كامل المعمري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
كامل المعمري
ما مخاطر الحضور المكثف للأساطيل الأمريكية في المنطقة؟
ما مخاطر الحضور المكثف للأساطيل الأمريكية في المنطقة؟
أساطيل في أتون النيران.. القصة المدهشة لليمنيين
أساطيل في أتون النيران.. القصة المدهشة لليمنيين
كيف أدارت القواتُ اليمنية اشتباكاً طويلاً مع المدمِّرتين الأمريكيتين.. قوةُ اليمن المتصاعدة تفرضُ معادلاتٍ جديدةً
كيف أدارت القواتُ اليمنية اشتباكاً طويلاً مع المدمِّرتين الأمريكيتين.. قوةُ اليمن المتصاعدة تفرضُ معادلاتٍ جديدةً
ضربة في قلب تل أبيب: الطائرة اليمنية ‘يافا’ تعيد رسم معادلات القوة في المنطقة”
ضربة في قلب تل أبيب: الطائرة اليمنية ‘يافا’ تعيد رسم معادلات القوة في المنطقة”
كيف تثير الطائرات المسيرة قلق واشنطن؟
كيف تثير الطائرات المسيرة قلق واشنطن؟
تصعيد مرعب في شمال فلسطين.. حزب الله يدفع
تصعيد مرعب في شمال فلسطين.. حزب الله يدفع
اليمن: مقبرة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية

بحث

  
قوة الردع اليمنية: مواجهة التهديدات وتحدي القوى الإقليمية والدولية”
بقلم/ كامل المعمري
نشر منذ: 3 أشهر و 11 يوماً
الخميس 22 أغسطس-آب 2024 07:27 م



تُعد الجرأة العسكرية التي اظهرتها صنعاء عنصرا أساسيا في تشكيل مشهد الصراع في المنطقة وفي مواجهة التهديدات من قوى إقليمية ودولية، هذه الجرأة التي تتمتع بها صنعاء تعترف بها المخابرات الأمريكية والصهيونية، قدرة الجيش اليمني على خلق ردع فعّال ضد الأعداء تجاوز مجرد الدفاع؛ فقد أسس لسمعة عسكرية تجعل من الصعب على القوى المعادية التنبؤ بخطواته.

هذا التميز في التخطيط والتنفيذ جعل من صنعاء قوة عسكرية قادرة على تغيير قواعد اللعبة في الصراع، الأمر الذي أثار اهتماما وتقديرا واسعا من قبل المخابرات الأمريكية التي وصفت أنصار الله بأن ايديهم خفيفة على الزناد وهذا يعبر عن تقدير لقدرتهم على اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة، مما يعزز من موقفهم كقوة عسكرية جريئة وفريدة في المنطقة.

إلى جانب الجرأة في تنفيذ العمليات، أظهرت صنعاء تفوقا تكتيكيا ملحوظا من خلال ابتكار استراتيجيات وتكتيكات عسكرية جعلتها خصما صعبا للقوى المعادية. فمثلا تميزت عمليات الجيش اليمني بالدقة والفعالية، وفشلت امريكا في تحييد قدرات الجيش اليمني الذي استطاع فرض معادلة البحر الاحمر وباعتراف الامريكي فإن عمليات الجيش اليمني لم تقتصر على النجاح في المعركة البحرية بل امتدت براعته لتشمل القدرة على التأثير في مجريات الصراع وتحديد ملامح الأمن الإقليمي.

لعل الخطاب الاعلامي لليمن والذي اتي على لسان السيد عبدالملك الحوثي في خطاباته المتلفزة كان واضحا للغاية في تحديد نطاق العمليات والاهداف العسكرية، وهي استراتيجية ذكية للتحكم في مسار الصراع بفعالية، وفي نفس الوقت تُرسل رسائل استراتيجية للأطراف المعادية حول مدى الجدية والحزم في تنفيذ التهديدات.

تجلت قدرة صنعاء على تنفيذ التهديدات بوضوح منذ اول بيان عسكري لمساندة غزة وماتلا ذلك من تصعيد نفذت فيه صنعاء كل تهديداتها مؤخرا أعلنت صنعاء عناستهداف أي سفينة عسكرية أمريكية في مسرح العمليات البحري لم تتوانَ الولايات المتحدة في التعامل بجدية مع هذا التهديد، إذ أدركت تماما مصداقية أنصار الله خصوصا بعد تنفيذهم لعمليات هجومية عديدة مثل الهجوم على حاملة الطائرات والفرقاطات والمدمرات ولذلك فقد استجابت الولايات المتحدة لهذه التهديدات وتجلى ذلك في تجنب إرسال سفن إلى مناطق التهديد، وهو ما يعكس إعادة تقييمهم للتهديدات اليمنية واتخاذهم تدابير وقائية لتفادي المخاطر المحتملة.

في الأيام الأولى للعدوان على غزة حاولت الولايات المتحدة عمل مناورات سياسية عبر دول وسيطة وعرضت إغراءات سياسية وتهديدات اقتصادية، ترهيب وترغيب وتهديد عبر استخدام الورقة الاقتصاد كوسيلة ضغط والتهديد بشن حرب على اليمن، لكن صنعاء تمسكت بمواقفها الصارمة خصوصا فيما يتعلق بدعمها لغزة، مما زاد من قناعة الولايات المتحدة بصلابة الموقف، هذا الرفض الصارم يعكس قوة موقف الجيش اليمني وإصراره على التمسك بمواقفه رغم الضغوط الامر الذي عزز من صورته كقوة إقليمية تواجه التحديات بتصميم وجرأة، ليضيف طبقة من التعقيد إلى التوازنات الاستراتيجية في المنطقة.

