بعد أربع سنوات من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن يمكننا اليوم وبكل فخر أن نتحدث عن اليمن القوي، اليمن الذي يواجه عدواناً وحصاراً أمريكياً صهيونياً بريطانياً وأدواتهم من السعودي والإماراتي، أمتص الضربة وتحول من المدافع الى المهاجم وبقوة.
القيادة العامة للقوات المسلحة اليمنية افتتحت معرض الشهيد الرئيس صالح الصماد للصناعات العسكرية، حيث أزاحت الستار عن أسلحة جديدة منها صواريخ باليستية ومجنحة، وكذلك كشفت عن جديد الصناعات الحربية لسلاح الجو المسير، بينما السعودية تستورد الأسلحة من معظم دول العالم وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية بترليونات الدولارات، ونالت السعودية مرتبة ثاني دولة في العالم في شراء واقتناء الأسلحة.
تقارير دولية اشارت الى انه خلال السنوات الخمس الماضية استوردت دول الشرق الأوسط 32% من إجمالي صادرات السلاح في العالم، وجاءت السعودية بعد الهند في المركز الثاني عالمياً في قائمة الدول الأكثر استيراداً للأسلحة خلال تلك الفترة، مع ارتفاع بلغت نسبته 225% وذلك حسب تقرير أصدره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري).
ومع كل هذه الترسانة العسكرية الضخمة إلا ان النظام السعودي لم يستطع ان يحقق بها نصرا أو انجازاً عسكرياً يذكر سوى استهداف المدنيين والبنية التحتية، والمراكز والأماكن الأثرية اليمنية، ليس هذا الفشل وحسب وإنما اصبحت السعودية عاجزة اليوم عن حماية نفسها، فقد فشلت دفاعاتها وكل أنظمتها العسكرية فشلا ذريعا ولم تستطع ان تكشف وتسقط الصواريخ الباليستية اليمنية والطيران المسير الذي اصبح اليوم يتنزه بشكل شبه يومي داخل الأراضي السعودية ويحقق أهدافه بدقة عالية وباعتراف النظام السعودي نفسه.
اتهم اليمن مرارا وتكرارا بأن سلاحه إيراني، لكنهم يعلمون علم اليقين ان السلاح الذي يقصفهم اليوم صناعة يمنية خالصة، فهم من يفرضون الحصار الشامل جواً وبراً وبحرا، والأمريكي يعرف أكثر مننا بأن السلاح يمني وان اليمن اليوم غير يمن الأمس، وإن العقل اليمني اصبح ينافس شركات التصنيع العالمية، فالحرب الى جانب كونها عسكرية، هي حرب عقول، وهذا ما يخاف منه الأمريكي وبشدة.
تحاول السعودية ان تنسب هوية الأسلحة اليمنية لإيران، في محاولة منها للتخفيف من وجع الهزيمة، وللتقليل من قدرة العقل اليمني، لكنها وللعام الخامس على التوالي من عدوانها وحصارها على اليمن لم تستطع ان تكشف للعالم عن قطعة سلاح او طلقة ايرانية واحدة.
افتقار السعودية لعوامل بناء الدولة الحديثة يجعلها تبحث عن اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، بناء الإنسان في السعودية آخر اهتمامات النظام السعودي، كل ما يهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو كيف يقدم نفسه على انه رجل التغيير، والرجل القوي كونه وزير الدفاع، لكنه يفشل مرة بعد أخرى، وعاماً بعد آخر، ها هو اليوم يغطي على فشله بفعاليات هيئة الترفية التي يصرف عليها 60 مليار دولار، ما جعل فشله يتعاظم اكثر، وانتقادات واسعة طالته، حيث وانه يحرم المواطن من خيرات وثروات هذا البلد، تصرف الأموال على سلاح لا يحميهم ولا يحقق لهم اي نصر، وترفيه مشوه لا يستفيد منه المواطن.
اليمن القوي لا ينتصر اليوم عسكرياً فقط، وإنما الجانب المعلوماتي والإستخباراتي أثبت مدى قوة اليمن وفرض نفسه كقوة على مستوى العالم، لليمن معلوماته بجهد ذاتي، وبينما للسعودية دعم استخباراتي ولوجستي ومعلوماتي امريكي بريطاني صهيوني، فانتصر العقل اليمني على كل هذه القوى مجتمعة، وأصبحت السعودية اليوم تستقي أخبار ضربها من الجانب اليمني بعد ان تُنفذ العلميات وتحقق أهدافها.
سيتورط النظام السعودي أكثر إذا استمر في معركته الخاسرة، في المقابل ستتعاظم قدرة اليمن عسكرياً.
«كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»