فراعنة السلطة ولصوص الثروة جبابرة أمام شعوبهم طواغيت عليها وأقزام أذلاء بين أقدام الأمريكان والصهاينة يلهثون وراء من يحكم واشنطن لتقديم قرابين الطاعة والعبودية لمن يتربع على عرش البيت الأبيض، يتلونون حسب السياسة التي تحكم أمريكا جمهوريون تحت أقدام الفيل الجمهوري الأمريكي وديمقراطيون وفق الديمقراطية التي يتحلى بها حمار الحزب الديمقراطي الأمريكي، أشداء على المسلمين من أبناء أمتهم أذلاء مهانين في حضرة اليهود والنصارى تمتطيهم أمريكا وتوظفهم جنودا لها ضد الإسلام والمسلمين بما يخدم مشاريعها الاستعمارية ومخططاتها الإرهابية وهم يستجيبون لها و يتفانون في خدمتها دون أي مقابل، بل هم من يدفعون ثمن خزيهم لخزينة أمريكا.
من الأشياء الغريبة والعجيبة المخزية التي نلاحظها دائما عقب كل انتخابات رئاسية أمريكية، أن الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية تبني مواقفها وسياساتها بما يتوافق مع رغبة النظام الأمريكي الذي يحكم البيت الأبيض ويسارعون لخطب ود الرئيس الجديد وكأنه تم انتخابه رئيسا للعالم وليس رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية فقط وعندما يصل إلى سدة الحكم الأمريكي مرشح جمهوري أو ديمقراطي يهرول زعماء وملوك بعض الدول العربية إليه للتنسيق معه وتلبية رغباته وتنفيذ الخطة السياسية التي يسعى إلى القيام بها، ليس هذا فحسب بل يبادرون هم بخطوات معينة لتثبت ولاءهم وطاعتهم لأمريكا ومن يحكمها ويبذلون المال في سبيل ذلك كما هو الحال بالنسبة للنظام السعودي وكذلك الحال بالنسبة للنظام الإماراتي وبقية الأنظمة العميلة التي تخدم أمريكا في المنطقة أكثر مما تحلم به أمريكا نفسها.
بعد كل انتخابات رئاسية أمريكية تظهر الكثير من المواقف والكثير من الحقائق والكثير من الشواهد التي تثبت لهذه الأمة وشعوبها أن الكثير من الحكام العرب والمسلمين الذين يتسلطون على الشعوب العربية والإسلامية وينهبون ثرواتها ويمارسون بحقها أبشع الجرائم ويقمعون الحريات وينتهكون الحقوق، يظهرون بشكل يثير السخرية والشفقة في آن واحد عندما يصل هذا الرئيس أو ذاك إلى سدة الحكم في أمريكا حين نراهم يتهافتون عليه مهنئين ومباركين ومسارعين إلى معرفة توجهه وسياسته إلى مستوى أنهم يبايعونه على السمع والطاعة بطريقة مباشرة وغير مباشرة بمواقف وأعمال نلمسها ونراها في الواقع تخدم مصالح وأهداف أمريكا وتستهدف هذه الأمة وتضر بها.
صهاينة التطبيع أعراب بلا عروبة وسلاطين دون سلطة خانوا الإسلام وظلموا المسلمين، ثروات أوطانهم تحلبها أمريكا مقابل بقائهم على كراسي الملك ودماء شعوبهم تسفك على أيديهم بأسلحة أمريكا خدمة لمصالح إسرائيل، يتشدقون بالإسلام ويتغنون باسم العروبة وهم يعبدون أمريكا ويركعون لإسرائيل مسلوبي الإرادة والقرار نفوسهم خالية من أي قيم إنسانية وفارغة من المبادئ الأخلاقية، حالوا بين الأمة الإسلامية وبين مصادر عزتها وألبسوها ثوب الذل بدلا من الحرية والاستقلال ما تأمرهم به أمريكا يعملون على تحقيقه دون أي مماطلة ويعصون، وما يأمرهم به الله ويرفضونه بكل قوة، تحكمهم أمريكا وفق سياسة الشيطان الرجيم وتستخدمهم إسرائيل في تنفيذ مشاريعها الطاغوتية فلا يترددون في تحقيق ما تطمح إليه ولو كان فيه هلاكهم في الدنيا وعذابهم في الآخرة.
آل سعود وعيال زايد وآل خليفة وحكم العسكر في السودان وبقية الأنظمة العميلة الذين ينخرون جسد الأمة من الداخل لمصلحة أعدائها هم الأعراب الذين قال الله عنهم (الأعراب أشد كفراً ونفاقا) ومواقفهم وأعمالهم وتوجهاتهم تؤكد هذا مهما حاولوا تزييف الحقائق وقد تكشفت الأمور إلى مستوى أن الجاهل يدرك أنهم أخطر على الأمة من اليهود والنصارى أنفسهم وقد حان الوقت لاقتلاع عروشهم والثورة عليهم والعمل على إسقاطهم والتخلص منهم ورميهم في سلة المهملات، فقد مردوا على النفاق وأكثروا في الأرض الفساد ومن لا يزال ينتظر صلاحهم فهو ينتظر الوهم والسراب ولن تستعيد الأمة مجدها ما دام هؤلاء المجرمون هم من يحكمونها ويتحكمون فيها.