عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
الوعي بضرورات المرحلة
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 4 سنوات و شهر و 14 يوماً
الأربعاء 07 أكتوبر-تشرين الأول 2020 07:06 م


مما لا شك فيه أننا نمرُّ بمرحلةٍ تاريخية مفصلية، هذه المرحلةُ تحتاجُ إلى مهاراتِ التفكير، في تحليل وتشخيص المواقف الصعبة والتعامل معها، وتحتاج إلى مهاراتٍ إنسانيةٍ في العمل والفهم والتحفيز، وتحتاج إلى قُدرةٍ على التنفيذ بمعرفة متخصصة وخبرة فنية؛ إدراكاً منا أن الذي أعلن عدوانه من منطلق مذهبي وأصولي علينا يتعامل مع تكنولوجيا المعلومات في مختلف أنشطته سواءٌ أكانت عسكريةً عملياتيةً أَو حتى الأنشطة الذهنية، وليس بغافل عن بال أحد أن المعلومات في هذا الزمن أصبحت هي المصدر الرئيسي في الهيمنة، حتى الهيمنة الاقتصادية، فالتكنولوجيا حولت الاقتصادَ العالمي من اقتصاد يحتاجُ إلى المعلومات إلى اقتصاد قوامُه المعلومات.

ومن هنا يأتي تأكيدُنا على ممارسةِ الدور القيادي في هذه المرحلة العصيبة من التأريخ -وهي المرحلة التي نشهدُ فيها تداعيَ الأمم على اليمن كما يتداعى الأكلةُ على قصعتهم- بوعي جديد، وتفاعُلٍ أجدَّ وبفكر جديد، يتسم بالشمولية والدقة، والنظرة الثاقبة، وتوقع المستقبل والاستعداد له، بل وصُنعه أَيْـضاً وليس انتظار قدومه.

وطالما وقد تحمل أنصار الله مسؤوليةَ القيادة والريادة في هذه المرحلة فلا بد لهم من التجدّد والأخذ بمبدأ المبادرة وصفات الرائد والقائد، ليقودوا شعبَهم بكل دراية ووعي واقتدار إلى مرحلة التعامل مع التغيرات، أي مرحلة الانتقال من عقلية عصر الصناعة إلى عقلية عصر المعلومات، والفرقُ بينهما أنه في عصر الصناعة كان يتم الحصولُ على المعلومات كلما كانت هناك حاجة إليها في حين تتواجد المعلومات في عصر المعلومات بشكل دائم وهي تدور في حيز التشغيل، وكما كان الحال في عصر الصناعة يتصرف القادة فيه وكأنهم أصحاب القرار، ولا بد من إدراك الحقيقة التي نحن عليها أن هذا المبدأ قد تغير بتغير الأحوال والمستويات الحضارية والمعرفية، إذ فقدَ القادة في عصر التكنولوجيا خاصية صنع القرار بل أصبحت مهامهم أكثر يسراً وأكثر تفاعلاً مع الحدث، من خلال العمل على تشغيل المعلومات المتوفرة، وهذا هو الحال الذي نحن عليه في عصر التكنولوجيا ولا بد من الوعي به، والاشتغال على الخطط الاستراتيجية التي تصنع المستقبل وليس انتظار المستقبل حتى يأتيَ، والاشتغال على الخطط لا يمكن أن يكون عفو الخاطر بل برؤىً وأفكارٍ قادرة على التحَرّك والتفاعل مع واقعها من خلال بنية تنظيمية وبنية توجيهية، وبنية رقابية، ترصد الحالاتِ المنحرفةَ؛ لتعمل على تعديلها حتى تتسقَ مع البناءات المختلفة.

وحتى لا تذهبَ بنا التأويلاتُ بعيدًا، نقول: إن التخطيط يشمل تعريف الأهداف ووضع الاستراتيجيات والخطط؛ مِن أجلِ تنسيق الجهود والأنشطة، والتنظيم هو تحديد المهام التي يجب القيام بها، وتحديد من يقوم بها، وكيفية تجميع المهام، والتوجيه يشمل تحفيز المرؤوسين وتوجيههم واختيار أقوى وأفعل قناة اتصال، ونبذ الخلافات.

والرقابةُ تقومُ برصد الأنشطة؛ للتأكّـد من أدائها لما هو مخطَّطٌ لها واتِّخاذ الإجراءات التصحيحية تجاه الانحرافات.

وعلينا أن ندركَ أن العدوانَ لن يتوقفَ بتوقُّفِ نشاطه العسكري على اليمن بل سيستمرُّ في استهداف العناصر الوطنية والكوادر الوطنية الثقافية والعلمية والسياسية، كما حدث في العراق وهو ماضٍ في تفكيك القوى الوطنية التحرّرية.

وأنصارُ الله سيكونون مستهدفين؛ باعتبَارهم قوةً وطنيةً في خط المقاومة الإسلامية؛ لذلك ووفقاً لما هو متوفرٌ لنا من معلومات لا يلزمُ السكوت والصمت بل التفكير والتخطيط والتنظيم والتوجيه لنكونَ وجوداً قوياً غيرَ قابل للفناء أَو الإلغاء، ومثل ذلك يلزم الارتباط العضوي مع الحاجات الأَسَاسية للإنسان وفق أحدث النظريات الإنسانية التي ترى الحاجاتِ الأَسَاسيةَ هرماً تضيقُ قمَّتُه باتساع قاعدته، وبالتالي تقل عندها عوامل الصراع ومفرداته ويحدُثُ الاستقرارَ، والاستقرارُ يجعل من الاستراتيجيات صخرةً صلبةً تتحطَّمُ عندها المؤامرات.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالباري عطوان
للسعودية : ليس لدينا ما نخسره وأنتم الخاسِر الأكبر
عبدالباري عطوان
شارل أبي نادر
خطورة استمرار الحرب بين أذربيجان وأرمينيا على إيران
شارل أبي نادر
عبدالفتاح علي البنوس
تحركات الأحرار في مواجهة العدوان والحصار
عبدالفتاح علي البنوس
زيد البعوه
اليمن ينجو من عار التطبيع
زيد البعوه
د.عبدالعزيز بن حبتور
عدن..سردية حزينة في زمن احتلال الأَعْرَاب "2015– 2020م"
د.عبدالعزيز بن حبتور
عبدالباري عطوان
حقيقة مرض ترامب وأدائه المسرحيّ الفاشِل
عبدالباري عطوان
المزيد