د.عبدالعزيز بن حبتور
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.عبدالعزيز بن حبتور
ماذا نسمي موقف الحكام والنخب الثقافية العربية في أثناء معركة طوفان الأقصى المبارك
خطاب الأكاذيب ل نتنياهو في الكونجرس الأمريكي الصهيوني
أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
معركة طوفان الأقصى بقطاع غزة عرت وفضحت بعض العرب لانتمائهم للعروبة والإسلام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني البطل
روسيا والصين المحور الثاني للعالم في القرن الواحد والعشرين
السياسيون الحزبيون الألمان يخدعون ويكذبون ويخونون شعبهم الألماني الصديق
طُوفان الأقصى المقدّس وجرائمُ العَدو الصُهيوني أَيَقظَ وَعي وَضَمير العالم
الطيار آرون بوشنل أثبت موقفاً إنساني أخلاقي من أمام سفارة الكيان الصهيوني في واشنطن
إعلان عدواني بحري بحلف جديد مكوّن من تِسع دُول أَجنبية، وعاشِرها مُنتجعُ مَملكة البحرين

بحث

  
صنعاء تخسرُ أحدَ أبنائها الأبرار الدُّكتُور مُحمَّد عبدالله إسماعيل الكبسي
بقلم/ د.عبدالعزيز بن حبتور
نشر منذ: 6 أيام و 3 ساعات و 30 دقيقة
الخميس 13 فبراير-شباط 2025 07:01 م


*ودَّعتِ العاصمةُ اليمنيَّةُ المُباركةُ الحبيبَ الدُّكتُور/ مُحمَّد بن عبدالله بن إسماعيل الكبسي يومَ الأحد بتارخ 19 يناير / 2025 م، في لحظاتٍ مَهيبةٍ حزينةٍ وباكيةٍ على أحدِ أبنائها الصَّنادِيدِ الأوفياء .. هذه الشَّخصيَّةُ الَّتي وقفتْ في جميعِ مراحلِ حياتِها معَ الحقِّ كقضيَّةٍ محوريَّةٍ طيلَةَ حياتِها المليئةِ بالإنجازاتِ المُشرِّفةِ له، ولأسرتِهِ الهاشميَّةِ الكريمةِ، وحتَّى لحظةِ مُفارقتِهِ الحياةَ الفانيةَ.

*تعرفتُ عليه في مدينةِ عَدَن حينَما كنتُ أشغلُ منصبَ نائبِ رئيسِ جامعةِ عَدَن في النِّصفِ الثاني من تسعينيَّاتِ القرنِ العشرينَ، وأتذكَّرُ أنَّنا أقمْنا عملاً ونشاطاً تنويريَّاً تعبويَّاً مُشتركاً لصالحِ جمعِ مليونَي قلم رصاصٍ لأطفالٍ العِراقِ حينَما حاصرتِ الولاياتُ المُتَّحدةُ الأمريكيَّةُ الصُّهيونيةُ جُمهُوريةَ العِراقِ الشَّقيقةِ وشعبِها الأبيّ ، وكانَ الدُّكتُور / الكبسي أحدَ أهمِّ عواملِ نجاحِ تلكَ الأنشطةِ والفعاليَّاتِ في تلكَ الفترة.

تعزَّزتِ العلاقةُ الأخويَّةُ، والكفاحيَّةُ بينَنا حينَما عُيِّن وكيلاً لمُحافظةِ شبوةَ، وتبادلْنا الزياراتِ الأخويَّةَ المُستمرَّةَ، والتَّنسيقّ للعملِ السِّياسيِّ المُشتركِ، وأتذكَّرُ أنَّنا اشتركْنا معاً في قيادةِ الحملةِ الانتخابيَّةِ الرئاسيَّةِ في العامِ 2006م في مُحافظةِ شبوةَ من خلالِ نُزُولِنا السِّياسيِّ والثَّقافيِّ، والتَّنظيميِّ والجماهيريِّ الجماعيِّ إلى مُديريَّاتِ المُحافظاتِ المُختلفةِ ، ومن خلالِ وضعِ برنامجِ النُّزُولِ الانتخابيِّ المُشترك.

