ما شهدته عدن مؤخرا ًمن احداث دموية بين مرتزقة الإمارات “عصابات المجلس الانتقالي”.. وبين مرتزقة السعودية “قوات هادي” ليس سوى مسرحية هزلية في مشهدها وفصلها الثاني حيث كان مشهدها او فصلها الأول قد جرى عرضه في نهاية يناير 2018م بين نفس العصابات، رغم أنه في كل فصل تكون هناك ذرائع واسباب واهية وباطلة، ففي الفصل الأول كانت الذرائع اسقاط حكومة بن دغر لعجزها عن تقديم الخدمات للمواطنين حسب زعمهم، ولكن الحقيقة غير، والأهداف والدوافع ابعد من هذا كله.
فالحقيقة هي ايجاد مكون سياسي جنوبي يطالب بانفصال الجنوب، تحت عنوان استعادة الجنوب العربي، وما حصل مؤخرا ًفي عدن من احداث دموية مؤسفة بين المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا ًوبين قوات هادي المدعومة سعوديا ًوالتي استطاعت عصابات الانتقالي السيطرة على جميع المعسكرات والمؤسسات الحكومية في عدن حتى وصولها الى قصر المعاشيق مقر حكومة هادي، لم يكن الهدف اسقاط الشرعية كما يقولون، بل تأكيد وتثبيت المجلس الانتقالي كمكون سياسي جنوبي وممثل للجنوب في أي مفاوضات وحوارات سياسية قادمة، اما الشرعية التي يدعون اسقاطها فلم تكن موجودة من الأساس، فأي شرعية تم اسقاطها !
فهذه الشرعية سقطت بتقديم هادي وبحاح وأعضاء حكومته وهروبهم الى عدن وبعدها الى فنادق الرياض.
هذه الشرعية اسقطت بارتكاب الخيانة العظمى بحق الوطن وتأييدهم للعدوان والحرب على اليمن بل ومشاركتهم له.
فالشرعية ليست سوى شماعة يتم عبرها قتل اليمنيين وتدمير اليمن واحتلال أراضيه وانتهاك سيادته ونهب ثرواته.
فكل الأحداث التي شهدتها عدن في 2018م وما شهدته مؤخرا ًالمستهدف من ورائها هو الوحدة اليمنية، وتفكيك النسيج الاجتماعي اليمن عن طريق زرع ثقافة الحقد والكراهية والمناطقية بين ابناء الوطن الواحد ومنها عمليات طرد وتهجير ابناء المحافظات الشمالية من قبل مرتزقة الامارات، والتي شهدتها عدن وبعض المحافظات الجنوبية بعد مقتل ابو اليمامة في الأول من اغسطس جراء العملية العسكرية التي نفذها الطيران المسير والقوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، وكذا ما شهدته من عمليات اقتحام منازل شخصيات محسوبة على السعودية واغلبهم من محافظتي أبين وشبوة من قبل عصابات الانتقالي مرتزقة الإمارات بقيادة الزبيدي وبن بريك وهذا يعيد لنا نفس سيناريوهات احداث يناير 86م المشؤومة بين الزمرة من ابين وشبوة اصحاب علي ناصر والطغمة من لحج والضالع اصحاب البيض وصالح مصلح وشايع، فكل هذه الأحداث تأتي وفق مخطط أعده العدو مسبقا ًويسعى لتنفيذه عبر مرتزقته في المجلس الانتقالي وحكومة الفار هادي، وهو تقسيم وتفتيت اليمن الى دويلات وكانتونات صغيرة متناحرة ومختلفة ،ليتسنى له تحقيق اهداف عدوانه على اليمن وهو احتلال اليمن والسيطرة على سواحله وشواطئه واحتلال جزره وإقامة قواعد عسكرية عليها وهذا ما يجري تنفيذه الآن في سقطرى وميون وباب المندب وبالتالي يجب علينا جميعا ًأن نحافظ على الوحدة اليمنية وعلى سيادة واستقلال وتراب وطننا، فالوحدة هي عزتنا وقوتنا وبها تكون لنا كلمتنا ومكانتنا بين الدول والشعوب، والحفاظ عليها واجب على جميع ابناء اليمن شماله وجنوبه، شرقه وغربه، وان يتم حل ّمشاكلنا بالحوار اليمني اليمني بدون تدخل خارجي في شؤوننا، والوطن يتسع لجميع ابنائه الوطنيين الشرفاء والمخلصين .
وعاش اليمن حراً ابيا ً، والخزي والعار للخونة والعملاء.