لقد كان الهدف الأساسي لأمريكا من تلك المناورات السياسية قياس مستوى استعداد صنعاء للدخول في مفاوضات جادة واختبار قدرتها على التفاعل مع هذه المبادرات من خلال هذه الخطوات، كانت واشنطن تسعى إلى معرفة مدى استعداد صنعاء للمساومة أو التنازل في مواقفهم الاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بدعمهم للمقاومة في غزة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت الولايات المتحدة تحاول تقييم مدى جاهزية صنعاء لخوض المعركة ومهاجمة السفن العسكرية والتجارية التابعة للعدو في البحر الأحمر، واختبار مدى قدرة صنعاء على تنفيذ تهديداتها.

هذا التقييم كان يهدف أيضا إلى فهم درجة الثبات التي يتمتع بها أنصار الله عند مواجهة الضغوطات والإغراءات، مما يساعد واشنطن في صياغة استراتيجيات أكثر دقة وفعالية للتعامل مع الوضع في اليمن.

النتائج التي توصلت إليها الولايات المتحدة من خلال هذه التحركات كشفت عن درجة عالية من الجدية والجاهزية لدى صنعاء ولم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق اي اختراق يذكر من حيث التوصل لنتائج معينة تستطيع من خلالها بناء موقف للتعامل مع أنصار الله.

لم تفشل الولايات المتحدة سابقا كما فشلت في اليمن عسكريا واستخباراتيا لأنها تواجه خصما يعرف جيدا اساليبها المختلفة، فمثلا تسعى المخابرات الأمريكية بشكل دائم إلى قياس وتقييم خصومها من خلال مجموعة من الأدوات والوسائل التي تشمل المفاوضات، الإغراءات، والتهديدات. هذه الأساليب تُستخدم لتحديد حدود وقدرات الأعداء، وتقدير ردود أفعالهم المحتملة ايضا التفاوض كوسيلة لتحليل الخصوم فمن خلال المفاوضات، تسعى الولايات المتحدة إلى اختبار المرونة والاستجابة لدى الخصوم فهي تُتيح فرصة لفهم مدى استعداد الأطراف الأخرى للتنازل أو تعديل مواقفهم مقابل مكاسب معينة عبر هذه العملية، يمكن للولايات المتحدة جمع معلومات حول النقاط الضعيفة والقوية لدى الأعداء، مما يساعد في وضع استراتيجيات أكثر فعالية.

كذلك من خلال الإغراءات تحاول أمريكا تحديد حدود التفاهم وكوسيلة لتقدير مدى اهتمام الخصوم بالمكاسب المعروضة من خلال تقديم عروض مغرية، تسعى الولايات المتحدة إلى قياس مستوى استعداد الأعداء للتعاون ونجاح هذه الاستراتيجية يمكن أن يكشف عن مدى تأثير التهديدات أو المغريات على سلوك الخصوم واستراتيجياتهم.

بالإضافة إلى التهديدات التي تُعتبر أداة قوية لقياس استجابة الأعداء وقدرتهم على التعامل مع الضغوطات. من خلال تقديم تهديدات ملموسة، تقيم الولايات المتحدة مدى جدية الأعداء في اتخاذ إجراءات دفاعية أو هجومية. كما تساعد هذه الاستراتيجية في اختبار درجة التوتر التي يمكن أن يتحملها الخصم قبل اتخاذ خطوات تصعيدية.

واخيرا تحليل النتائج وتعديل الاستراتيجيات

استنادا إلى نتائج هذه الأدوات، تقوم الولايات المتحدة بتعديل استراتيجياتها بما يتناسب مع طبيعة ردود أفعال الخصوم.

التحليل الدقيق للمفاوضات، الإغراءات، والتهديدات يوفر رؤية معمقة حول كيفية التعامل مع الأعداء بشكل أكثر فعالية.

هذا يمكن أن يشمل زيادة الضغط أو تقديم المزيد من الحوافز حسب الحاجة. باختصار، تعد استراتيجيات التفاوض، الإغراءات، والتهديدات وسائل أساسية في تقييم وتحليل خصوم الولايات المتحدة، مما يمكنها من تحديد نقاط القوة والضعف لدى الأعداء وتعديل استراتيجياتها لتلبية المتغيرات والتحديات على الساحة الدولية.

لكنها فشلت في الخروج بنتائج لصالحها عندما تعاطت بهذه الاستراتيجية مع صنعاء سوى نتيجة واحدة وهي “الحوثيون ايديهم خفيفة على الزناد” واجمالا يمكننا القول إن التجربة اليمنية اظهرت أن صنعاء قد نجحت في تحقيق قوة ردع فاعلة وغير متوقعة، مظهرة استعدادا وقدرة على مواجهة التهديدات الإقليمية والدولية بفعالية.

من خلال تعزيز استراتيجياتها العسكرية وتكتيكاتها المتطورة، أظهرت اليمن قدرتها على تغيير مجريات الصراع وتحدي القوى الكبرى.

*نقلا عن : السياسية

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
قراءةٌ في تشكيل حكومة "التغيير والبناء" وبرنامج عملها
الجبهة الثقافية
نوح جلّاس
ارتفاع العجز المالي والتضخم وتعاظم الديون.. الأزمات الاقتصادية تحاصر العدو الصهيوني
نوح جلّاس
صادق البهكلي
تجويع الشعوب .. استراتيجية أمريكية لاستمرار الهيمنة والتسلط
صادق البهكلي
الجبهة الثقافية
حكومة "التغيير والبناء": الميزات والتحديات
الجبهة الثقافية
د.نجيب علي مناع
حكايات غزة المُغيبة .. شهادة الوفاة أسرع من شهادة الميلاد
د.نجيب علي مناع
إسماعيل المحاقري
قراءة في تشكيلة الحكومة اليمنية الجديدة
إسماعيل المحاقري
المزيد