إن عمليةَ اغتيال الشهيد الحمدي هي اغتيال وطن، اغتيال مسار النهضة، التنمية، التطور، والبناء، اغتيال مشروع تأسيس دولة النظام والعدالة والقانون.
تعتبر حركةُ ١٣ يونيو ١٩٧٤م التصحيحيةُ التي قادها الشهيدُ إبراهيم الحمدي، البدايةَ الحقيقيةَ للنهضة التنموية لليمن، معتمدة على العمل التعاوني من خلال المشاركة المجتمعية في عملية البناء والتنمية.
فخلال فترة حكم الرئيس الحمدي والتي لا تتجاوز الثلاث سنوات وأربعة أشهر، استطاع أن يحقّقَ تنميةً اقتصاديةً كبيرةً في البلاد، فعم الرخاءُ ربوع الوطن وزاد ميزانُ المدفوعات، وكان هناك احتياط من العملة الصعبة ما يقارب 3 مليارات دولار.
فَأُنْشئت التعاونياتُ في بلادنا بمبادرات فردية طوعية، وكان له الأثرُ البالغُ في تحقيق النهضة في كافة المجالات التعليمية، من حيث بناء المدارس والمعاهد والكليات، والاهتمام بالكادر التعليمي، وفي مجال الصحة بناء المستشفيات والمراكز الصحية والوحدات الصحية والاهتمام بالأمومة والطفولة، ومشاريع المياه، وشق الطرقات، وفي المجالِ الزراعي كان الاهتمامُ بإيجادِ روحِ التعاون الزراعي بين جميع مواطني المنطقة لغرض تحسين المزروعات وتسويقها، ورفع جودة الإنتاج، والعمل على حمايتها من الآفات الزراعية، وذلك بالتنسيق مع جهات الاختصاص للحصول على الخبراء والمرشدين الزراعيين والأسمدة والبذور والمبيدات الحشرية، والسعي للحصولِ على القروض اللازمة من بنك التسليف الزراعي، والعناية بزراعة البن والفواكه والخضروات في المناطق الصالحة لها، وإقامة الجمعيات الزراعية في إطار هيئة التعاون الأهلي للتطوير بالتعاون والتنسيق مع جهات الاختصاص، والعمل على إيجادِ وسائل الري المختلفة، كَشَقِّ القنوات وحفر الآبار وإقامة السدود، كما أولى الاهتمام بالتشجير كظاهرة حضارية ذات مردود اقتصادي وطبيعي، وتعطي الأولوية لإنشاء الغابات وجوانب الطرقات والمدن والمرافق الصحية والتعليمية، والاهتمام بتنمية الثروة الحيوانية، وكلُّ هذا كان قائماً ومعتمداً على التعاون ومشاركة المجتمع.
ومن هنا تأتي أهميّةُ المشاركة في وقتنا الحالي، وخاصّةً مع الظروف التي تعيشها اليمنُ جراء الحرب والعدوان والحصار الاقتصادي الذي يفرضه علينا تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي منذ أكثر من خمسة أعوام ونصف عام، وهو ما ألقى بظلاله على توقّفِ عجلةِ الحياة والتنمية.
فعلينا أن نجعلَ من الشهيد الحمدي والنهضة الكبيرة التي تحقّقت في عهده، عنواناً ونبراساً لنا للانطلاقِ نحوَ البناء والتنمية الشاملة، والتوجّـه نحو الزراعة كأهمِّ مورد اقتصادي لليمن، وأن نساهمَ جميعاً في هذه التنمية من خلال تبني المشاركات المجتمعية، فالشعبُ هو الرافدُ الأَسَاسي للبناء والتطور، وهو أَسَاس البناء وعمود التنمية الحقيقية.
فرحم اللهُ الشهيدَ الحمدي الذي نحيي الذكرى الثالثة والأربعين لاغتياله من قبل أعداء اليمن مملكة بني سعود وأمريكا وإسرائيل، وهم أنفسُهم من يشنُّون علينا عدواناً عسكريًّا غاشماً، ويفرضون علينا حصاراً اقتصاديًّا منذ 6 سنوات.
وعاشَ اليمنُ حرًّا أبيًّا، والخزي والعارُ للخونةِ والعملاءِ.