في محاضرته الرمضانية السابعة عشرة والأولى عن ذكرى غزوة بدر الكبرى تحدث السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله عن الأوضاع الصعبة والتحديات التي واجهت الرسول الأكرم في بداية رسالته السماوية والتي واجهها من ذلك المجتمع الكافر الذي كان على رأسه قريش ، حيث سعوا للتصدي لهذه الرسالة بكل الوسائل وصولاً إلى محاولة اغتياله لكن الرسول صلوات الله عليه وآله ثبت وصمد واستمر في أداء رسالته العظيمة.
وأمام كل تلك التحديات والمخاطر كان يمتلك الرسول الكثير من نقاط القوة ومنها الحكمة والرشد والشجاعة والإيمان بالله والدعم الإلهي له .
من يترك فريضة الجهاد هل هو أحكم وأرشد من رسول الله ؟
ثم تطرق إلى محور هام وهو الرد على بعض الحجج والذرائع التي يتذرع بها البعض اليوم ويقدمها كمبررات لترك فريضة الجهاد و سكوته أمام الطغاة والمستكبرين و الجهاد ضدهم وجاءت الردود كالتالي :-
– الرد الأول :- هل كان رسول الله ينقصه الحكمة حتى يبرر الجامدون سكوتهم وخنوعهم أمام الطغاة ويقدموا أنفسهم كحكماء أكثر من رسول الله؟.
– الرد الثاني :- هل كان رسول الله يفتقد للرشد حتى يقدم الساكتون والمتنصلون عن المسؤولية أنفسهم بأنهم ارشد من رسول الله ؟
– الرد الثالث :- هل تغير الزمان حتى نقول أن ذلك كان في عهد رسول الله فقط؟.. لا بل اليوم أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل يسعون لاستهداف الأمة والإسلام والقران ، طبعا لا فالموقف الصحيح هو موقف الرسول الأكرم وهو التحرك والجهاد ضد الطغاة والظالمين .
– الرد الرابع :- إذا كان من ينادون للجمود والسكوت اعتراهم اليأس والإحباط فالرسول الأكرم تحرك في أصعب الظروف وبدون إمكانيات وانتصر على قوى الطاغوت والاستكبار وهو ما يجب أن نستفيد منه .
• ثم أشار إلى نقطة هامة أخرى ودائما يكررها في محاضراته وخطاباته، وهي أن الصراع بين الحق والباطل سُنَّة إلهية ولا يمكن الهروب منها ولن يسلم منها الساكتون والمتخاذلون ، بل هي صراع إيجابي في حماية الناس ودفع الظلم والظالمين عن استعبادهم للامة.
الطائفتين التي وعد الله بهما لرسول الله
ثم انتقل السيد القائد إلى الحديث عن يوم الفرقان وشرح معنى قوله تعالى ” وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ”
فقال أن الطائفة الأولى هي طائفة القافلة التي كانت قريش تريدها في تمويل عملية ضد رسول الله .
والطائفة الثانية هي المواجهة العسكرية مع جيش قريش الذين كانوا قد أعدوه ؛ لكن إرادة الله وحكمته اختارت المواجهة العسكرية.
تصحيح محاولات تشويه الرسول الأكرم فيما يتعلق بقافلة قريش
وفي نقطة القافلة تطرق السيد إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أن القافلة كانت تحضرها قريش لتمويل عملية ضد رسول الله صلوات الله عليه وآله في سياق محاربته وللآسف غيبت هذه النقطة الهامة من مناهجنا وقدمت الوهابية رسول الله في هذا الموضوع بطريقة خطيرة لتشويه رسول الله بشكل غير مباشر حيث حاولوا الإيحاء وكأنه قاطع طريق فقط، عندما يروون في الكتب والمناهج أن الرسول كان يريد الاستيلاء على القافلة وأن سبب غزوة بدر هي القافلة فقط ، بدون أن يذكروا خلفيات الموضوع وأسبابه الحقيقية وإنما اكتفوا بتلك الروايات ، وهم بذلك أساءوا إلى رسول الله، ولذلك ينبغي أن نستوعب هذه النقطة في مناهجنا حتى نغير الصورة المغلوطة التي قدمها الوهابية عن رسول الله كما ينبغي تغيير “عنوان معركة بدر إلى يوم الفرقان” لأنه مصطلح قرآني وله مدولولات كثيرة .
الآثار الإيجابية ليوم الفرقان
ثم تطرق السيد إلى الآثار الإيجابية ليوم الفرقان على أنه كان بداية المعركة وليس نهايتها وأن شوكة قريش كسرت فيه وأن الناس اطمأنوا بعد ذلك الانتصار ولا زلنا نجني الثمار الإيجابية لذلك النصر حتى اليوم.
واختتم السيد بالإشارة إلى أن موضوع محاضرة يوم غد ستكون عن يوم الفرقان والدروس التي نستفيدها منه في واقعنا اليوم في مواجهة أئمة الكفر والنفاق.