن الدين الوهَّـابي الأموي إلى مصافي الدين المحمدي الأصيل.
*نقلا عن : السياسية |
|
|