لم يكن الفساد في يوم ٍمن الأيام فسادا ًعفويا ً،بل فسادا ًمنظما ًويدعمه لوبي كبير في سلطات الدولة، لدرجة أنه أصبح سرطانا مستشرياً في جميع مفاصل وهياكل مؤسسات ودوائر الحكومة، وهو إرث عقود من الزمن، وللقضاء عليه يجب أن تتوفر الإرادة والقيادة الجادة والفاعلة التي تعمل بصدق ومسؤولية بعيدا ًعن المزايدة والهرطقات الإعلامية التي لطالما سمعناها مرارا ًوتكرارا في السابق،
واليمن اليوم وهو يخوض معركة الدفاع عن الأرض والعرض والعزة والكرامة منذ خمس سنوات ضد تحالف العدوان السعو صهيواماريكي ،فإنه كذلك يخوض معركة لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، إن لم تكن أهم ،وهي معركة تأسيس وبناء الدولة الحديثة دولة النظام والقانون دولة العدل والمساواة، والتي وضع أساسها وارسى مداميكها الرئيس الشهيد صالح الصماد بإعلان مشروعه (يد ٌتحمي ويد تبني )في 26 مارس 2017م ،وعمَّدها بدمه الطاهر الذي روى تراب اليمن عندما استهدفته غارة الحقد والاجرام السعودي الصهيوني في محافظة الحديدة، وعهدا ًوتنفيذا ًلوصية الشهيد الصماد تم تبني مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة من قبل الرئيس مهدي المشاط في 26مارس 2018م.
ومضيا ًفي مسار معركة البناء والتطور والعدالة والتي تكون بدايتها محاربة الفساد والقضاء عليه والتي دشن أولى مراحلها الأخ الرئيس مهدي المشاط بمكافحة الابتزاز والرشوة والاستغلال غير المشروع لاحتياجات المواطنين، وما اكثر حالات ومظاهر الابتزاز والاستغلال التي يتعرض لها المواطن المسكين من قبل موظفي ومسؤولي المؤسسات الخدمية الحكومية ابتداء ًمن نقاط التفتيش الأمنية والتي يتعرض أصحاب ومالكو السيارات الأجرة وسيارات النقل والقاطرات الثقيلة لابتزاز أفراد وضباط هذه النقاط وعرقلتهم لعدة ساعات وتحت أعذار واهية وقبيحة ،وكذا ما يتعرض له المواطن من ابتزاز واستغلال في اقسام الشرطة ونيابات ومحاكم القضاء، وفي المستشفيات وفي بقية الوزارات حدث ولا حرج ،فالمواطن اليمني الصابر والصامد يتعرض لأبشع مظاهر الابتزاز وفرض الإتاوات عليه في من قبل المتهبشين الذين يبتزون ويستغلون أصحاب المحلات والمطاعم والورش والمباني قيد الإنشاء وغيرها الكثير الكثير ،فمعركتنا اليوم معركة كبرى وملحمة ستؤسس لبناء دولة حديثة قوية دولة مؤسسات ونظام وقانون ،
وهذه المعركة ليست معركة الحكومة فقط بل هي معركتنا جميعا ً،فعلى الموطن التعاون مع الدولة من خلال رفضه دفع الرشاوى بل والإبلاغ عن أي موظف أو مسؤول يبتز او يستغل حاجات المواطنين خاصة ًوقد جاءت توجيهات القيادة السياسية بضرورة مكافحة ظاهرة الرشوة والابتزاز والاستغلال ،بل وتم تخصيص غرفة عمليات تتبع رئاسة الجمهورية ورقم مجاني لتلقي شكاوى المواطنين ،فكما لبى الشعب لنداء الواجب وتعاون مع القيادة في معركة الدفاع عن الأرض والعرض والشرف ضد تحالف العدوان، عليه اليوم أن يستجيب لنداء القيادة في مكافحة الفساد والرشوة والابتزاز الذي اطلقه الرئيس المشاط في خطابه الأخير خلال تدشين المرحلة الأولى لمكافحة الفساد ،من أجل تحقيق النصر في بناء دولة المؤسسات دولة العدالة والمساواة دولة النظام والقانون،(دولة من أجل الشعب لا شعب من اجل الدولة )كما قال الشهيد الصماد سلام الله على روحه الطاهر .
وعاش اليمن حرا ًأبيا ً،والخزي والعار للخونة والعملاء.