واليمن على مشارف عام سادس من الحرب والعدوان والحصار الذي تقوده السعودية والإمارات، ورغم كل المبادرات التي قدمها المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، من أجل تحقيق السلام، يأتي تصعيد قوات التحالف مع مرتزقتهم في جبهات نهم ومارب والجوف.
في إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن، قال غريفيث” إن الحرب الجوية في اليمن انخفضت بنسبة 80 %“، وتابع بالقول ” إن التسعة الأيام من يناير من العام الجديد لم يشهد أي غارة جوية“، هذا كان كلام غريفيث ،وهو ما دحضه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد سريع.
وبعد كل هذا يأتي تصعيد تحالف العدوان ومرتزقتهم في جبهات نهم وصرواح والجوف ،والتي شهدت زحوفات عسكرية على مواقع الجيش اليمني ولجانه الشعبية، وكذا شن ّطيران التحالف عشرات الغارات على نهم وصنعاء وصرواح والجوف، وهو ما استدعى الجيش اليمني ولجانه الشعبية القيام بواجبهم، في الدفاع والتصدي لزحوفات وهجمات التحالف ومرتزقته، وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتحقيق انتصارات عسكرية في عدة محاور.
فالتحالف ومرتزقته يقومان بعمليات انتحارية ،بتصعيدهم في هذه الجبهات ،لأنهما وطيلة الخمس سنوات فشلا في تحقيق انتصارات تذكر في هذه الجبهات، في وقت كان التحالف ومرتزقته في أوج قوتهم، وتوحد كلمتهم، فما بالك اليوم بعد أن تفرقا واختلفت مصالحهم ،وبدأت التصفيات والانتقامات بينهم، سواء ًفي أبين وعدن وشبوة وما ضربة مارب الأخيرة التي سقط فيها أكثر من 200 قتيل وجريح من ألوية هادي الرئاسية ليست عنا ببعيد!!
وقد جاء هذا التصعيد وهذه الزحوفات وغارات الطيران بعد احاطة غريفيث وتفاؤله بانخفاض غارات الطيران، والهدوء النسبي الذي تشهده الجبهات ،وكذا كان هذا التصعيد في ظل وجود سفراء الاتحاد الاوروبي وفرنسا وهولندا في العاصمة صنعاء، والتي تحمل هذه الزيارة عدة رسائل، وهذا دليل على أن التحالف لا يريد انهاء الحرب والعدوان واحلال السلام في اليمن.
فمبادرة السلام التي أعلن عنها الرئيس مهدي المشاط في 21سبتمبر 2019م،قد مضى عليها أربعة أشهر، وللأسف فإنها قوبلت بالنكران ، وعدم مقابلتها بالمثل أو أحسن منها، بل إن التحالف السعودي الإماراتي لا يزال يعمل على التصعيد وعرقلة جهود تحقيق السلام ،بل إن هذا التحالف يمارس أعمالا إجرامية في المحافظات الجنوبية التي يحتلها، واستمراره في فرض الحصار الاقتصادي ،واغلاق مطار صنعاء أمام الحالات الإنسانية، وكذلك تقوم السعودية والامارات بعمل ممنهج لتدمير الاقتصاد اليمني، ومنها تدمير العملة اليمنية ،من خلال انزال كميات كبيرة من الطبعات الجديدة التي طبعها بنك عدن دون غطاء نقدي.
فكل هذه الأعمال التي يقوم بها التحالف السعوصهيوامريكي، لا تخدم السلام، بل إنها عبارة عن براميل ملغومة في طريق تحقيق السلام الدائم والشامل في اليمن.
وعلى التحالف السعودي الإماراتي ومرتزقتهم وأسيادهم الامريكان والصهاينة أن يعلموا أن اتفاقية السلام لن تظل قائمة إلى ما لا نهاية ،وأنه سيتم اعلان انتهائها في أي لحظة.
وعاش اليمن حرا أبيا،والخزي والعار للخونة والعملاء.