*يمتلكُ الدُّكتُورُ الكبسي رُؤيةً سياسيَّةً، وثقافيَّةً، وقانونيَّةً وطنيَّةً شامِلةً عَلَى مُستوى الوطنِ اليمنيِّ من خلالِ ما قدَّمهُ من كتاباتٍ ومقالاتٍ وأبحاثٍ وكُتُبٍ، وهو بذلك يُوثِّقُ اقتناعاتِه الفكريَّةَ، والسِّياسيَّةَ الوطنيَّةَ في ورقٍ مكتُوبٍ؛ كي تكُونَ شاهِداً للتَّاريخ، وأحدَ مصادرِه المُتَّسِمةِ بالثِّقةِ والموضوعيَّةِ والشَّجاعة؛ كونُه ينتمي إلى أسرةٍ يمنيَّةٍ هاشِميَّةٍ مُثقَّفةٍ ، ومُنحازاً إلى رُؤيتِه الحزبيَّةِ السِّياسيَّةِ القوميَّةِ العربيَّةِ، وأنَّ اقتناعاتِه يجبُ أن يطَّلعَ عليها الأصدقاءُ، وأنصارُ فكرتِه، وكذلك خُصُومُه في المسارِ السِّياسيِّ الحزبيّ.

*في أوَّلِ لِقاءٍ بِهِ- عِنْدَ عودَتي مِنْ مُحافظةِ عَدَن إلى صنعاءَ – التقينا معاً هُنا بالعاصمةِ صنعاءَ في القصرِ الجُمهُوريّ، وكانَ فَرِحاً مُبتهِجاً وسعيداً جدَّاً جدَّاً جدَّاً بلقائِنا في تلكَ اللحظاتِ؛ أي ( بشوفتي على لهجةِ أهلِنا في مصرَ العُرُوبة) ، وأتذكَّرُ أنَّهُ قالَ لي: نعم يا بنَ حبتُور إنَّ مكانَكَ الطَّبيعيَّ والصَّحيحَ هُنا بينَ أهلِكَ الأحرارِ في العاصمةِ صنعاءَ، وليسَ بينَ الخَوَنَةِ والمُرتزَقةِ منَ اليمنيينَ في الرِّياض أو أبو ظبي.. أتذكَّرُ، وهوَ يُردِّدُ بودٍّ وحُبٍّ واعتزازٍ بلقائنا، وبصداقتِنا، وبتاريخِنا السِّياسيِّ المُشترك.

*إنَّ معنى قيمِ الصَّداقةِ والعلاقةِ الصَّادِقةِ – في جميعِ الأزمنةِ والأوقاتِ – هيَ القيمةُ المعنويَّةُ والإنسانيَّةُ العاليةُ جدَّاً، وهي رأسُمالٍ معنويٌّ عالي القيمةِ والمضمُونِ، هذا ما سعى إليهِ صديقُنا المرحُومُ الدُّكتُور مُحمَّد الكبسي في مسيرةِ حياتِهِ، وحملَ الفكرةَ بأبهى صُورِها للأجيالِ المُتعاقِبةِ منَ الأهلِ والأصدقاءِ، وكُلِّ مَن تعاملَ معَهُ.

