ماذا وراء الحشود العسكرية الغربية إلى الخليج والجزيرة العربية؟
تتهافت القوات الأجنبية لتعزيز نفوذها وهيمنتها في الشرق الأوسط بشكل عام وفي الجزيرة العربية بشكل خاص وتحديداً في المملكة العربية السعودية، حيث كشفت مصادر إعلامية ورسمية خلال الأيام الماضية عن إرسال عدد من الدول الغربية، منها فرنسا وبريطانيا، لقوات عسكرية إلى السعودية تحت مبررات واهية وعناوين سخيفة عارية عن الصحة حيث قالت فرنسا أن قواتها في السعودية في مهمة لتدريب الجيش السعودي أما القوات البريطانية فتحججت بمبرر حماية النفط السعودي وتفعيل منظومات دفاعية للتصدي للطائرات المسيرة اليمنية التي تستهدف القواعد العسكرية والمنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو بين الفينة والأخرى في اطار معركة الدفاع والرد المشروع التي يخوضها الشعب اليمني بجيشه ولجانه الشعبية في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، أمريكا أيضا أرسلت حاملة طائرات وسفناً حربية إلى الخليج لكنها لم تبرر بصفتها من تقود المعركة وأهدافها ومشاريعها واضحة.
وهذا يعني أن الجزيرة العربية تشهد حالة استنفار استعماري قصوى وكل دولة من الدول الغربية خصوصاً تلك الدول الاستكبارية المتحالفة مع أمريكا والتي لها تاريخ ملطخ بالاستعمار والطغيان والاحتلال والهيمنة مثل بريطانيا وفرنسا وبقية الدول الغربية التي تتحرك وفق سياسة أمريكية صهيونية موحدة تحت عناوين كاذبة منها محاربة الإرهاب وتعزيز النفوذ العسكري لحماية المصالح الاقتصادية وتفعيل المنظومات الدفاعية العسكرية المتنوعة لحماية النفط السعودي وغير ذلك من المبررات السخيفة بينما الحقائق تقول أن هناك أهدافاً استعمارية أخرى اكبر من هذه العناوين التي لا تحتاج إلى هذا التحرك العسكري الشامل.
هذه الحشود العسكرية لها علاقة بالمؤتمر الأخير الذي انعقد في مدينة نيوم السعودية والذي ضم رئيس حكومة الكيان الصهيوني ووزير الخارجية الأمريكي ورئيس الموساد الإسرائيلي وولي العهد السعودي ولها علاقة بما يسمى بصفقة القرن ولها علاقة بربيع التطبيع الأعرابي مع إسرائيل ولها علاقة بكل التحركات الأمريكية الصهيونية في اليمن والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان ولها علاقة بالسياسة الأمريكية الشيطانية الجديدة في المنطقة بعد انتهاء ولاية ترامب ولها علاقة كبيرة ومباشرة بالعدوان الأمريكي السعودي على اليمن ولها علاقة بالصراع الأمريكي الصهيوني مع إيران ولها علاقة كبيرة بأحلام وطموحات الصهاينة في الهيمنة على الحرمين الشريفين.
إلا أن الأهداف الرئيسية من وراء هذه الحشود العسكرية تكمن في عدة أمور مترابطة ومتشابكة مع بعضها أولها خشية أمريكا وإسرائيل من تنامي قوة انصار الله وخوفاً على النظام السعودي الذي ظهرت عليه ملامح الفشل والهزيمة أمام الشعب اليمني خلال ست سنوات من المعارك الضارية لأن الأمريكان والصهاينة يدركون جيداً أن هزيمة السعودية وفشلها أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية هي هزيمة مباشرة لهم بصفتهم من يدير المعركة منذ بدايتها ويطمحون لحصد ثمار عدوانهم إلا أن النتائج كانت عكسية ومخيبة لهم وهم يلاحظون الفشل يلاحقهم باستمرار، أضف إلى ذلك أن الأمريكان والصهاينة يسعون إلى تعزيز تواجدهم العسكري في السعودية من اجل ضمان السيطرة المباشرة والكاملة على عرش السلطة في السعودية تحسباً لأي متغيرات قد تحصل والإمساك بزمام الأمور سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في الجزيرة العربية وأيضاً من أجل أطماع استعمارية مستقبلية تكفل لهم السيطرة المباشرة على الحرمين الشريفين وهكذا فيما يتعلق ببناء قواعد عسكرية في السعودية تضم قوات أمريكية وصهيونية وفرنسية وبريطانية ومنظومات دفاعية متطورة فإن من أهدافها الاستعداد العسكري لأي معركة محتملة مستقبلية مع إيران ومحور المقاومة والعرب والمسلمين بشكل عام بحيث تصبح الجزيرة العربية قاعدة عسكرية للقوات الغربية ومسرحاً ومنطلقاً للعمليات العسكرية.
ولهذا يمكن تفسير ما يحصل من تحركات عسكرية أمريكية صهيونية بريطانية غربية شاملة في المنطقة العربية خلال هذه المرحلة يؤشر ويدل على أن المنطقة ستشهد حالة حرب ليست باردة بل حرب معلنة أمريكية إسرائيلية غربية تستهدف الإسلام والمسلمين بشكل عام وليس فقط ايران أو الشعب اليمني الصامد أو المقاومة الفلسطينية أو المقاومة اللبنانية أو النظام السوري أو الحشد الشعبي العراقي، بل الجميع بلا استثناء في دائرة الخطر وفي مربع الاستهداف، وأمام هذه الحشود وهذه التحركات يتوجب على كل مسلم التحرك الجهادي الجاد وإعداد القوة العسكرية والنفسية والمعنوية والإيمانية والاستعداد للمعركة مع أمريكا وإسرائيل وحلفائهم من العرب والعجم والتحلي بعنصر المبادرة والمسارعة قبل فوات الأوان وتفويت الفرص على الأعداء فالهجمة شاملة وملامحها واضحة وينبغي على الأمة أن تتوحد وتعتصم بالله اذا أرادت أن يكون الله معها وأن ينصرها على أعدائها ومهما كانت التحديات فإن لله الأمر من قبل ومن بعد وله عاقبة الأمور وهو تعالى القائل (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).