عجزت أمريكا وبقرتها الحلوب السعودية ونعجتها المدللة الإمارات عن إلحاق الهزيمة بالشعب اليمني واستعمار اليمن رغم استخدام القوة المفرطة والحرب الشاملة فقررت أمريكا ان تستفيد من تحالفها مع السعودية وتعويض فشلها بنشر قواتها العسكرية في السعودية تحت عنوان حماية مصالحها في المنطقة وتعزيز تواجدها لمواجهة الصراع الإقليمي الذي يجري مع ايران مع ان المسافة بين مضيق هرمز وقاعدة سلطان بن عبد العزيز في الرياض تقدر بألاف الكيلو مترات ولا يمكن ان تفيد أمريكا بشيء في صراعها مع ايران فظهر للجميع أن تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في السعودية لا علاقة له بالصراع مع إيران إلاّ في حالة واحدة هي تعزيز القدرات العسكرية والتواجد الأمريكي في السعودية لمواجهة أي خطر إيراني محتمل مع ان المنظومات العسكرية الأمريكية فشلت في التصدي للأسلحة اليمنية التي صنعت حديثاً فكيف ستتعامل مع الأسلحة الإيرانية؟
خلال هذه الأيام أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنه يجري نشر قوات أمريكية في السعودية للدفاع عن المصالح الأمريكية في مواجهة ما وصفتها بتهديدات ناشئة لم تسمها حيث وصلت الى الرياض قوات عسكرية أمريكية لم يتم الإعلان عن حجمها الحقيقي ولا عن مهامها الا ان المؤشرات تقول ان الهدف من ارسال هذه القوات هو السيطرة الأمريكية المباشرة على السعودية عسكرياً وأمنياً خصوصاً أن الجميع يعرف أن السعودية مستعمرة اقتصادياً وسياسياً من قبل أمريكا وأن الملك سلمان وولي عهده يخضعون للرئيس الأمريكي ترامب ويخدمونه في المنطقة أكثر من قوات البنتاغون
كل المبررات التي يرددها الساسة السعوديون والأمريكيون في وسائل إعلامهم غير منطقية لأن تواجد القوات الأمريكية على الأراضي السعودية هو احتلال ولا يمكن أن يكون غير ذلك فالسعودية هي التي تشن حرباً على اليمن وليس العكس والسعودية لم يحصل بينها وبين ايران أي عمليات عسكرية ما عدا الصراع الإعلامي والسياسي والاقتصادي ولكن أمريكا تستغل الموضوع الذي هو تخوف وقلق ال سعود من ايران ومن أنصار الله في اليمن الذين تتهمهم أمريكا والسعودية أنهم ذراع ايران وهم ينفون ذلك دائماً ويؤكدون أن عمليات الجيش اليمني واللجان الشعبية تأتي في إطار الرد والردع في مواجهة العدوان
منذ مارس 2015 وامريكا والسعودية والإمارات ومن تحالف معهم يشنون عدواناَ شاملاً ضد اليمن بحجة إعادة ما تسمى شرعية هادي والحد من التمدد الفارسي الإيراني في اليمن ومحاربة الانقلاب الحوثي المزعوم ومع مرور أكثر من أربع سنوات من العدوان الذي أهلك الحرث والنسل وقتل الشعب اليمني ودمر البنية التحتية وحاصر الشعب اليمني اقتصادياً ورغم ذلك فشلوا في تحقيق أهدافهم فكانت النتيجة بعد أكثر من أربع سنوات أن أرسلت أمريكا قواتها إلى السعودية بحجة حماية مصالحها وتعزيز تواجدها في المنطقة بطلب من النظام السعودي الذي لا يساوي حاكما من حكام الولايات الأمريكية في نظر إدارة البيت الأبيض
هناك بعض الأسباب التي دفعت أمريكا لإرسال قواتها الى السعودية اولاً استغلال الصراع الإقليمي مع ايران وتعزيز تواجدها وأطماعها الاستعمارية في المنطقة وكذلك فشل أسلحتها ومنظوماتها الدفاعية في التصدي للأسلحة اليمنية الصاروخية والطائرات المسيرة وكذلك فشل وهزيمة العدوان في اليمن فكان لا بد من تعزيز تواجدهم العسكري لدعم الجيش السعودي المهزوم نفسياً وعسكرياً وكالتزام أمريكي للسعودية في الوقوف الى جانبها وحمايتها من أي خطر محتمل يتربص بها من ايران او من غيرها ولا شك ان العمليات النوعية التي ينفذها الجيش اليمني ضد السعودية أجبرت آل سعود على الاستنجاد بأمريكا لإنقاذهم ومساعدتهم فكان لا بد من إرسال قوات أمريكية الى الرياض رغم أن تواجدها لن يحد ولن يمنع الضربات اليمنية
وفي كل الأحوال مهما كان الهدف لا جديد في الموضوع سوى ان أمريكا اعترفت بشكل مباشر انها هي التي تعتدي على اليمن واعترفت ايضاً بشكل غير مباشر أن التطور العسكري للجيش اليمني أثار قلقهم وأكدت ان السعودية مجرد حذاء لأمريكا وأثبتت ان الشعب اليمني لا يمكن أن يقهر أو يهزم وبما أن الهدف الرئيسي للعدوان على اليمن هو الاستعمار ولم يتحقق فكان لا بد من إحراز نتيجة بالنسبة لأمريكا وهو استعمار السعودية بشكل مباشر وقد فعلت ذلك.