في أثناءِ توليهِ مُهمَّتَهُ المُهمَّةَ قُبيلَ وفاتِهِ -رحمةُ اللهِ عليهِ -، وهيَ ترؤسُ اللجنةِ الدُّستُوريَّةِ في مجلسِ الشُّورى، كَانَ ديناميكيَّ الحركةِ والتَّواصُلِ معَ المسؤولينَ والمُؤسَّساتِ الحُكُوميَّةِ، يُجادِلُ بحرصٍ معَ جميعِ مَن يلتقيهم ويُحاورُهُم، ويعتبرُها مُهمَّةً حيويَّةً، في زمنِ العُدوانِ السُّعُوديّ الإماراتيِّ عَلَى الجُمهُوريَّةِ اليمنيَّةِ، وشعبِها المُجاهِدِ المُقاومِ الصَّبُورِ عَلَى كُلِّ تلكَ الكوارثِ الإنسانيَّةِ الَّتي حلَّتْ بِه؛ بسببِ العُدوانِ الغاشِمِ ، ولهذا وجدنَاه نشِطاً، ، مُتفاعِلاً، وحيويَّاً في جميعِ الاتِّجاهات.

*وعملَ بجدٍّ واجتهادٍ في مسارِ ومسيرةِ حياتِهِ حتَّى اللحظاتِ الأخيرةِ من عُمرِهِ الفانِي، بكُلِّ جدٍّ، وصبرٍ، وجَلَدٍ وإخلاصٍ قلَّ نظيرُهُ من قبل أقرانِهِ منَ المسؤولينَ الكُثُرِ في مسارِ حياتِهم، وواصلَ ذلكَ الجُهدَ حتَّى لفظَ أنفاسَهُ الأخيرةَ في منطقتِهِ وبينَ أهلِهِ وأحبائه وذويهِ في ضواحِي خَوْلَان الطِّيَال في طوقِ العاصمةِ صنعاءَ الأبيَّةِ.

إنَّ السِّيرَةَ الحَسَنةَ لصديقِنا المرحُومِ الحبيبِ الكبسي – رحمةُ اللهِ عليه – تحتاجُ منَّا إلى التَّفرُّغِ الجادِّ لجمعِ ما قدَّمَهُ من جُهُودٍ إداريَّةٍ وسياسيَّةٍ وخبراتيَّةٍ، وجمعَ اجتهاداتِهِ الفكريَّةَ بأنواعِها المُتشعِّبةِ من كتاباتٍ ومقالاتٍ وأبحاثٍ وكُتُبٍ كي تُحفظَ، وتُوثَّقَ في أضابيرِ تاريخِ العاصمةِ صنعاءَ، واليمنِ العظيمِ، وبذلكَ ستطمئنُّ رُوحُهُ وستُحلِّقُ في الرَّاحةِ الأبديَّةِ بينَ يدي اللهِ جلَّ جلالُه، وفي عُهدتِه.

*بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))

*صدق اللهُ العظيم.

*رحمَ اللهُ العليُّ القديرُ فقيدَ اليمنِ الكبيرَ الحبيبَ الدُّكتُور/ مُحمَّد بن عبدالله بن إسماعيل الكبسي بواسِعِ رحمتِهِ وألهمَ أهلَهُ وذويهِ ومُحبِّيهِ وأصدقاءَه الصَّبرَ والسُّلوان.. إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ من راجعون ..

}وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ }*

 

*عُضو المجلس السِّياسيِّ الأعلَى

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الثورة نت
بعد القدس الدور على مكة.. قراءة في كتاب العودة إلى مكة
الثورة نت
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
لا ميديا
«مواقع النجوم».. محمد الضيف
لا ميديا
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
أحمد عبدالله الرازحي
رسائل ترمب للعرب من قرار التهجير.. هل تُمررها الأنظمة والشعوب؟!
أحمد عبدالله الرازحي
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
العنفوان اليمني .. من طرد المارينز إلى معركة الطوفان
الجبهة الثقافية
الثورة نت
دور الشباب في فلسطين
الثورة نت
يحيى الشامي
التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية: تهجير قسري وإعدام لفكرة الدولة الفلسطينية
يحيى الشامي
حسن نافعة
خيارات حماس في مفاوضات المرحلة الثانية
حسن نافعة
صلاح الشامي
مقابل التغوّل الأمريكي .. هل يتوحد العالم للمواجهة؟
صلاح الشامي
يحيى الشامي
السيد القائد: فرز المواقف وإسقاط الذرائع
يحيى الشامي
المزيد